الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
فقد تابع المجلس الإسلامي السوري اتفاق الهدنة الذي وقّعته بعض الفصائل وما جرى بعده من اختراقات متكررة من جانب النظام السوري وإيران وأذنابها من الميليشيات الطائفية الحاقدة، ويرى ما يلي:
أولاً: إن روسيا التي تسوق نفسها ضامناً ووسيطاً هي طرف مباشر في العدوان والقتل في سوريا، ولقد ثبت لنا أنها لم توقف قصفها مع أنها من الأطراف الموقعة على اتفاق الهدنة، وكذلك فإنها غير قادرة على لجم النظام وإيران والمليشيات الطائفية لوقف هجومهم على وادي بردى والغوطة الشرقية وبعض المناطق الأخرى.
ثانياً: يثمّن المجلس أي جهد ينتج عنه إيقاف قتل الشعب السوري وقصف مدنه وأسواقه ومساجده ومدارسه ومستشفياته، ويُعوِّل على الدور التركي والدول الشقيقة في المفاوضات، ويرى أن المشاركة يمكن أن تكون مجدية إذا كان الحاضرون من الثوار على قلب رجلٍ واحدٍ وقيادةٍ واحدة وناطقٍ رسمي واحد ومطالب واضحة ومحددة، مع المحافظة على ثوابت الثورة السورية المتمثلة في وثيقة المبادئ الخمسة التي صدرت عن المجلس الإسلامي السوري وتبنتها معظم الفعاليات الثورية على اختلافها، ويعتبر المجلس أنّ أول ما يجب طرحه من المسائل الوقف الفوري للاعتداء السافر على وادي بردى والغوطة الشرقية، وكذلك عدم قبول عزل أي جزء من الوطن مهما كان صغيراً من الاتفاق.
ثالثاً: لا نرى مناسباً من إخواننا الآخرين الذين لهم رأيٌ آخر بالمشاركة أن يطلقوا ألسنتهم بالتخوين للمشاركين، ونربأ بالجميع أن تسود بينهم هذه اللغة، والأمور يحكم عليها بنتائجها لا سيما إن كانت من المسائل الاجتهادية التي تختلف فيها وجهات النظر، مع حرص المجلس في كل مناسبة على توحيد الكلمة، ويرى المجلس أن هذا التشتت في الرأي سببه تفرق الكلمة وعدم اجتماع الفصائل وعدم وجود القيادة الواحدة، وعلى هذا فالجميع يتحملون المسؤولية، ويرى من الضرورة أن تنطلق حسابات الفصائل في قراراتها من المصلحة العامة لا من مصالحها الذاتية. وفي الختام يذكّر المجلس الإخوة جميعاً بأخذ الحيطة والحذر واستغلال الوقت بالإعداد والتدريب، فالنظام الفاجر ومن معه لا يؤمَن غدرهم ولا مكرهم، كما نذكّر أنّ معركة المفاوضات لا تقل أهميةً وشراسةً عن المعارك العسكرية القتالية، ونؤكد في هذا السياق على ضرورة وجود أهل الخبرة واحترام رأي المتخصصين لأن هذا الأمر له ما بعده، مذكرين الجميع بقوله تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) نسأل الله السداد في الرأي، وأن يوفق جميع المخلصين لما فيه صلاح العباد والبلاد وتحقيق ما يصبو إليه شعبنا في ثورته المجيدة، والحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
21 ربيع الثاني 1438 هجري، الموافق 19 كانون الثاني 2017م