مع بداية الثورة السورية المباركة تشكلت في الداخل السوري الهيئات والروابط الشرعية لتسد الفراغ الحاصل من غياب مؤسسات الدولة وانحسارها في المناطق المحررة، على صعيد آخر شهد عام 2011 مبادرات لإيجاد كيان جامع موحِّد من قبل العلماء والروابط التي أجبرها النظام على الاغتراب.. وعلى خطى التوحيد، اجتمع نحو 40 رابطة وهيئة شرعية في منتصف نيسان 2014، ليعلنوا تأسيس «المجلـس الإسـلامي السـوري»، الذي ضم العلماء والهيئات الشرعية والروابط العلمية السورية، ليكون قراراً مشتركاً يعبر عن إرادة موحدة لرموز المدارس الفكرية الإسلامية المعتدلة في سوريا .

الهوية:
هيئة مرجعية شرعية وسطية سورية، تسعى إلى جمع كلمة العلماء والدعاة وممثلي الكيانات الشرعية، وتوجيه الشعب السوري، وإيجاد الحلول الشرعية لمشكلاته وقضاياه، والحفاظ على هويته ومسار ثورته.

الرسالة:
ترسيخ المشروع الإسلامي وتفعيل دور المؤسسة الدينية في المجتمع السوري.

الرؤية:
تمكين المرجعية الإسلامية للشعب السوري من الاضطلاع بدورها الريادي في المجتمع.

⦁ حشد الدعم للثورة السورية، والتعاون على ترشيدها، والحفاظ على مكتسباتها.

⦁ توحيد الفتوى الشرعية في الأمور العامة، وإصلاح الشأن الدينـي.

⦁ تعزيز القواسم المشتركة وإبراز جوانب الاتفاق، واحتواء الخلافات.

⦁ السعي لتطبيق أحكام الشريعة، وصونها من العبث، ومناهضة الغلو والتفريط.

⦁ توحيد الرؤى وتنسيق المواقف والجهود تجاه النوازل والقضايا الكبرى.

⦁ المحافظة على وحدة الدولة السورية، وترسيخ هويتها الإسلامية.

⦁ اعتماد المنهج الشرعي في جميع القضايا، ولزوم الوسطية والاعتدال، بعيدًا عن الغلو والجفاء، أو الإفراط والتفريط.

⦁ الالتزام بالشورى منهجًا للمجلس في جميع هيئاته وقراراته، واعتبار نتيجتها ملزمة، بحسب مواد النظام الأساسي المتعلقة باتخاذ القرار.

⦁ مرجعية المجلس هي الشريعة الإسلامية بقواعدها الكلية ومقاصدها العامة، على منهج أهل السنة والجماعة.

⦁ سورية جزء من الأمة الإسلامية، دينها الإسلام، وهو المصدر التشريعي فيها، ولا مساومة على وحدة شعبها وترابها، مع الإقرار بحقوق الأقليات التي أقرها الشرع.

⦁ التعاون فيما نتفق عليه، والإعذار فيما يسوغ الاختلاف فيه، واعتماد منهج الوسطية والاعتدال، بعيدًا عن الغلو والتفريط.

⦁ كفالة حقوق المواطنة كافة لكل السوريين، على اختلاف دياناتهم وأعراقهم ومذاهبهم، دون تمييز، مع تفهم الخصوصيات الدينية والثقافية لأبناء الأطياف الأخرى، باعتبارهم شركاء في هذا الوطن الواحد رعاية لمبدأ التعددية السياسية.

⦁ تحقيق الولاء لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين، واعتبار أخوة الدين فوق كل رابطة، فالإسام فوق التنظيمات والانتماءات.

⦁ الانفتاح على المجتمع والاستفادة من كافة كوادره، وتقديم نموذج القدوة في كافة التخصصات والمجالات.

⦁ لمجلس متعدد المدارس والأطياف والاجتهادات، لا يقبل الخلاف في القطعيات، ويحاور في الخلافيات والظنيات، ويعذر في الاجتهاديات.

⦁ تعظيم حرمة المسلم، وتجنب تكفيره بذنب أو بدعة. وكذا تجنب اتهامه بفسق أو خيانة إلا بدليل أو برهان.

⦁ باب الاجتهاد والتجديد مفتوح بضوابطه الشرعية، مع فهم الواقع، واعتماد فقه الموازنات والمقاصد والمآلات، وفهم الثوابت والمتغيرات لمواكبة المستجدات.

⦁ التحلي بالأخلاق والآداب الإسلامية، وإحسان الظن بالمسلمين عامة، واجتناب التجسس وتصيد الأخطاء، وتتبع الزلات.

