الحمد لله القائل (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
فقد عاود النظام المجرم استخدام الغازات السامة في خان شيخون واللطامنة وغيرهما من ريف إدلب مذكراً العالم بأسره بمجزرة الغوطة التي ذهب ضحيتها ألف وخمسمائة شهيد من الأطفال والنساء والشيوخ، وإن مجزرة اليوم التي ذهب ضحيتها حتى الآن المئات من الشهداء والمصابين تحت سمع العالم وبصره، فالقنوات تنقل على الهواء مباشرة صور الضحايا المروعة التي هي وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء.
إن المجلس الإسلامي السوري يرى حيال ما جرى ويجري ما يلي:
أولاً: لم يتوقف النظام عن استخدام الغازات السامة في أي مرحلة من مراحل الثورة، ولا سيما غاز الكلور الذي تساهل العالم في إدانة استخدامه وكأنه قد صنفه على أنه سلاح تقليدي مشروع، واليوم يستخدم النظام السلاح الكيماوي ضد شعبنا السوري الأعزل بعون من روسيا وإيران.
ثانياً: لا شك أن النظام بتكرار استخدامه للسلاح الكيماوي قد أمن العقوبة والمحاسبة على جرائمه المتكررة، مطمئناً إلى الضوء الأخضر الأمريكي والتغطية الروسية لما يقوم به من جرائم، ومن المؤسف أن تُظهر القوى الكبرى نفسها عاجزة عن فعل أي شيء وتتوارى خلف الفيتو الروسي المريح لها والذي ترى أنه يعفيها من مسؤوليتها القانونية والأخلاقية، ولا يجعلها تشعر بأي حرج تجاه شعوبها والعالم بأسره.
ثالثاً: بعد مجزرة الغوطة الأولى تم إلقاء القبض على أداة الجريمة وبقي المجرم حراً طليقاً بمختبراته وإمكاناته، ويشير الواقع إلى أن النظام ما زال مستمراً في تصنيع الأسلحة الكيماوية وتخزينها تحت بصر العالم وسمعه، مما يجعل الأمم المتحدة والدول الكبرى شركاء مباشرين في هذه الجريمة النكراء.
رابعاً: نطالب شعبنا في الداخل ودول اللجوء بالتظاهر ضد هذه الجرائم الشنيعة، ونطالب كل المنظمات والجهات المعنية بالتحرك لوقف هذه المجازر.
خامساً: نناشد أشقاءنا العرب والمسلمين وهم يرون صور الأطفال والنساء مختنقين وبعضهم يلفظ أنفاسه الأخيرة على الهواء مباشرة بأن يقفوا الموقف الحازم الذي تمليه عليهم أخوة الإسلام ونصرة الضعفاء.
وفي الختام: أيها المرابطون المجاهدون، إن هذا النظام ومن ورائه روسيا المجرمة وإيران الحاقدة يرموننا عن قوس واحدة، ولم يفرقوا بين مدني ولا عسكري ولا فصيل وآخر، فالواجب الديني يملي علينا جمع الكلمة ووحدة الصف والموقف لنكون قادرين على إيقاف هذه المآسي.
نسأل الله تعالى أن يتغمد شهداءنا برحمته، وأن يشفي جرحانا ومصابينا بلطفه ومنته، وأن يحفظ شعبنا ويخلّصه من هذا النظام الفاجر الظالم ومن يقف وراءه من الظلمة والمعتدين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
المجلس الإسلامي السوري
الثلاثاء 7 رجب 1438 هـ الموافق 4 نيسان 2017م