الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، يقول الله تعالى (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) أما بعد :
فقد أعلنت الهيئة العليا للتفاوض ممثلة المعارضة السورية بالأمس عن تعليقها للمفاوضات المهزلة في جنيف والتي يقودها ديمستورا برعاية الأمم المتحدة وبإشراف القوى الكبرى بزعامة أمريكا وروسيا، وإن المجلس الإسلامي السوري حيال هذا الموقف يبين ما يلي :
أولاً: يثمّن المجلس هذا الموقف الثابت من الهيئة العليا للتفاوض في الحفاظ على حقوق الشعب السوري وتشبثه بمبادئ الثورة وفي الوقت نفسه يثني على ما جاء في كلمة السيد رياض حجاب وتوصيفه الدقيق لما جرى في جنيف، ويرى صواب الموقف الذي اتخذته الهيئة العليا.
ثانياً: يشكر المجلس كافة الفصائل الثورية والجهادية على ما أبدوه من وعي والتزام مما فوّت الفرصة على الأعداء المتربصين، ونقول للإخوة المجاهدين على الأرض الكلمة لكم وإن المسار السياسي لن يستطيع أن يتجاوزكم.
ثالثاً: أثبتت كل الوقائع أن النظام وحلفاءه كالروس والإيرانيين ومجموعاتهم الطائفية ليس لهم عهد ولا ميثاق ولا يرقبون في المسلمين السوريين إلاً ولا ذمة، وأن الغطاء الذي تقدمه الأمم المتحدة لتغطية جرائم النظام وتزجية الوقت بات مكشوفاً ولم يعد مقبولاً، وعلى السيد ديمستورا أن يضع النقاط على الحروف وأن يقف ولو لمرة واحدة موقفاً إنسانياً ينحاز فيه إلى الحق والعدل بصراحة ووضوح.
رابعاً: إن النظام لا يفهم إلا لغة البندقية، والذي يظن أن هذا النظام المجرم يمكن أن يتنازل لشعبنا المكلوم فهو واهم، لذا نهيب بكافة الفصائل على اختلاف الأسماء والتوجهات والرايات أن ترص صفوفها وتوحد رايتها في قتال هؤلاء الطغاة ، فهذا أول طريق النصر.
خامساً: نناشد الدول الشقيقة والصديقة التي صرحت مراراً أنه في حال فشل الحل السياسي فلا بدّ من اللجوء إلى الحلّ والحسم العسكري ، وها هو الحل السياسي اتضح فشله بكل المقاييس والاعتبارات، فنطالبكم بحق الإخوّة والإسلام أن تقفوا وقفة يسجلها لكم التاريخ بمداد من ذهب ولن ينساها لكم الشعب السوري الصابر في سفر الشرف والمجد.
سادساً: نخاطب شعبنا الثائر المصابر فنقول: لقد حاول إخوانكم بتناغم وتوافق إنجاح الحل السياسي وبذلوا في سبيل ذلك جهوداً مشكورة لأجل التخفيف عنكم، وكانت المطالب واضحة في إيقاف القصف وفك الحصار وإدخال المؤن والأدوية للمحاصرين وإطلاق سراح المعتقلين، لكن النظام ومن يقف وراءه ومن يقدّم له الغطاء أفشلوا كل هذه الحلول، ولم يلتزموا بشيء من ذلك فالهدنة لم يعد لها وجود، ومن الواضح أن النظام بدأ بتكثيف غاراته وواصل ارتكاب المجازر بوحشية أكبر من ذي قبل كما حصل اليوم في كفرنبل وإدلب والرستن والغوطة الشرقية وغيرها، فنسأل الله لشعبنا العون والحماية فهو المستعان ونعم المولى ونعم النصير.
وفي الختام نستذكر قول ربنا جل وعلا (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) والحمد لله رب العالمين
المجلس الإسلامي السوري
12 رجب 1437 هجري، الموافق 19 نيسان 2016م