الحمد لله والصلاة على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
فقد أضحى التآمر وتواطؤ قوى الاستكبار على شعبنا الكريم وثورته المجيدة أوضح من الشمس في رابعة النهار، وتداعت علينا الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها تريد إجهاض ثورتنا، لا بل مصادرة حاضر شعبنا ومستقبله، وهاهي الأيام حبلى بمشاريع عدوانية على كل أنحاء بلدنا الحبيب وربما يكون فصلها الدامي القادم – لا سمح الله – في إدلب الخضراء الحرة الأبية، إن هذا التآمر يوجب علينا :
أولاً: إنهاء حالة التشرذم التي أُتِينا من قبلِها، وتوحيد الصف دفاعاً عن الدين والأرض والعرض وكل قِيم الخير والحق والعدالة والكرامة التي خرجت ثورتنا من أجلها .
ثانياً: إن المجلس الاسلامي السوري يطلق دعوته هذه لوحدة صف الثوار جميعاً في كل أرجاء سوريا لأنه لايمكن مواجهة المكر الكُبّار الذي يحيط بنا بعد الاستعانة بالله عز وجل إلا بهذه الوحدة (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)، وهذه الوحدة التي تنبذ الفصائلية المقيتة لابد لها من مؤسسة تحملها وترعاها، وليس في الساحة أنسب من وزارة دفاع تشكلها الحكومة المؤقتة وترعاها، لذا فإننا نهيب بكل الفصائل الثورية أن تستجيب لهذه الدعوة، وتشكل جيشاً ثورياً واحداً يشمل أرجاء سوريا المحررة، وهذا ما يقتضيه الشرع والعقل والمصلحة الوطنية، لأننا إن لم نواجه الأخطار القائمة والمتوقعة القادمة بما يكافئها فستُجهِض الثورة، لا بل سنخسر حريتنا وكرامتنا وحاضر بلادنا ومستقبلها لعقود قادمة، ومانكبة أهلنا في الموصل عنا ببعيدة .
يا أهلنا في كل مكان، وياأبناءنا وإخواننا الثوار على أرض وطننا الغالي لقد دقت ساعة الجد، فلابد من وقفة صدق وحق نخرج فيها عن ذواتنا وفصائليتنا وكل مايفرقنا لنصد غائلة الأعداء، والله معنا وهو ناصرنا إن اجتمعنا على الخير فإن (يد الله على الجماعة) وإن تنازعنا فوعيده سبحانه وتعالى صدق وحق (إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ). نسأل الله أن يلهمنا سداد القول وصلاح العمل، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
المجلس الإسلامي السوري
8 ذو الحجة 1438 هـ الموافق 30 آب 2017م