بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و آله و بعد،
فقد كثرت في الآونة الأخيرة الفتاوى و تعددت حول مسألة القتال في ظل القوات التركية فيما سمي عملية درع الفرات.
وكثر اللغط في الأمر و خاض فيه الكثيرون و ادعى فيه المدعون.
وإن أمرا كهذا ينبغي أن يرجع فيه إلى أهل الاستنباط الراسخين في العلم ولا يرجع فيه الى الغلاة و المتنطعين فضلا عن الجاهلين و المتأولين.
ثم إن مسألة كهذه لا يرجع فيها الى آحاد الصور الجزئية والمسائل الفرعية التي قررها الفقهاء القدامى وبحثوها من حيث هي مقطوعة عما يحيط بها، وبيان ذلك أن واقعة اليوم و مثلها وقائع مستجدة كثيرة تحف بها كثير من الظروف و القرائن التي تؤثر في حكمها بل في تكييفها ولا يمكن تكييفها التكييف الصحيح إلا بعد النظر في مآلاتها وعواقبها و الموازنة بين الاحتمالات وما ينتج عن كل منها من مفاسد أو مصالح، وهذا النوع من المسائل التي بين العلماء أنه لا يكتفى فيها ببيان المناط العام بل لابد فيها من بيان المناط الخاص الذي تعلق به الحكم ذلك أن المعركة الدائرة اليوم في سوريا لم تعد مسألة صراع بين شعب ثائر و نظام جائر ولم تقف عند حدود نظام استعان بحلفائه و أسياده لإبادة شعبه و تدمير بلده بل تعدت ذلك الى صراع على النفوذ و المصالح بين دول إقليمية وعالمية.
وبناء على ما سبق فإن المجلس الاسلامي السوري يقرر ما يلي :
سائلين الله تعالى أن يعجل الفرج إنه سميع قريب.
المجلس الإسلامي السوري
22 ذو الحجة 1437 هجري، الموافق 24 أيلول 2016م