الحمد لله القائل (إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) والصلاة والسلام على نبينا محمد إمام المتقين وقدوة العلماء العاملين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فبمزيد من الرضا والتسليم لقضاء الله وقدره تلقينا نبأ وفاة الشيخ الدكتور محمد ياسر المسدي الأمين العام لرابطة العلماء السوريين وعضو مجلس الأمناء في مجلسنا الإسلامي السوري أثناء قيامه بزيارة مع إخوانه أعضاء المجلس لدولة قطر الشقيقة، ولقد جاء الأجل المحتوم أثناء مداخلة كان يلقيها على محاضرة يدافع فيها عن حقوق شعبنا المكلوم، والمجلس الإسلامي السوري إذ يعزي الأمة الإسلامية عموماً وشعبنا السوري خصوصاً وأهل حمص وأسرة الفقيد وأبناءه وذويه ومحبيه، ليسأل الله سبحانه وتعالى أن يعوض المسلمين خيراً وأن يجزيه عما قدّم خير الجزاء، وأن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جنته.
أما إنجازات الشيخ وإسهاماته فهي أكثر من أن تعد، ويكفيه الجهد البارز بدعم مشاريع نشر العلم وتحفيظ القرآن الكريم في المخيمات السورية في أماكن اللجوء وعنايته الفائقة بمشاريع الدعوة وكفالة الدعاة، وما كتبه رحمه الله من رسائل تنير درب الشباب في بعض القضايا المعاصرة التي يحتاجون إليها، لقد جمع رحمه الله بين حكمة الشيوخ وهمة الشباب فلا تراه يستقر في مكان متابعةً للمشاريع التي جنَّد نفسه لرعايتها وخدمتها، لقد فقد المسلمون علماً بارزاً من أعلامهم سيذكره التاريخ في صفحاته المشرقة، رحمك الله أبا عمار وجعلك في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، إنا لله وإنا إليه راجعون.
المجلس الاسلامي السوري
الجمعة 29 ربيع الثاني 1438هـ الموافق 27-1-2017م