الحمد لله القائل ((وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)) والقائل ((فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ)) والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا : بلى، قال : إصلاح ذات البين) أما بعد :
فقد سعدنا بتوقيع الأطراف المتنازعة في الغوطة الشرقية على اتفاق مبادئ يعلن توقف القتال وحقن الدماء وفتح الطرق وعودة الحياة المدنية إلى سابق عهدها ثم تعالج كل الإشكالات والتنازعات بالتحاكم إلى محكمة متوافق عليها بين الأطراف تنظر في كل هذه القضايا، والمجلس الإسلامي السوري إذ يثمّن هذا الاتفاق ويؤيده يبين الآتي :
أولاً: يدعم المجلس أي مبادرة أو اتفاق ما دام القصد منه وقف القتال ورعاية الدماء المعصومة والأموال والحقوق، ويلح على جميع الأطراف المضي بها حتى حل جميع الخلافات ومواضع التنازع، ويذكر الجميع بقوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)) وبقوله ((وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ)) ويذكرهم جميعاً بخطورة وإثم البغي والنكث والغدر.
ثانياً: يؤكد المجلس على حكم حرمة الاقتتال بين الإخوة المجاهدين في أي مكان من أرض بلادنا الحبيبة ويطالب الجميع بتأسيس آليات ومحاكم لفض النزاعات والاحتكام إلى الشرع بدل النزوع إلى القتال المحرم الذي يدرك الجميع إثمه عند رب العالمين ومغبته التي لحقت بالثورة والثوار مادياً على الأرض ومعنوياً بحزن المحبين وشماتة الأعداء وإحجام الداعمين.
ثالثاً: يأمل المجلس من الجميع استخلاص الدروس والعبر مما جرى، ويرجو الله أن تكون هذه المصالحة تأسيساً لمشروع الوحدة الشاملة في الغوطة الشرقية بحيث ترسخ وحدة الغوطة وعدم تقسيمها وذلك بوجود قوة واحدة ومؤسسات ذات مرجعية واحدة وتكون البداية بإنشاء ودعم الأعمال المشتركة.
رابعاً: والمجلس بصفته المرجعية لن يألو جهداً في دعم أي جهد في هذا التوجه التصالحي ومن ثمّ الوحدوي بين فصائل الغوطة وغيرها من أرض بلاد الشام وهو مستعد للقيام بواجبه الذي تقتضيه مصلحة الأمة والثورة والجهاد والمجاهدين.
وفي الختام يشكر المجلس كل الخيرين الذين ساهموا بإطفاء نار الفتنة وسعوا بالصلح بين الإخوة المجاهدين، جعل الله ذلك في موازين حسناتهم جميعاً، وحفظ الله الغوطة وأهلها ومجاهديها من كل سوء ، اللهم اعصمنا جميعاً من مضلات الهوى ونزغات الشياطين وألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا، والحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
18 شعبان 1437 هجري، الموافق 25 أيار 2016م