بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فقد ذهل المسلمون وأصيبوا بالصدمة وهم يرون شاباً يفجر نفسه قرب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أذان المغرب ليقتل رجال الأمن وهم يتناولون وجبة إفطارهم وهم يقومون بواجبهم برعاية أمن الزائرين للمسجد النبوي الشريف، فقتل منهم من قتل وجرح من جرح، هذا المجرم ومن وراءه ممن خطط له وأمره لا خلاق لهم ولا دين عندهم وهم مفسدون في الأرض، جمعوا بين الجهل والإجرام ، لم يراعوا حرمة المكان ولا حرمة الزمان ولا حرمة الدماء والزائرين، قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه علي رضي الله عنه في الصحيحين: (المَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ صَرْفٌ وَلاَ عَدْلٌ) هذه العصابة المجرمة التي سلطها رؤوس الشر والفساد والفتنة في الأرض على المسلمين لا ينفع معها إلا الاستئصال والضرب بيد من حديد، وصار معروفاً من يقف وراءها ويمولها ويخطط لها من ذوي القلوب السوداء، والمجلس الإسلامي السوري إذ يستنكر هذه الأفعال الإجرامية الشنيعة ليسأل الله أن يحمي بلاد الحرمين الشريفين من كل يد عابثة، ويؤكد في نفس الوقت على تضافر جهود أهل العلم لمكافحة هذا الفكر الغالي الجاهل، تغمد الله الشهداء برحمته وأسكنهم فسيح جنته، ومنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، وحفظ بلاد المسلمين من كل مجرم وحاقد وخبيث، وحمى شباب الأمة من هذا الفكر الضال المنحرف، والحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
الاثنين 29 رمضان 1437 هـ الموافق 4 تموز 2016م