الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المجاهدين، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن الاعتداءات ما زالت مستمرة على المواطنين المدنيين الأبرياء في ريفي حلب وإدلب، بالأسلحة التقليدية والأخرى الممنوعة دولياً كالفوسفور الأبيض من قبل الغزاة المحتلين الروس والإيرانيين وأذنابهم من الميليشيات الطائفية وعصابات النظام، بالرغم من أن المناطق المعتدى عليها داخلة فيما سمي “مناطق خفض التصعيد” التي نجمت عن اتفاقات “سوتشي” وما أعقبها، وإن هذا ليدل مرة أخرى على أن هؤلاء لا عهد لهم ولا ذمة، ولا تأخذهم بشعبنا السوري شفقة ولا رحمة، والمجلس الإسلامي السوري حيال هذا العدوان يؤكد ما يلي:
أولاً: يدين المجلس بأشد عبارات الإدانة هذا العدوان السافر الذي نجم عنه مئات الشهداء والمصابين وآلاف النازحين والمهجرين، وبث الرعب في قلوب جميع المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ، وإنه يناشد كل الدول التي لديها بقية من عدالة، والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، التدخل لوقف هذا العدوان الرهيب على شعبنا المظلوم
ثانياً: يدعو المجلس إلى أن يخرج السوريون في كل المناطق بمظاهرات احتجاج وتنديد كما هو المأمول منهم دائماً وكما عودوا العالم أن يراهم يدافعون عن حقهم ويدينون الظلم والظالمين، ونخص بذلك يوم الجمعة القادم، فعلى الخطباء أن يخصصوا خطبهم لإدانة هذا الإجرام ويحيّوا ويثبتوا إخوانهم الصابرين المظلومين، وفي هذه المناسبة يثمّن المجلس الإسلامي السوري مظاهرات إخواننا في مدن وقرى حوران التي أعادت للثورة ألقها، وأثبتت من جديد بأنها مهد الثورة وشرارة انطلاقتها
ثالثاً: إن الناس يعانون في الداخل السوري من فقدان أساسيات الحياة من وقود وغاز ودواء، وكثير من دورهم مهدمة، ولا يوجد لهم فرص عمل تؤمن لهم قوتهم، وتصنف سوريا لدى المنظمات العالمية بأنها أفقر دولة في العالم، ويعاني السوريون في بلاد الشتات ويزيد عليهم النظام المجرم تضييقاً فيما يحتاجون إليه من وثائق ويبتزهم بها، ومع كل هذه المعاناة لا يزال النظام يفكر بعقلية الاستكبار والطغيان، فهمه الشاغل إعادة تماثيل المجرم الهالك سفاح سوريا حافظ الأسد التي حطمها السوريون في قلوبهم قبل أن يحطموها ويدوسوها على أرض الواقع، وهذا يبرهن كل يوم أن طبيعة النظام تستعصي على الإصلاح فلا بد من إسقاطه وإزالته، وبمناسبة استكمال الثورة عامها الثامن في هذه الأيام يحيي المجلس صمود شعبنا في كل الأماكن والميادين، ويحيي الشرفاء الثوريين القائمين على مصالح شعبنا، المتمسكين بثوابت ثورتنا، ويحيي كل جهد مخلص لصالح شعبنا وثورتنا من كل الدول الشقيقة والمنظمات الصديقة
وفي الختام نسأل الله أن يرحم شهداءنا، ويشفي مرضانا وجرحانا، ويفك أسرانا، ويتولى ضعفاءنا، ويؤوي مشردينا، ونذكر السوريين دائماً بقول أصدق القائلين “يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون”
المجلس الإسلامي السوري
6 رجب 1440هــ الموافق 13 آذار 2019م