الحمد لله القائل:
﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾، والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل: (رباط يوم في سبيل الله خيرُ من الدنيا وماعليها)، وبعد:
فقد فقدت الأمة الإسلامية عموماً والجهاد السوري خصوصاً فجر هذا اليوم أحد قادتها ورموزها ألا وهو فضيلة الشيخ المجاهد #المحدّث #رياض_الخرقي (أبوثابت الدمشقي) رئيس “الهيئة الشرعية في دمشق وريفها” ومن مؤسسي “الإتحاد الإسلامي لأجناد الشام” وعضو مجلس أمناء “المجلس الإسلامي السوري”.
لقد قضى رحمه الله فجر اليوم متأثراً بتفجير على يد الغدر والغلو من أحفاد الخوارج، ونحسبه شهيداً بإذن الله بعد التفجير الآثم الذي قام به أحد الغلاة من حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام وكان برفقة بعض القادة والشرعيين قبل بضعة أسابيع ونقل على إثرها إلى المستشفى وفاضت الروح إلى بارئها فجر هذ االيوم، ولقد حاول هؤلاء الآثمون مراراً اغتياله وكان آخر محاولة عند خروجه من صلاة الفجر لكن سلمه الله منها لقد عاش الشيخ رحمه الله بين إخوانه وطلابه مجاهداً معلماً فأنشأ المعاهد الشرعية التي تخرج منها الدعاة والعلماء في #الغوطة_الشرقية وكانت له عناية خاصة بالحديث الذي عني به واشتغل به حياته وبالفقه حيث كان يهتم بتعليمه،فكان مرجعاً علمياً قام بواجب الإفتاء فيهذه المرحلة الصعبة من عمر الأمة، وكان له مع إخوانه العلماء والدعاة دور بارز في الجهاد وتثبيت المجاهدين في قتال االنظام الفاجر المعتدي، ولقداختير منذ مايربو على ىسنة ليكون عضواً من الأمناء في المجلس الإسلامي السوري شارك في كثير من جلساته عن بعد، وكان رحمه الله ممن عرف عنه الصدق والجد والصراحة والنصيحة والصدع بالحق،قرن إلى العلم والجهاد،وإلى الشرف والمكانة والتواضع الجم والأدب الرفيع، فنال محبة كل من عرفه واحترام كل من جلس إليه.
والمجلس الإسلامي السوري كما ندد في أحدبياناته السابقة بحادثة التفجير الآثمة ومحاولة الاغتيال ليعبر في بيانه هذا عن حزنه الشديد وألمه الكبير بفقد هذا المجاهد العالم الرباني، وفي الوقت نفسه يذكر من بقي في قلبه أثارة من خوف من الله وفي عقله بقية من علم أو فقه أن يعودوا إلى رشدهم وأن يتّقوا ربهم في دماء الأمة وبخاصة دماء علمائها وقادتها ومجاهديها، ويبقى الأمل في العلماء المرابطين من إخوان الشيخ رحمه الله ليسدوا هذه الثلمة التي حصلت بفقده.
نسأل الله لفقيد الأمة المغفرة والرحمة وأن يتقبله عنده في الشهداء وأن ينزله منازلهم، وأن يعوض الأمة خيراً، وأن يجعل كيد من كاد للمسلمين في نحره، وأن يعجل نصرنا في بلاد الشام وفي كل بقاع الأرض،حسبنا الله ونعم الوكيل، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،وإنا لله وإنا إليه راجعون، وإلى الله ترجع الأمور.
المجلس الإسلامي السوري
الأحد 6 شعبان 1436 هـ الموافق 24 أيار 2015م