الحمد لله ناصر الحق ونصير المظلومين، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين وبعد:
فإن العالم يتابع حكاماً وشعوباً ما يجري على أهلنا في حلب من تقتيلٍ وقصفٍ مع حصار محكم استمر شهوراً، وبدأ الخناق يضيق على المدنيين في رقعةٍ لا تتجاوز بضعة كيلومترات مربعة تقصف بجميع أنواع السلاح براً وجواً مع تقدّم المليشيات الطائفية الحاقدة المنفلتة من أي قيم أو خلق أو رادع أو شعور بإمكانية المحاسبة، الدول الكبرى تقف متفرجةً وتتظاهر بالعجز، وتطلق التصريحات الباردة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وأصدقاء الشعب السوري يذرفون علينا الدموع ومعظمهم قبض يده عن دعمنا وأسلموا شعبنا إلى جزاريهم وبدؤوا بنظم المراثي وتبرير المواقف، ولم يبق للمستضعفين في حلب إلا الله ثم من بقي من شرفاء الشعوب والمنظمات، والمجلس الإسلامي السوري حيال ما يجري في حلب يوجه نداء استغاثة هو صدى لنداءات المعذَّبين المحاصرين في حلب الذين يأتيهم الموت من كل مكان، وتركوا لمصير محتوم يعدّ عاراً على جبين الإنسانية التي عجزت عن حمايتهم بل تواطأت على إبادتهم:
أولاً: ننتظر من الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي القيام بواجبها والتحرك عاجلاً لحماية هؤلاء المظلومين.
ثانياً: مطالبة كل المنظمات العالمية والمدنية والحقوقية برفع الصوت والتحرك بكل الاتجاهات لمنع المجزرة التي يعد لها جزار غروزني والولي الفقيه وجزار سوريا.
ثالثاً: المطالبة بتحرك الجماهير العربية والإسلامية والشرفاء في كل العالم بالتظاهر أمام السفارات الروسية والإيرانية في كل عواصم العالم.
رابعاً: المطالبة بفتح كل الجبهات لمواجهة النظام المجرم ، وسيأتي ذلك اليوم قريباً الذي سيحاسب فيه المتخاذلون من فصائل الثورة والذين شغلوا أنفسهم بخلافاتهم الجانبية ورضوا ببعض خسيس المغانم.
أيها المؤمنون في كل العالم: لا تبخلوا على إخوانكم بالدعاء إلى الله الجبار القهار أن يحمي المستضعفين في حلب وفي كل مكان في سوريا وأن يرد الله بأس الظالمين وكيدهم، والله أشد بأساً وأشد تنكيلا، إلى الله المشتكى وبه المستعان والمستغاث ولا حول ولا قوة إلا بالله. المجلس الإسلامي السوري 14 ربيع الأول 1438 هـ الموافق 13 كانون الأول 2016 م.
المجلس الإسلامي السوري
14 ربيع الأول 1438 هجري، الموافق 13 كانون الأول 2016م