بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) والقائل (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه) والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل ((مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ، مِنَ الْبَغْيِ، وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ)) وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار وبعد :
فقد حبس العالم أنفاسه وهو يتابع المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت في تركيا من مجموعة سيقول فيها القضاء التركي العادل كلمته، ويبين للعالم حقيقة ما جرى وخفاياه ومن وراءه ، وشاء الله أن يعلو الحق ويزهق الباطل وتنتصر إرادة الأمة على أوهام المغامرين وأحلام المقامرين وكيد الحاقدين، ويتنفس الأحرار والشرفاء في العالم الصعداء وهم يرون الرئيس التركي في مطار استنبول ينضم إلى شعبه المدافع عن كرامته وحقوقه ومكتسباته بعد أن أمره بالنزول إلى الشوارع والميادين العامة، وهكذا انجلت سحابة سوداء بإذن الله عن سماء الواقع السياسي التركي.
إن المجلس الإسلامي السوري ومنذ اللحظة الأولى يتابع فيها الحدث كان على يقين بأن الله سينصر الحق وأهله وذلك لثقته بالله الجبار ولإدراكه لمدى النضج والوعي اللذين وصل إليهما الشعب التركي، ولما تمثله السياسة التركية الحكيمة من وقوفها إلى جانب الحق والعدل في قضايا الأمة ولا سيّما القضية السورية، ولقد كان الشعب السوري ليلة أمس يجأر بالدعاء إلى الله بقلوب خاشعة وألسنة مخلصة صادقة أن يحفظ هذا البلد وأهله وهكذا سائر الشعوب المؤمنة والحرة الكريمة.
إن المجلس الإسلامي السوري إذ يهنئ تركيا شعباً وقيادة وحكومة ومؤسسات ليسأل الله تعالى أن يحفظ تركيا وسائر بلاد المسلمين من شر الأشرار وكيد الفجار وأن يجعل كيد هؤلاء البغاة في نحورهم ونحور من يقف وراءهم، وأن يستأصل شأفتهم ويفضح كيدهم.
إن ما جرى في تركيا مليء بالدروس والعبر وستمتلئ المواقع والصحف والقنوات بذلك لزمن غير قليل، غير أن المجلس ليرى أن من أكبر العظات والعبر أن الحاكم الذي يرعى مصالح شعبه ويحفظ حقوقه وينحاز إليه لن يخذله شعبه في المحن والمؤامرات وسيقوم بواجبه الذي يفرضه عليه الدين والوفاء ومصلحة الوطن، وأن الحاكم الذي يقف في وجه شعبه كحاكم سوريا سيقف الشعب في وجهه ولو استنصر عليهم بالطائرات والدبابات والصواريخ والمرتزقة، هذه المفارقة والمقارنة صارت واضحة في نظر الشعوب الحرة التي تدافع عن حقوقها وكرامتها، وكذلك فإن دولة المؤسسات واحترام خيارات الشعوب ستنتصر على دولة القهر والاستبداد والتسلط والتسلق.
وفي الختام نسأل الله الذي أزال الغمة عن تركيا الشقيقة ونصر أهل الحق فيها أن يزيل الغمة عن سوريا وينصر شعبها على طاغيتها وأهل الباطل فيها ، (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
12 شوال 1437 هجري، الموافق 16 تموز 2016م