بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد،

تتوالى فصول المؤامرة على أهلنا في سوريا عامة وفي الغوطة خاصة وتستمر عمليات التهجير القسري والتغيير الديموغرافي تحت ستار المصالحات والهدن التي تفرض بسطوة القوى الروسية والإيرانية الباطشة بأهلنا وشعبنا.

إن المجلس الإسلامي السوري يناشد قادة العالمين العربي والإسلامي أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه أهلهم وإخوانهم في الغوطة ويستنكر جرائم القتل والتجويع والتدمير والتهجير التي ترتكب بحق أهلنا ويحمل النظامين الروسي والإيراني وأذنابهما مسؤولية كل ما يجري على الساحة السورية اليوم.

وعندما يحاصر فريق من أهلنا في الغوطة ويطول حصارهم و يجدون أنفسهم أمام خيار الاستسلام المذل المُهين  أو الصمود والدفاع بشرف ورجولة عن الأرض والعرض فيختارون الصمود فإننا نحيي صمودهم وثباتهم وإصرارهم على عدم الرضوخ للتهجير القسري والتغيير الديموغرافي رغم ما يتعرضون له من حرب إبادة وندعوهم للاستعانة بالله تعالى مذكرين بقول الله تعالى : ((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ))  لعلهم أن يكونوا من أهل البشارة ((فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)).

وفي هذه الأوقات العصيبة فإننا نوجه تحية إكبار للذين بذلوا التضحيات خلال السنوات الماضية وصبروا على الجوع والحصار والتدمير مقاومين لمسلسل التهجير ثم اختاروا أن ينحازوا الى إخوانهم في الشمال وندعو لهم بالعودة القريبة إلى ديارهم وبيوتهم.

وفي هذه المناسبة فإننا نوجه الشكر لمن استقبلوهم في بيوتهم وديارهم وضربوا أروع الأمثلة في الأخوة الحقة وخففوا عنهم بعض آلامهم كما نشكر المنظمات التي سارعت الى القيام بالواجب إلا أننا نذكّر أن العبء كبير ومسلسل التهجير مستمر مما يعني أن آلاف المهاجرين قد يبقون في العراء هم و أطفالهم ونساؤهم  ولا ذنب لهؤلاء إلا أنهم شاركونا الثورة على المجرمين والطغاة فحقهم علينا اليوم أن نمسح دمعة أب مقهور وأم مكلومة ويتيمة محرومة ونقدم لهم كل ما نستطيع ولن يضيع الله لنا أجرا إن شاء الله.

اللهم عجّل بفرجك ونصرك لعبادك الصالحين وعجّل بهلاك الظالمين، أنت المستعان ولا حول ولا قوة إلا بك.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المجلس الإسلامي السوري
السبت 14 رجب 1439هـ الموافق 31 آذار 2018م