الحمد لله نصير المظلومين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فما زالت حملة الإبادة الجماعية التي يشنها الطيران الروسي ومعه طيران النظام المجرم متواصلة على قرى وبلدات الشمال السوري في أرياف إدلب وحماة وحلب، في أكبر عملية إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين، حيث يتم استهداف البشر والشجر والحجر، وكل المرافق العامة من مستشفيات ومساجد ومدارس وطرق وأسواق، كل ذلك يجري على مرأى ومسمع من العالم المتمدن بحكوماته ومنظماته الرسمية والحقوقية والشعبية، ولقد أدت هذه الحملة حتى الآن إلى قتل المئات وجرح الآلاف وتشريد مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء، وسط صمت مطبق وتصريحات خجولة أشبه بذر الرماد في العيون، والمجلس الإسلامي السوري حيال هذه المأساة المستمرة يبين ما يلي :
أولاً : يدين هذا العدوان الروسي الوحشي السافر، ويعتبر أن دولة روسيا دولة احتلال ارتكبت وترتكب أبشع المجازر في حق شعبنا السوري وحق الإنسانية جمعاء، وتقوم بأبشع عملية غدر في التاريخ الحديث إذ هي تقوم بهذا العدوان مع أنها من الدول الضامنة لاتفاقات خفض التصعيد، وتتبجح على لسان مسؤوليها العسكريين أنها جربت ثلاثمائة سلاح على شعبنا الأعزل، كما نطالب المجتمع الدولي باعتبار بوتين وقادته العسكريين مجرمي حرب لا بد من محاكمتهم في محاكم الجنايات الدولية ومحاكم الإبادة الجماعية ضد الإنسانية.
ثانياً : يدين المجلس صمت القريب والبعيد، ويدين التصريحات الباهتة التي ما زالت تتحدث عن الشعور بالقلق، ويدين بعض الدول التي ما زالت تدندن بالتهديد والوعيد في حال ثبوت استخدام النظام المجرم للسلاح الكيميائي، وكأنها تعطي ضوءاً أخضر للإبادة باستخدام أسلحة لا تقل فتكاً عنها كالبراميل المتفجرة والقنابل الارتجاجية والفوسفورية، وهذا ما يحصل بالفعل، وفي الوقت نفسه يحمل المجلس المنظمات الدولية مسؤولية القيام بواجبها في وقف هذا الاعتداء السافر وإغاثة المنكوبين والمشردين من أبناء الشعب السوري.
ثالثاً : يحث المجلس كل الفصائل الثورية على رص صفوفها وتوحيد جهودها للوقوف في وجه هذه الحملة العدوانية الظالمة، وقد أثبتت الوقائع والتجارب أنه ما أتي المجاهدون من شيء أعظم من تفرقهم وتشرذمهم وتنازعهم، وأنه لا يفل الحديد إلا الحديد، فلا بد من كسر الغطرسة الروسية، وتمريغ أنف نظام الإجرام المنهار، ويحيي المجلس صمود المجاهدين الأبطال في جبهات القتال والمواجهة، في وجه عتاة الأرض وطغاتها، ونسأل الله أن يتقبل شهداء مجاهدينا وأن يشفي مرضاهم وجرحاهم وأن يمدهم بمدد من عنده كما أمد أهل بدر وحنين.
رابعاً : نهيب بكافة المؤسسات الإعلامية في العالم فضح جرائم المحتل الروسي، وكذلك نذكر المنظمات الإنسانية والخيرية في العالم بالقيام بواجبها الإغاثي والإنساني حيال هؤلاء المشردين واللاجئين، فالحاجة ماسة للغذاء والدواء والإيواء
وفي الختام نحيي شعبنا المجاهد الصابر ونحثه على متابعة السير والتعبير عن غضبه بكل الأشكال المتاحة، ونذكرهم بوعد الله تعالى المأمول بقوله (وبشر الصابرين) فأنتم تقفون في وجه دول كبرى كروسيا وإيران وذيولها في المنطقة، فضلاً عن الدول التي تقف خلف الستار، ونتوجه إلى الله تعالى باستغاثة نبينا عليه الصلاة والسلام (اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس أنت ربنا وأنت رب المستضعفين)، اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا، واصرف عن بلادنا شر الأشرار وكيد الفجار، والحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
26 رمضان 1440 هــ الموافق 31 أيار 2019 م