بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد،
في الوقت الذي يشرع الدوما الروسي احتلال جيشه لبلادنا وفي الوقت الذي كنا وما زلنا نطالب كل فصائل الثورة بالتوحد للوقوف صفاً واحداً أمام المؤامرات التي تحاك ضد بلدنا، نجد أنفسنا من جديد أمام ممارسات وتحديات بعض المنسوبين للثورة والجهاد كفصيل جند الأقصى الذين أصبحوا ملاذاً للغلاة بل وللمجرمين الذين استباحوا دماء خيرة المجاهدين والثوار الشرفاء.
وإذ حاول بعض المخلصين والشرفاء أن يعيدوهم إلى صف الشعب والثورة بنقائها ووسطيتها لتحقيق أهدافها الشرعية والشعبية، وحاول كثيرون التماس الأعذار لكن بلا فائدة ولا طائل بل انتهى الأمر إلى استباحة مزيد من دماء الأبرياء وقتلهم جهاراً نهاراً.
ولما باتت الثورة أمام مشهد مرعب آخر يذكرنا بنابتات الغدر الأولى التي صدرت من داعش وبتنا نخشى على الثورة أن تستنزف ويستنزف خيرة من بقي من ثوارها ومجاهديها في فتنة عمياء لا تبقي و لا تذر.
ولقد كنا ولا زلنا نتابع مجريات الأمور ونتواصل مع المخلصين والصادقين ونحن نشفق على هذه الثورة التي يتربص بها الأعداء من كل جانب ولا نريد أن يصدر عنا ما يفهم منه أنه تحريض على أحد أو إضعاف لبعض الجبهات مما يعطي النظام فرصة للانقضاض علينا تسارعت التطورات وتضاربت البيانات والمواقف وصار لزاماً على المجلس بما حمله الله تعالى من أمانة أن يبين للناس، وعليه فإننا في المجلس الاسلامي السوري نؤكد ثوابت كنا أعلناها وما زلنا في رفض الغلو ونبذ الغلاة والدعوة للانفضاض عنهم.
وإذ انتهت الأمور إلى ما انتهت إليه فإننا نؤكد على ما يأتي :
- ضرورة الاصطفاف الثوري في مواجهة الغلو وهذا يقتضي وقوف الفصائل التي قدمت خيرة أبنائها وما زالت تقدم والتي تمثل روح الثورة ووسطيتها صفاً واحداً وتفويت الفرصة على الغلاة وعلى المندسين بينهم من المجرمين والقتلة.
- نستنكر جريمة قتل خيرة المجاهدين من أمثال البطل المعروف بالدبوس ومن قبله الشيخ مازن قسوم وآخرين قتلوا بدم بارد.
- بات واضحاً أن بعض التنظيمات صارت ملاذاً للخلايا الداعشية بل وحصناً لها وترفض تسليمها للقضاء المستقل وبالتالي فقد صار لزاماً الأخذ على أيدي مثيري الفتن من الغلاة والمندسين في صفوف الثورة وتعريتهم أمام الناس ليحذروهم.
- نكرر الدعوة إلى تشكيل محكمة محايدة وندعو إلى الاحتكام إليها في كل خلاف بين الفصائل أياً كانت وتحميل من يرفض التحاكم إليها المسؤولية التامة عن استمرار الخلاف وعما ينتج عنه.
- نذكر الفصائل الأخرى عامة بخطورة وحرمة إيواء المحدِثين قبل أن تتم محاكمتهم في محكمة مستقلة ونحذر من الاستخفاف بدماء المسلمين التي أريقت ظلماً و عدواناً.
- نحذر من خطورة التكفير من غير الرجوع إلى هذه المحكمة المستقلة ونحذر من أن يتخذ التساهل في التكفير سلّماً لاستباحة مزيد من الدماء ونؤكد أن هذا التكفير و هذه الاستباحة للدماء لن تخدم إلا أعداء الثورة.
- نؤيد وندعم ما تتفق عليه الفصائل الكبرى في الساحة الشامية في مواجهة الغلاة ومن يحمي هؤلاء الغلاة.
- معركتنا الأولى مع النظام المجرم ولا ينبغي أن تشغلنا المعارك الجانبية عن سد الجبهات في حلب وحماة وملء الفراغ وعليه فإننا ندعو عامة مقاتلينا وثوارنا وشرعيينا للوقوف صفاً واحداً والحشد للمعركة الكبرى في حلب والشام ونذكرهم بواجب الرباط على جبهات النظام.
- وأخيراً فإننا نوصي جميع المجاهدين بتقوى الله عزوجل في السر والعلن وعدم الوقوف مع الظلم والظالمين والله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون.
المجلس الإسلامي السوري
9 محرم 1438 هجري، الموافق 10 تشرين الأول 2016م