الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على قائد الدعاة والمجاهدين ، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد :
فلا يخفى على كل متابع لتطورات الوضع السوري ما يروجه النظام والقوى العالمية المتحالفة معه ظاهراً وباطناً، بل وبعض من يعد نفسه زوراً وبهتاناً أنه من المعارضة، وفي الحقيقة هم أجراء النظام وصنيعته التي يريد دسها في صفوف المعارضة لإضعافها من داخلها بتمزيق كلمتها ووحدة صفها، ولا مثال أوضح على ذلك ممن يسمون أنفسهم منصة موسكو، وفي الحقيقة هم أجراؤها وعملاء النظام، وتتوالى تعليقات بعض المسؤولين الدوليين تصريحاً أو تلميحاً ببقاء الطاغية المجرم بشار الأسد في الفترة الانتقالية على الأقل، بل وبعضهم صرح بأكثر من ذلك والمجلس الإسلامي السوري حيال ما يجري تداوله يبين لشعبنا وأمتنا ما يلي :
أولاً: هناك حملة منظمة ومركزة لها أذرع ووسائل عديدة لتيئيس الشعب السوري عن طريق إعلان انتصار النظام المجرم وهزيمة الثورة أو زعم أن النظام في طريقه لتحقيق ذلك، وعلى هذا يجب على الشعب السوري والمكونات الثورية الإقرار بهذا الواقع، وما عليه بعد ذلك إلا أن يرجع لحضن النظام ذليلاً صاغراً كما صرح بذلك بعض أذناب النظام، وإننا إذ نبين هذه الحملة المركزة لنحذر كل الكتاب الذين يكتبون بهذا النفس اليائس وبعضهم عن حسن نية أن هؤلاء من أعداء الثورة ولن يتسامح معهم الشعب ولن ينطلي عليه مكرهم وحربهم النفسية الخبيثة.
ثانياً: إن المجلس الإسلامي السوري بيّن في مبادئ الثورة السورية الخمسة التي حصل عليها إجماع الفصائل الثورية والعسكرية والمدنية، وفي مقدمة هذه المبادئ رحيل النظام بكافة رموزه الأمنية والعسكرية الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري، وفي مقدمة هؤلاء المجرم بشار الأسد، ويحذر بأنه سيعتبر كل من يقر ببقائه من مفاوضين أو سياسيين أو ما شابه ذلك ويشرعن ذلك ولو للحظة واحدة خائناً للوطن وللثورة، ولا يمكن أن يبرر ذلك تحت أي ذريعة.
ثالثاً: إن المجلس ينظر بعين الدهشة والاستغراب لما آل إليه السقوط الأخلاقي العالمي والانحطاط القيمي، عندما نرى بعض الدول تتعاطى مثل هذه التصريحات وتبرر ذلك بالواقعية السياسية حيال مجرم قتل شعبه بالغازات السامة وبكل صنوف السلاح ودمر البلاد وشرد العباد، ولم يبق سلوك مما يعتبره العالم محظوراً إلا وفعله بهذا الشعب الصابر، وبعد ذلك يقولون للسوريين ارضوا به وتفاهموا معه تحت ذرائع واهية كمكافحة الإرهاب، وهم يعلمون أن نظامه المجرم القاتل يمثل أخطر إرهاب منظم في هذا العصر، وما يسمونه منظمات إرهابية من صنيعته وإنتاجه، ومع هذا كله يضربون بقرارات الأمم المتحدة التي هم من أصدروها ووافقوا عليها عرض الحائط، والتي تنص على هيئة حكم انتقالي لا مكان فيها لبشار الأسد.
رابعاً: لا نشك بأن السهام توجه إلى الشعب السوري من اتجاهات عدة حتى من بعض من يدعون صداقته ونصرته، وهناك من يبيت المكر ويحيك المؤامرة تلو الأخرى له، ولكن أملنا بالله كبير ثم بوعي شعبنا وأمتنا، أن يبور هذا المكر وأن يحيق بأهله، وأن يتحطم على صخرة إصرار وصمود شعبنا ومجاهدينا، فعلينا أن نرفع شعاراتنا في تجمعاتنا ومظاهراتنا (لا للأسد) بل لا بد من محاكمته على جرائمه النكراء التي ارتكبها بحق شعبنا وبلدنا.
أيها الشعب السوري العظيم بكل مكوناته وأطيافه ومفكريه وعلمائه ودعاته ومجاهديه وثورييه ما أحوجنا في هذه الآونة إلى أن نبث روح الأمل والتفاؤل والثبات في نفوس أبناء شعبنا وأمتنا، هذا الأمل الواثق بموعود الله بنصرة الحق وأهله، هذا الأمل الذي يدعو إلى العمل ويجنبنا جميعاً السقوط في وهدة اليأس والقنوط ومن ثم الاستسلام ، ولنتذكر دائماً قوله تعالى الذي نزل على المؤمنين في أحلك ساعات المواجهة (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ◊ فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ◊ إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) والحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
7 ذو الحجة 1438 هـ الموافق 29 آب 2017م