The Syrian Tragedy a call to the world conscience
سبتمبر 8, 2015
Suriye devriminin 5 prensip belgesi
سبتمبر 21, 2015

رسالة إلى المجاهدين

الحمد لله القائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل: (من اغبرّت قدماه في سبيل الله حرّمه الله على النار) – أخرجه البخاري – وعلى آله الأطهار وأصحابه المجاهدين الأخيار وبعد :
فها هي بشائر النصر تلوح راياتها ويفوح رَوحها من غوطة الشام التي بشر بها النبي عليه الصلاة والسلام أنها ستكون معقلَ المؤمنين وفسطاطَهم في الملاحم الكبرى ، فهنيئاً لكم يا أبطال الشام ويا مجاهدي سوريا كلها على هذه الانتصارات المتلاحقة من مطار أبي الظهور إلى الغوطة إلى الشمال والجنوب ، وثبت الله مجاهدي الزبداني الذين ضربوا بثباتهم أروع الأمثلة وسطروا بدمائهم صحائف المجد والشرف والبطولة.
أيّها المجاهدون الأبطال :
في غمرة الانتصارات وفرحتها (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) لا بدّ أن نذكر إخواننا المجاهدين بأمور :
الأول: إخلاص النية لله تعالى في جهادكم فأنتم على ذروة سنام الإسلام ، نلتم أعلى المراتب ومنازلكم عند الله من أعلى المنازل، ويكفيكم حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي في الصحيحين: (لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها) فأكثروا من ذكر الله وشكره وتلاوة القرآن وتضرعوا إليه فأصواتكم من أحب الأصوات إلى الرب الرحيم الودود.
الثاني: نذكركم بقول الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ) ولا ريب أن ما حققتموه من انتصارات هو ثمرة رص الصفوف وتوحيد الرايات ووحدة القرار والقيادة المشتركة للعمليات ، ونحذركم في الوقت نفسه من التنازع والاختلاف فإنه مؤذنٌ بالفشل وذهاب الريح كما قال ربنا: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) ومن هذا المنطلق نهيب بإخواننا المجاهدين أن يهبّوا هبّة رجل واحد ، فلا يُعقل أن تحشد قوى البغي والظلم من مجرمي النظام والعصابات الطائفية المتحالفة معها على جبهة واحدة ويستفردوا بمجاهديها ولا يحرك باقي المجاهدين ساكناً ، لا بد من إشعال ما يستطيعه المجاهدون من جبهات في وقت واحد ضمن اتفاق وتنسيق بينهم ؛ بحيث يتم تشتيت قوى الأعداء وإنهاكها وتخفيف الضغط لاسيّما عن المناطق المحاصرة ، واليوم نسمع أن أرتالاً يجمّعها النظام من أماكن عدة ليزجّ بها في جبهات الغوطة، وتمرّ بسلام من مواقع من المفترض أن يعترضها المجاهدون وينالوا منها، فيا أيها المجاهدون لا تخذلوا إخوانكم وقد استنصروكم في الدين (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) ولا تجعلوا عدوكم ينفرد بكم الواحد تلو الآخر.
الثالث: لقد أحييتم الأمل في نفوس المحاصرين بأن الله يثبت الذين آمنوا بقوله الثابت، فيا أيها المرابطون الذين آثرتم البقاء في أرض الله المباركة التي هي مهاجر الأنبياء وأرض المحشر والمنشر تحفّها الملائكة وتبسط عليها أجنحتها ، أنتم في كفالة الله وضمانه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (إن الله تكفل لي بالشام وأهله) وسوف تفشلون بصمودكم مخططات كل المتآمرين بتهجير العباد من البلاد وإفراغها من أهلها الحقيقيين.
الرابع: لقد أعطيتم بفتوحاتكم الأخيرة العظيمة الردَ المناسبَ وأرسلتم الرسالة البليغة للغزاة المستعمرين الجدد الروس والإيرانيين ، نسأل الله أن يخيب آمالهم ، وأن ينصركم عليهم ، ونذكركم بقول مولاكم في كتابه العزيز (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ^ فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) فالشام مقبرة الغزاة كما يشهد بذلك صفحات التاريخ.
وفي الختام نوصيكم بوصية الله (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) فإنما النصر صبر ساعة ، فالصابرون أحباب الله (إن الله يحب الصابرين) وفي معيته (والله مع الصابرين) وهم أهلٌ للمدد الإلهي ( بَلَىٰ ۚ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم) ولهم الأجر العظيم والثواب الجزيل (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) سدد الله رميكم ، وأصلح رأيكم، وقوى عزيمكتم، وحفظكم من فوقكم ومن تحت أرجلكم، ومن أمامكم ومن خلفكم، وعن أيمانكم وعن شمائلكم ، وجمع لكم بين النصر والأجر.
المجلس الإسلامي السوري
1 ذي الحجة 1436 هجري الموافق 15سبتمبر 2015م
رسالة إلى المجاهدين 2-1
رسالة 2