الحمد لله القائل ” وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ “ والصلاة والسلام على نبينا محمد إمام المجاهدين وقائد الغر الميامين وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
فإن جولات التآمر على شعبنا الثائر تتواصل تترى، لا تتوقف عند حد ولا تكل ولا تمل، وبدأت ملامح موجة جديدة من التآمر على الثورة تلوح في الأفق، يلوح بها من احتل أرضنا وساعد النظام المجرم بكل الوسائل لتثبيت بنيانه المنهار، وآزره في كل المحافل الدولية وحمى جرائمه ضد الإنسانية (بالفيتو) المتكرر في كل مناسبة، وقد أعلن مؤخراً عن الدعوة لمؤتمر سماه (مؤتمر الشعوب السورية) أو (الحوار السوري) في مدينة (سوتشي) الروسية، والمجلس الإسلامي السوري بعد اطلاعه على هذا الموضوع برمته يبين ما يلي:
أولاً: إن المؤتمر كما أعلن عقد ليبحث في مواضيع متعددة منها : (كتابة الدستور الجديد) و (الإصلاحات الموعودة) مع إغفال تام لعملية الانتقال السياسي، وتجاهل لمطلب الشعب في رحيل النظام المجرم الذي قتل ما يزيد على نصف مليون وجرح ما يزيد على المليون وشرد ما يزيد على نصف الشعب عدا المعتقلين والمفقودين الذين لا يعلم عددهم على وجه الدقة إلا الله، ويرى المجلس في هذا المؤتمر محاولةً لتعويم النظام وإعادة إنتاجه، ومساعدته ليفلت من العقاب على جرائمه المصنفة دولياً بأنها جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية، ويرى أن النظام يحاور نفسه بزج المعارضة المعلبة المصنعة في دهاليز النظام وحلفائه وعلى رأسها ما يسمى (منصة موسكو) ليمثلوا المعارضة السورية، وفي الوقت نفسه يقوم محتل بفرض كتابة دستور على شعب تحت وصايته واحتلاله، والمفترض أن الشعب السوري يكتب دستوره بإرادته وحريته دون وصاية ولا إملاء من أحد، وكذلك يقدم الروس أنفسهم ضامنين وهم بنفس الوقت يشرفون على الإبادة الجماعية كما في غوطة دمشق الشرقية حيث لم يفك الحصار عنها، وبدأت المجاعة تفتك بالأطفال والشيوخ والنساء، بل واستمرت الغارات الجوية وليس آخرها قصف مدرسة مسرابا، فما مصداقية هذا الضامن الذي ضمن وقف الغارات وإدخال الغذاء والدواء في اتفاقات خفض التصعيد !!!
ثانياً: يشير هذا المؤتمر من عنوانه وما رافقه من تصريحات إلى جعل تقسيم سوريا أمراً واقعاً، فقد طرحت عبارة (الشعوب السورية)، والجميع يعلم أن السوريين شعب واحد وسوريا دولة واحدة، وعلى هذا يرى المجلس أن هذا المؤتمر التفاف على مطالب الثورة التي قامت لأجلها، وخرق لمبادئ الثورة الخمسة التي توافقت عليها كل الفعاليات الثورية المدنية والسياسية والعسكرية والتي على رأسها إسقاط النظام والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، فضلاً عن التفاف هذا المؤتمر على ما يسمونه مقررات جنيف والمؤتمرات الدولية.
ثالثاً: يثمّن المجلس موقف الفعاليات الثورية السياسية والعسكرية والمدنية التي رفضت المشاركة في هذا المؤتمر – الخيانة – ويشد على يدها ويدعم موقفها المبدئي الرافض للضغوط والمساومات على مبادئ الثورة، وفي الوقت نفسه يحذر المشاركين بألا يخدعوا بأمثال هذه المشاريع المشبوهة، ويذكرهم بأن لهم وقفة عسيرة أمام الله ثم شعبنا السوري الذي باعوا تضحياته وساوموا على حقوقه مع محتل غاصب، وسيكون المشاركون بنظر شعبنا وأمتنا شركاء في إعادة إنتاج النظام واستمرار جرائمه ومكافأة المحتل بتثبيت أقدامه ورعاية مصالحه التي قامت على أشلاء شعبنا ومقدراته.
وفي الختام يقرر المجلس موقفه المبدئي من هذا المؤتمر، ويعلن أنه لا بد من رص الصفوف على اختلاف مستويات الفعاليات الثورية لإفشال هذا المخطط ومن وراءه في الظاهر والباطن، وسيبقى المجلس بإذن الله وفياً لشعبه والعين البصيرة على حقوقه، نسأل الله أن يبور مكر الحاقدين، ويصلح جهود الصادقين ويجمعهم على كلمة سواء فيما يرضيه سبحانه ويحقق تطلعات شعبنا في الحرية والكرامة والخلاص من الطغاة المستبدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
13 صفر 1439 هـ الموافق 2 تشرين الثاني 2017م