الإلحاد والقهر الأمني
نوفمبر 4, 2019

مضامين العمل الدعوي المعاصر

الدكتور محمد أيمن الجمال

أستاذ الدراسات العليا في جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية وعضو المجلس الإسلامي السوري

تقوم المؤسسات الشرعيّة المعاصرة في العالم الإسلامي عامة وفي سورية خاصة بأدوار دعويّة وعلميّة كثيرة تتقاطع أحيانًا، وتتكرّر أحيانًا، وتتضارب نادرًا، وممّا يرفع ذلك التقاطع والتكرار والتضارب التنسيق بين هذه المؤسّسات ليؤدّي كلّ مكوّن منها أفضل ما يمكنه وأكثر ما ينفع به الأمّة والثورة.

وممّا نحتاجه للوصول إلى النجاح الكامل: التنسيقُ بين هذه الأدوار، استجابةً لأمر الله تعالى بالتعاون على البرّ والتقوى.

وسبيل التعاون يبدأ أوّلًا بتحديد الاحتياجات وبيان مواضع الخلل والثغرات لتُرابِطَ كلّ مؤسسةٍ منها على ثغرٍ من الثغور فتسدّ خللًا وتغطّي حاجةً وتقوم بدورٍ لا يمكن لغيرها أن يقوم به على الوجه الذي تقوم به هي.

مع يقيننا التام بأنّ التكاملَ في الأدوار بين الدعاة والتخصّصَ العمليّ؛ لا يلزم منه قصورٌ في جانبٍ من العمل، ولا هو إعلامٌ على عدمِ القدرةِ في التعاطي مع الجانب الآخر، لكنّها طبيعة الحياة اليوم التي تشعّبت كثيرًا؛ حتّى صار التخصّص الواحد يحتاج علماء كُثر ومراكزَ بحثيّةٍ وجهودًا كبيرةً ليقوم كلّ هؤلاء بجزءٍ من حقّه.

وممّا هو معلومٌ أنّ العمل الذي تكون له خُطّةٌ مدروسة، وتُوضّحُ مراحلُه بخطوات والتزامات وتوجيهات واضحة مع مرجعيّة مقدَّرَةٍ للمشروع العامّ يكون أقربَ إلى النجاح والتحقّق من العمل الذي تضيع فيه البوصلة، ولا يستقرّ فيه المرء إلى جهةٍ في مسيرِهِ، ولا إلى هدفٍ في نهايته.

بناءً على ذلك رأينا أن نعرِضَ في هذا المقالِ بعضَ الأفكارِ المقترحةِ في إطارِ العملِ الدعويّ والعلميّ؛ لتشكّلَ هذه الأفكارُ مضامينَ العمل الدعويّ والعلميّ المقترح لمكوّنات المجلس الإسلاميّ السوريّ وغيرها من المؤسسات العاملة في الحقل الإسلاميّ؛ في عملٍ منظّمٍ متكاملٍ، ولتتبنّى مكوّنات هذا المجلس العمل عليها في إطاراتها القائمة، أو في إطارات تعاونيّة تنسيقيّة تحت مظلّة هذا المجلس الذي يشكّل المرجعيّة الشرعيّة والفكريّة الضابطة لكلّ مكوّناته.

وقد استفدنا هذه المضامين من واقع الأمّة الفكريّ والعلميّ، وواقع بلادنا، وحاجتنا في مجتمعات الهجرة، والقضايا الفكريّة الأساسيّة التي تواجهها أمّتنا، والشبهات التي تُلقى على أسماعها عبر المغرضين في وسائل الإعلام، فإذا الحاجة كبيرة وماسّة، والقدرات كثيرة مبعثرة، والسهام موجّهة إلى غير أهدافها! فاحتاج ذلك كلّه منّا إلى متابعة لحالنا وحاجاتنا، ونظر في أولويّاتنا التي تثبّت أمّتنا في مواجهة تلك التحدّيات الكبيرة.

وقد كان لرابطة العلماء السوريينَ الفضلُ في إنجاز العناوين الرئيسةِ لتلك المضامين.

وهذه بعض العناوين الأساسيّة مع بيان فكرةٍ موجزةٍ عنها، وبعض المقترحات الفرعيّة تحتها التي تصلح للبناء عليها، وفي تفاصيل وشرحِ مضامين العملِ الدعويِّ يمكن أن يكون العملُ على إنجاز بحوثٍ علميّةٍ؛ ومحاضراتٍ وندواتٍ؛ يُبنى عليها ويُستخرَجُ منها: مقاطعُ صوتيّةٌ ومرئيّةٌ، ومطويّاتٌ، وملصقاتٌ دعويّةٌ مصوّرةٌ، كما اقترحنا ختامًا بعض الوسائلِ التي يمكِن أن تُعينَ في جعلِ المضامين تنفيذيّةً:

أولًا: تعظيمُ مكانة القرآن الكريم، والالتزامُ بقواعد التفسيرِ المنضبطِ.