⦁ الوقوف في وجه الظلمة، ونصرة المظلومين أيا كانوا، ، وتأكيد ذلك بدستور راشد يحفظ العدالة والكرامة وحقوق الجميع، والرقابة الدائمة على تطبيقه، والحيلولة دون العودة إلى منهج الاستبداد والظلم لأي أحد من الشعب.

⦁ التأكيد على العلاقة التكاملية بين الرجل والمرأة، وأن لكل منهما حقوقاً وواجبات قررتها الشريعة الإسلامية، مع مراعاة خصوصيات كل منهما. والتأكيد على ضرورة التحرر من العادات والأعراف المنتشرة في المجتمع، مما يخالف الشريعة.

⦁ التأكيد على العلاقة التكاملية بين الرجل والمرأة، وأن لكل منهما حقوقاً وواجبات قررتها الشريعة الإسلامية، مع مراعاة خصوصيات كل منهما. والتأكيد على ضرورة التحرر من العادات والأعراف المنتشرة في المجتمع، مما يخالف الشريعة.

أولاً: البيانات والمواقف
دأب المجلس منذ تأسيسه على إصدار البيانات والفتاوى حول قضايا الشأن السوري، والشؤون الإسلامية عامة بهدف تبيان الموقف الشرعي، بإشراف لجان متخصصة تضم مجموعة من أكابر العلماء والشرعيين، حيث صدر عن المجلس أكثر من 170 بياناً وفتوى، تناولت أكثر المواقف حساسيةً و أهمها على الصعيد الثوري والإنساني والشرعي..

ثانياً: التنسيق وتوحيد الجهود
نظّم المجلس مجموعة من الزيارات واللقاءات للداخل السوري، بهدف التحكيم في بعض نقاط التنازع بين الفصائل، إضافة لتشكيل عدد من اللجان للتنسيق بين الهيئات العاملة في المجال الشرعي والقضائي، مع تنظيم لقاءات وفعاليات وورش العمل لبحث قضايا الثورة وسيل معالجة مشكلاتها. وبجانب آخر يوفد المجلس سنوياً مجموعة من المرشدين مع بعثة الحج لنشر الوعي الشرعي بين الحجاج السوريين.

ثالثاً: تنظيم العمل الدعوي للسوريين في تركيا:
بعد تأسيس المجلس الإسلامي السوري وانضمام معظم الهيئات والروابط الشرعية التي لها أعمال دعوية في تركيا إلى المجلس تم اعتماد المجلس مرجعية شرعية للسوريين في تركيا من قبل رئاسة الشؤون الدينية التركية .
فبادر المجلس إلى تنظيم الأعمال الدعوة المسجدية من خلال تشكيل لجنة للتنسيق مع رئاسة الشؤون الدينية التركية حيث سارعت إلى وضع معايير لقبول ممارسة أي عمل دعوي مسجدي في تركيا .
فمنحت اللجنة ما يقارب من (104) موافقات لممارسة عمل دعوي مسجدي في مدينة إسطنبول، بالإضافة إلى اختيار وترشيح المشرفين في بعثة الحج لأربعة أعوام على التوالي كما قامت بترشيح حفّاظ كتاب الله إلى المسابقة القرآنية للقرآن الكريم في تركيا ولأربع سنوات على التوالي بعد إجراء الاختبارات اللازمة لذلك، وكان آخرها عام 1439 هــ حيث حصل مرشح المجلس الإسلامي السوري الأخ باسل عتال من حلب على المركز الأول في فرع الحفظ الكامل.
وقامت اللجنة بزيارات متعددة إلى رئاسة الشؤون الدينية التركية في أنقرة وزيارات إلى المفتين في ولاية اسطنبول والولايات الجنوبية التركية في سبيل تعزيز التعاون والتنسيق بين الشؤون الدينية والمجلس.
كما قامت اللجنة بزيارات إلى الولايات الجنوبية التركية (غازي عنتاب، الريحانية، كلس، أورفه) واجتمعت مع الهيئات الشرعية والعلمية والدعوية في تلك المناطق.

المجلس الإسلامي السوري يسعى لحمل المسؤوليات والتطلعات والآمال المعقودة عليه، متخذاً من أرض الوطن نقطة الانطلاق ونقطة النهاية.. حيث يتطلع عبر دوره المرجعي إلى توحيد الموقف الإسلامي الصادر عن العلماء المسلمين في سوريا وبلاد أهل السنة جمعاء، وجمع طاقاتهم وتفعيلها بشكل متكامل وفق منهج الاعتدال والوسطية، والتواصل مع الجهات كافّة لبيان المطلب الحق للشعب السوري الثائر، وحشد الدعم من شعوب العالم لإنجاح الثورة وصيانتها..