الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد تابع العالم بأسره العربدة السياسية من قبل إدارة ترامب الأمريكية، وذلك بمنحها حق السيادة للكيان المحتل (إسرائيل) على الجولان السورية، ومشهد منح الإنكليز فلسطين لليهود يتكرر من جديد، وكما قيل عنه (منح من لا يملك لمن لا يستحق)، والمجلس الإسلامي السوري أمام هذا التحدي الأرعن لمشاعر السوريين والعرب والمسلمين يؤكد ما يلي:
أولاً: إنّ الجولان أرض عربية سورية، وهي جزء لا يتجزأ من أرض سوريا الواحدة، وأهلها مواطنون عرب سوريون، ولا يمكن لمتآمر أنْ ينزع عنها هذا الوصف وتلكم الشرعية تحت أي ظرف وأية حال، والمجلس يهيب بكل دول العالم وشعوب الأرض أنْ يرفضوا هذا القرار المتغطرس الذي يضرب بعرض الحائط كل المواثيق والأعراف الدولية.
ثانياً: إنّ أمريكا (الدولة العظمى) من المفترض أنْ تكون حامية السلم في العالم، وراعية الحقوق والقانون، لا راعية شريعة الغاب، وحامية دولة الاغتصاب، وهذا ما تقتضيه مسؤوليتها الأدبية، إنّ الإدارة الأمريكية بقرارها هذا ومن قبله قرارها باعتبار القدس عاصمة للكيان الغاصب (إسرائيل) تؤسس لما يعرف (بالشرق الأوسط الجديد) ضد إرادة شعوب المنطقة، متجاهلة حقوقها وتاريخها، وتضع هذه الإدارة المنطقة والعالم على حافة الفوضى والحروب، وتشجع الطامعين على الاعتداء بدافع فائض القوة.
ثالثاً: إننا نحمّل النظام السوري المجرم المسؤولية أيضاً، فحافظ الأسد هو من سلّم الجولان لإسرائيل دونما قتال حين كان وزيراً للدفاع، وفي عهده المشؤوم كان الحارس الأمين للكيان المحتل، فلم يطلق طلقة واحدة تجاهه، ولم يقم بأي عمل لتحرير الجولان، وجاء بعده ابنه بشار الأسد ليكمل هذا الدور، فسعى إلى تدمير سوريا وإضعافها بقراراته الرعناء، التي في طليعتها قمع الشعب السوري والوقوف في وجه حقوقه العادلة في الحرية والعيش الكريم، وبشار يتحمل كامل المسؤولية عما آلت إليه أوضاع سوريا وشعبها، مما أغرى بها الاحتلال ومن وراءه مستغلين فرصة الضعف والدمار، إنّ النظام الأسدي اكتفى برفع شعار الممانعة والمقاومة والتصدي للعدوان، وقد سئم شعبنا من تكرار عبارة الاحتفاظ بحق الرد إلى الوقت والمكان المناسبين حيال كل اعتداءات الصهاينة المحتلين، وفي الوقت نفسه سعت العصابة الأسدية إلى قتل روح الممانعة لدى الشعب السوري، فاعتدت على كرامته وأذاقته ألوان المحن من قتل وسجن وتعذيب وتشريد.
رابعاً: إننا نهيب بشعبنا السوري رفض هذا القرار، والتعبير عن هذا الرفض يوم الجمعة القادم عقب صلاة الجمعة، ونؤكد على ثوابتنا المشروعة، وعلى رأسها وحدة سوريا أرضاً وشعباً.
وفي الختام نسأل الله أنْ يرد عن بلادنا ظلم الظالمين، وكيد الكائدين، وأنْ يخلّص أمتنا من الطغاة المجرمين، والحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
19 رجب 1440 هــ الموافق 26 آذار 2019 م