بِسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ). سورة التوبة
الحمد لله رب العالمين لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه والصلاة والسلام على إمام المجاهدين سيدنا محمد وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار وبعد:
فقد رزئت الأمة الإسلامية بفقد قائد فذ من قادتها ، ثبت مع إخوانه في فسطاط المسلمين غوطة دمشق ، وطرح الله الرعب في قلوب أعدائه منه ، فقد كان موطئه يغيظ الفجار ، وقد نال من المجرمين وأعوانهم من الطغاة في سوريا نيلاً عظيماً ، فغدا ذكره على كل لسان ، ونحن نعتقد أنه استشهد رحمه الله في يومه وساعته التي قدرها الله تعالى في مواطن الشرف وجبهات العز والبطولة، صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر، فهنيئاً له ميتة العز والشرف، وجمعه الله بإخوانه القادة الشهداء كحسان عبود وعبدالقادر الصالح وأبي فرات والشيخ أبي ثابت وسائر أعلام وشهداء الثورة السورية الذين سبقوهم بإحسان إن شاء الله.
وفي الوقت نفسه نقول للروس الغزاة وللنظام الفاجر الذي جاء بهؤلاء القتلة المجرمين لن تزيدوا الثورة بقتل هؤلاء القادة إلا قوة وثباتا ومضاءً وعزيمة، فهؤلاء القادة الأعلام سيكونون قدوة لمن بعدهم ومثلاً يحتذى لمن وراءهم ، ومشعلاً مضيئاً في طريق الجهاد، ولن تسقط الراية بإذن الله فهي تنتقل من سيد لسيد ومن قائد لقائد ، فرحم الثورة ولود، ويدها معطاءة، وسيكون ذلك حافزاً لرص الصفوف واجتماع الكلمة بإذن الله.
وأنتم يا شعبنا المجاهد الصابر جدتم بفلذات أكبادكم وخيرة شبابكم ، فلن يضيع الله صبركم وجهادكم ، ولن يتركم أعمالكم، فالنصر قريب بعون الله، ولن يرهبنا ويرهبكم جبروت روسيا ولا تآمر الشرق والغرب ، ولن يثنينا ويثنيكم خذلان القريب ولا مخالفة الصديق ، فالله ناصرنا وعليه اتكالنا ، وكلما ضاقت الأمور اقترب موعد الفرج، وإن أحلك ساعات الليل تلك التي تسبق بلج الصباح.
تغمدك الله يا أبا عبدالله بواسع رحمته وأسكنك فسيح جنته، وبلغك منازل الشهداء، وضاعف لك الأجر والمثوبة، وخلفك الله في عقبك، وأفرغ على قلب أهلك وذويك وإخوانك صبراً من عنده، حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وإلى الله ترجع الأمور.
المجلس الإسلامي السوري
15 ربيع الأول 1437 هجري، الموافق 26 كانون الأول 2015م