بسم الله الرحمن الرحيم
#بيان بشأن المفاوضات في #جنيف (3)
الحمد لله ناصر الحق وأهله وهازم الباطل وجنده، والصلاة والسلام على الهادي البشير والسراج المنير نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، يقول ربنا جل وعلا (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) ويقول أيضاً (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) أما بعد :
فها هي الثورة السورية تقترب من استكمال عامها الخامس بما تحمله من آمال وآلام وتضحيات ومنجزات ، والعالم كله يشهد أنه ما من ثورة شغلت العالم وحظيت باهتمامه كالثورة السورية وذلك للتضحيات التي قدمتها والنتائج التي حصدتها، فقد غيرت كثيراً من المفاهيم وفضحت كثيراً من المواقف وصمدت في وجه الكثير من المؤامرات والتحديات وكشفت الهشاشة الأخلاقية للنظام العالمي الجديد، إذ لم يبق محظور دولي أو جريمة بحق الإنسانية إلا وارتكبها النظام المجرم الذي سقطت عنه كل الأقنعة وكل الدعاوى العريضة في المقاومة والممانعة، وظهرت حقيقته بأنه أكبر حليف للعدو الصهيوني ويدعمه الشرق والغرب بكل وسائل البقاء والاستمرار.
وأمام جريمة العصر الكبرى في سوريا يصرّح قادة العالم بأنه لا حل في سوريا إلا الحل السياسي، وتأتي الوفود تلو الوفود وتعقد اللقاءات ومبعوث دولي إثر آخر، وترسم ملامح الحل السياسي، ويسلّم الزمام عملياً لدولة الاحتلال روسيا التي تقصف وتدمر وترتكب حروب الإبادة للشعب السوري، ويزعم الجميع أنها تقوم بدور الوسيط وتحاول أن تفرض على المعارضة بتدخل سافر من يمثلها، وتظهر أمريكا الاستكانة وأنها عاجزة عن فعل أي شيء، وهي في الوقت نفسه تهدّد وتتوعد المعارضة للقبول بالشروط الروسية ولا تمارس أي ضغط على النظام المجرم القاتل لتلبية مطالب الشعب الثائر.
والدول الشقيقة كالسعودية وتركيا وقطر تقف إلى جانب المعارضة التي انبثقت عن مؤتمر الرياض وقد شكلت الهيئة العليا للتفاوض بتوصية من مؤتمر (فينا) وتحاول الدول الكبرى الالتفاف على هذه المقررات والضغط على المفاوضين بل وتغييرهم، ولقد أبدى الإخوة المفاوضون مواقف مشرفة في الثبات على المبادئ الخمسة التي توافق السوريون عليها وفي مقدمتها تنحية الطاغية بشار الأسد وعصابته المجرمة وتحويلهم للمحاكمة العادلة ، وتشكيل هيئة حكم انتقالية لا دور للمجرم وعصابته فيها، والمجلس الإسلامي السوري وبعد متابعة دقيقة للمواقف والتصريحات يشدّ على يد المفاوضين من المعارضة ويشكرهم على ما أظهروه من ثبات وتصميم وحرص على مصالح الشعب السوري ، ويهيب بهم ألا يرضخوا للضغوط ولا يقبلوا السير في طريق التنازلات التي نهايتها ضياع الحقوق وإجهاض الثورات، وفي الوقت نفسه يشكر الدول الشقيقة على دعمها لصمود المفاوضين الشرفاء وتثبيت مواقفهم.
إننا نذكّر إخواننا المفاوضين الشرفاء الأحرار بأن دماء الشهداء وأنين الثكالى والمكلومين ومئات الآلاف من اليتامى والأرامل أمانة في أعناقهم، ونخاطبهم فنقول لهم : إن الله شرّفكم بتمثيل هذا الشعب البطل المقدام فكونوا عيناً حارسة على حقوقه وصخرة صماء تتحطم عليها كل المؤامرات التي تحاك ضده، وسيسطر تاريخ سوريا في سجل المجد أسماءكم بمداد من نور وستذكركم الأجيال بالفخر والاعتزاز كما تذكر هنانو والخراط والعظمة وأمثالهم من الشرفاء العظماء.
المؤامرة كبيرة والتواطؤ العالمي واضح ولكن أملنا بالله كبير ثم بشعبنا ومجاهدينا ومفاوضينا ، ونسأل الله أن يلهمكم السداد والرشاد ، وأن يردّ عن شعبنا كيد الكائدين وحقد الحاقدين، وأن يهزم الطاغية وجنده ومن يقف وراءه، وأن يعود لسوريا أمنها وحريتها وكرامتها، والله هو المأمول وهو نعم المولى ونعم النصير
المجلس الإسلامي السوري
15 ربيع الثاني 1437 هجري، الموافق 25 كانون الثاني 2016م