أكد رئيس المجلس الإسلامي السوري الشيخ أسامة الرفاعي أن السوريين من مختلف قوى الثورة متفقون على هدف إسقاط النظام وإن اختلفت قناعاتهم بشأن وسائل تحقيق هذا الهدف، ووصف دور المجتمع الدولي تجاه الأزمة المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات بـ”المتآمر” داعيا الثوار في الداخل لنبذ الفرقة وتوحيد الجهود والعمل بجد على تحقيق الوحدة فيما بينهم.
وانتخب الرفاعي رئيسا للمجلس الإسلامي السوري الذي أعلن عن تشكيله بمدينة إسطنبول التركية يوم الاثنين الماضي، كممثل غير سياسي للمسلمين السنة في سوريا، وبعضوية 128 من العلماء السوريين.
وفي حوار مع الجزيرة نت، قال الرفاعي إن المجلس الإسلامي تشكل بعد مشاورات بين أربعين هيئة ورابطة إسلامية تضم أغلب العلماء السوريين السنة من داخل البلاد وخارجها، مؤكدا قناعة المجلس بضرورة توثيق الصلة بكافة مكونات الثورة السورية والعمل على جمع جهودها.
ورفض الرفاعي اعتبار تشكيل المجلس تعزيزا للانقسام الطائفي، موضحا أن المجلس يضم جميع مكونات السنة في سوريا من عرب وأكراد وتركمان، وأضاف أن لدى كل الطوائف الأخرى التي لا تزيد نسبتها مجتمعة في سوريا على 15% جهاتها التمثيلية “فلماذا يعاب على أهل السنة أن يكون لهم جهة تمثلهم؟”.
وشكر دور تركيا في إغاثة اللاجئين السوريين واستقبال المعارضة من كافة أطيافها، مشيراً إلى أن المجلس الإسلامي يوظف علاقات رابطة علماء الشام التي انبثق عنها مع دول العالم ومؤسساتها لخدمة الثورة السورية والمساهمة في تحقيق أهدافها.
وأوضح رئيس المجلس الإسلامي أن تفرق كلمة الثوار وتشتت الآراء هو الذي يطيل عمر النظام، مستهجنا تصنيف بعض الجهات الغربية للثوار كفئات منضبطة تستحق الدعم بالسلاح وأخرى غير منضبطة.
وحمل الرفاعي في حديثه بشدة على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، واصفا إياه بالجهة الوحيدة التي يمكن وصفها بغير المنضبطة، ودعا السوريين من أبنائها إلى تسليم سلاحهم للثورة، وحث عناصرها من غير السوريين على العودة إلى ديارهم وترك الثورة السورية لأهلها.
وقال أيضا إن الجميع الآن يدرك أن المجتمع الدولي لم يعد متقاعسا عن نصرة الشعب السوري فحسب، بل أصبح بالإمكان وصفه بالمتآمر عن طريق منع الأسلحة النوعية من الوصول إلى الثوار السوريين فـ”قد يلقون فقط ببعض الفتات من الكلام الفارغ الذي اكتشفه عامة السوريين” وحتى الأطفال، و”في مقدمة المتآمرين عدو الشعب السوري الأول إيران وأذنابها”.
يُذكر أن الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي من مواليد مدينة دمشق عام 1944، وقد تتلمذ على أيدي عدد كبير من علمائها وخاصة والده الشيخ عبد الكريم، ودرس علوم اللغة العربية والفقه الحنبلي، والتحق بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة دمشق وتخرج فيها، ومارس التعلم والتعليم في مسجد زيد بن ثابت الأنصاري ومسجد الشيخ عبد الكريم الرفاعي والجامع الأموي، وقد غادر الأراضي السورية إلى تركيا منذ نحو عامين.
المصدر: الجزيرة نت