بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ناصر الحق وأهله وهازم الباطل وجنده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين وبعد :
فقد تناقلت وكالات الأنباء منذ أيام تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامينئي والتي أعلن فيها أن إيران تقاتل الكفار في سوريا وأن جنوده يطلبون الإذن للقتال في جبهة الإسلام ضد الكفر وأن باب الشهادة تم فتحه مرة أخرى بعد الحرب العراقية الإيرانية مؤكداً ذلك بقوله: “أننا لو لم نقاتل في سوريا لاضطررنا لقتال العدو في كرمنشاه وفي محافظات أخرى داخل إيران”. جاء ذلك على لسان الناطق باسم المرشد الأعلى أحمد جنتي.
والمجلس الإسلامي السوري بعد اطلاعه على هذه التصريحات وتثبته من نسبتها يعلن ما يلي :
أولاً : ما زال النظام الحاكم في إيران باسم الملالي في قم يعبِّر في كل مناسبة عن حقده الطائفي على المسلمين وبلغ الأمر به هذه المرة أن يتحدث أعلى شخصية في إيران (المرشد الأعلى) بهذا الحقد الأعمى على المسلمين مما يعكس التوجه الطائفي الحقيقي البغيض لهذه الثورة الخمينية التي خدعت كثيراً من المسلمين طيلة هذه المدة ورفعت شعارات نصرة المسلمين والمستضعفين في الأرض، والدعوة لوحدتهم والتقارب بين مذاهبهم ولا سيّما السنة والشيعة، ولقد ظهر جلياً واضحاً أنّ هذه الشعارات هي مجرد خداع لعامة المسلمين، ولم يعد هناك ما يمكن لنظام الدجل أن يواري به سوأته، ولم تفلح كل الأكاذيب والألاعيب التي روجها هؤلاء المجرمون الطائفيون ومن جاؤوا به من ميليشيات الحقد الطائفي من العراق ولبنان والأفغان تبريراً لزحفهم إلى سوريا وقتلهم الشعب السوري، من قبيل حماية المراقد والمقامات الدينية، لم يعد كل ذلك مبرراً كافياً يخدعون به شعوبهم التي ابتليت بهم، فجاءت هذه التصريحات لترمي آخر سهم من جعبة الافتراء والدجل.
ثانياً : ولقد سلك هذا المرشد منهج التكفيريين الذي ينكره عليهم عامة المسلمين، فبم يفترق هذا المرشد عن (داعش) وهو يكفِّر شعباً بأكمله انتفض في مواجهة الظلم والطغيان، وإذا كان الدواعش حدثاء الأسنان فالمرشد كبير القوم، فعلى هذا أنتم شرٌّ من داعش، ونوجه له سؤالاً أين الكفر الذي تقاتلونه في سوريا ؟
ألستم تقاتلون فصائل الجهاد والجيش الحر!!! وهم من عامة المسلمين أهل السنة، فهل هؤلاء كفار؟ وهل الذين يرسلهم المرشد لنصرة الباغي الفاجر ويُقتَلون على يد المظلومين هم شهداء في سبيل الله!!! وما زلتم تخدعون شبابكم فتزجونهم إلى المحرقة والتهلكة وفي جيوبهم مفاتيح الجنة وصكوك الغفران!!!
ثالثاً : إن المجلس الإسلامي السوري يخاطب الأحرار والشرفاء في إيران وفي غيرها فيقول لهم: “إن هؤلاء الدجاجلة لن يغنوا عنكم من الله شيئاً، وسيحاسب الله كل إنسان على عمله وسعيه، افتحوا عقولكم وحكِّموا شرعة ربكم، فالوقوف في وجه الظالم جاءت به كل الشرائع، ونصرة المظلوم أقرته كل الأديان”، ونذكر الجميع بقول الله تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا).
وفي الختام نتوجه إلى الشعوب الإسلامية كافة لنصرة المظلومين في سوريا في مواجهة هؤلاء المجرمين الذين صرحوا بعداوتهم لنا دينياً وانكشفت عنهم كل الأقنعة ومن الواضح أن لهم مشروعاً لن يقف عند حدود العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين بل يتعدى ذلك بكثير ، ردَّ الله كيدهم في نحورهم، وحمى أمتنا من مكرهم وشرورهم، والله المستعان وعليه التكلان.
المجلس الإسلامي السوري
20 جمادى الأول 1437 هجري، الموافق 29 شباط 2016م