الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
فإن الله سبحانه وتعالى يقول {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } يعلم جميع السوريين أن ميليشيات (pkk) و (pyd) عاثت في الأرض فساداً، فقد شرّدت الناس من ديارهم، وعمّ أذاهم كل السكان من كرد وعرب وتركمان وغيرهم، وأعلنت مشاريعها التقسيمية التي تهدد وحدة سوريا واتحاد شعبها، وفي الوقت نفسه تهدد استقرار دول المنطقة بأسرها، ولا يخفى على الجميع دعم جهات دولية متعددة لهذه المشاريع التقسيمية، ولم تكن هذه العصابات في يوم من الأيام في ركب الثورة، ولا أفرادها من عداد الثوار، بل على العكس من ذلك تماماً كانت تنسق مع النظام المجرم، وعلاقاتها معه قائمة ومستمرة، وأمام هذا التهديد الخطير يقوم الجيشان التركي والوطني السوري بخوض عملية مشتركة لتحرير المنطقة من هؤلاء الإرهابيين، بعد أن أدرك الجميع أن خطر هذه العصابات لا يقل عن خطر (داعش) التي قامت كل التحالفات لأجل محاربتها في كل المنطقة، لذا فإنّ كسر شوكة هذه الميليشيات يعد مكافحةً للإرهاب الذي يتجاوز الحدود ويتخطى الحواجز، والمجلس الإسلامي السوري بعد متابعته لما يجري يبين ما يلي :
أولاً: يؤكد المجلس على ثوابته التي لا تتغير، وفي مقدمتها وحدة سوريا أرضاً وشعباً، بكل أعراقه ودياناته وطوائفه.
ثانياً: يدعم المجلس هذه العملية (نبع السلام) ويقدم الشكر لكل من يدعم السوريين في مقاتلة الإرهابيين ودفع صيالهم، وكنّا نأمل من إخواننا العرب أن يقفوا معنا ضد الاحتلال الإيراني الذي لا يزال يهدد نسيج الشعب السوري ويهدد العديد من الدول العربية، وينشر التشيع السياسي بين أبناء السنة وغيرهم، واحتلت ميليشياتهم كثيراً من المناطق السورية، وغدت تتحكم اليوم بالقرار السياسي للنظام المجرم، وجعلت أكثر من نصف الشعب السوري بين مهجر ونازح، وجاءت عملية (نبع السلام) لإقامة المنطقة الآمنة تمهيداً للعودة الطوعية لأهل هذه المناطق إليها.
ثالثاً: نوصي القوى المشاركة بمراعاة أخلاق الإسلام وآدابه في الحرب، وفي مقدمتها عدم التعرض للمدنيين والآمنين والحفاظ على أرواحهم وأموالهم وممتلكاتهم، ونوصيهم بتقوى الله تعالى في السر والعلن.
وفي الختام نسأل الله أن ينصر الحق وأهله، وأن يردّ عن بلادنا شر الحاقدين وكيد الكائدين، وأن يكلل هذه العملية بالنجاح، ويحفظ أبناءنا وإخواننا المشاركين فيها، وأن يرد المشردين من شعبنا إلى ديارهم معززين مكرمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
11 صفر 1441 هــ الموافق 10تشرين الأول2019م