بسم الله الرحمن الرحيم
توصية صادرة عن هيئة الفتوى في “المجلس الإسلامي السوري” بخصوص الأضاحي، بناءً على توصية “مؤسسة زيد بن ثابت الأهلية”.
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين. وبعد:
فإن ما ذكره الإخوة في “مؤسسة زيد بن ثابت الأهلية” من محاذير وملاحظات في أيام الأضاحي هو أمر واقع وللأسف، والناس محتاجون للحوم في أيام الأضاحي وغيرها، وهذه الحاجة تختلف من منطقة الى أخرى، وتمس الحاجة في المناطق المحاصرة وربما يؤدي التوسع في الأضاحي في بعض المناطق في الموسم إلى فقدها أو ندرتها مما يؤدي إلى غلائها غلاء فاحشا فيشق الأمر على الناس، ولذلك نقول إن الأضاحي على قول جمهور الفقهاء سنة وليست واجبة، ولكن رعاية الحاجة العامة وبالذات في المناطق المحاصرة واجبة، فيقدم الواجب على السنة، وهذه المسألة تخضع لفقه الأولويات والموازانات الذين يدوران في فلك تحقيق المصالح ودرء المفاسد في إطار تحقيق مقاصد الشريعة، فرعاية حفظ النفوس على المدى البعيد في المناطق المحاصرة تقتضي تقنين موضوع الأضاحي بحيث لا ينقطع جنسها وتقل إلى حد الندرة أو الفقد مع اعتبار خصوصية المكان الذي يقدر الواقع، ونرى أن يترك تقدير ذلك للهيئات الشرعية في كل منطقة على حدة مع أخذها بعين الاعتبار المصالح القريبة والبعيدة لعامة الناس.
ومع ذلك فإننا نذكر ونوصي بما يلي:
1- على الإخوة التجار أن يراقبوا الله في الأسعار وأن يتعاملوا مع الناس بلغة التراحم وقد جاء في الحديث الشريف (الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) رواه أبو داود والترمذي.
2- الاحتكار بغية رفع الأسعار ممنوع وحرام لما جاء في الحديث الشريف ( لا يحتكر إلا خاطيء) رواه مسلم وغيره.
3- على الهيىات الشرعية أن توازن في موضوع الأضاحي وعلى كل هيئة أن تقدر حاجات منطقتها حتى لا تُفني الأضاحي الثروةَ الحيوانية وحتى لا تنشأ أزمة لحوم بعد العيد فيكون الفقير أول المتضررين .
4- ملاحظة الإبقاء على إناث المواشي وتقديم الذكور للأضاحي حفاظا على استمرارية الثروة الحيوانية ما أمكن.
5- على الجميع التعاون في هذا الموضوع وتقديم المصلحة العامة في هذه الظروف الاستثنائية الضاغطة والمؤلمة لعل الله تعالى أن ينظر إلينا بعين الرحمة و يعجل فرجه إنه سميع قريب.
هيئة الفتوى – المجلس الاسلامي السوري
الأربعاء 7 ذي الحجة 1435هـ
الموافق 1-10-2014م