القرآن الكريم مصدر التشريع الأوّل في الشريعة الإسلاميّة، وهو محفوظ بحفظ الله تعالى، لكنّ أيدي العابثين امتدّت إلى تفسيره وفهمه؛ فاجتهد بعضهم في تحريف مواضعه وتغيير معانيه ومدلولات ألفاظه، بفهومٍ ما عرفها العرب، وأفكارٍ يزعم مخترعوها أنّهم سبقوا بها الأوّلين والآخرين، ويلزم منها أنّ الله تركَ هذه الأمّةَ على ضلالةٍ قرونًا حتّى كشف الله لبعض المعاصرينَ من معاني القرآن ما لم يُدرِكْهُ من سبقَهم.

ولتعظيم مكانةِ القرآن في النفوسِ، والالتزامِ بقواعد التفسير المنضبط نقترح عددًا من العناوين التي ينبغي أن يتناولها الدعاة والعلماء بالتأليف والدراسة، وأن يتناولها الدعاة في مواعظهم وكلماتهم، منها:

  • التواتر والنقل المتوارث وأثرُهُ في الثقةِ بالمنقول.
  • التلاعب بالقرآن بشارةٌ نبويّةٌ متضمّنةٌ دعوةً إلى العمل لمواجهتِه.
  • تحريف القرآن بين الشيعة والحداثيين: (التحريف النصّيّ والتحريف الفكريّ).
  • علم أصول التفسير وأثرُهُ في نقضِ الحداثةِ.
  • نقضُ عرَى الإسلامِ ودَور التفسيراتِ المعاصرة للقرآن في ذلك (الصوم نموذجًا).
  • علوم الآلة: (اللغة العربية وعلم أصول الفقه) ودورُها في حماية القرآن الكريم والشريعة الإسلاميّة.

ثانيًا: تأكيد مكانة السنة النبويّة في التشريع الإسلاميّ.

السنّة النبويّة المشرّفة هي المصدر الثاني للأحكام بعد القرآن الكريم، شارحةٌ لألفاظه، مبيّنةٌ لمجمله، محفوظة بحفظ القرآن لارتباطها به، ولعدم التمكّن من العمل بالقرآن إلاّ بعد معرفة السنّة.

وقد امتدّت أيدي العابثين وأقلامُهم إلى السنّة النبويّة محاولةً أن تهدم أصولًا وثوابت عند المسلمين سعيًا إلى تضليل الأمّة وزعزعة الإيمان في نفوس أبنائها، ومن أهمّ الموضوعات الفرعيّة المقترحة لتأكيد مكانة السنّة في التشريع الإسلاميّ التي يمكن أن يثيرها الدعاة ويتناولها المؤلّفون والعلماء بالدراسة:

  • علوم السنّة وأثرها في حفظ السنة.
  • مكانة السنة في تشريع الأحكام والاعتقادات، ومعرفة الغيبيّات، واستنباط أحكام السياسة الشرعيّة.
  • أهم الشُّبَهِ التي تُواجِهُ السنة والردود عليها.
  • السنة نقل أشخاص قد ينسون ويكذبون.
  • تصحيح المحدثين وتضعيفهم اجتهاد.
  • السنة جمِعت بعد النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بمائتي سَنة.
  • الأحاديث التي فيها إشكالات علميّة مزعومة.
  • السنة العمليّة المتوارثة ومكانتها بين أدلة الشريعة.

ثالثًا: الاهتمام بفقه السياسة الشرعيّة والمقاصد.

السياسة الشرعيّة تعني سياسة الحياةِ وفق أحكام الله تعالى، وإدارة الحكم بما يحقق للأمّة سلامةَ العقل ونقاءَ الفكر وكمالَ العفّة، والاهتمامَ بأمور المسلمين وتقوية ارتباطهم بالله تعالى من خلال نشر العدالة والشورى والحرية وحقوق الإنسان.

وممّا لا تهتمّ به كليّات الشريعة في البلاد التي يحكمها الظالمون السياسة الشرعيّة؛ لأنّهم يحسبون أنّ أيّ ربطٍ بين الشريعة والحياة سيؤدّي إلى إنهاء حكمهم، فأوهموا الناس بعلمانيّتهم أنّ الشريعة ينبغي أن تكون حبيسة المساجد، قابعة في الدور، ليس لها اهتمام بشؤون الحياة ولا متابعة لأحوال الناس.

وممّا قلّ الاهتمام به أيضًا بين المشتغلين بالدعوة دراسةُ علم المقاصد، الذي يبيّن حِكَمَ الأحكام، ويهتمّ بمآلاتها التي كان الفقهاء يضعونها نصب أعينهم إذا أرادوا الاجتهاد في الأحكام الشرعيّة، ومن هنا فإنّنا نقترح بعض العناوين للعناية بها وتناولها من الناحية العلميّة والدعويّة بما يعزّز ارتباط الدين بالحياة، واهتمام الدعاة بمقاصد الأحكام، ومن هذه العناوين:

  • السياسة الشرعيّة باب من أبواب الفقه، وعلم من علوم الشريعة.
  • الاهتمام بالجوانب السياسيّة لا يكون على حساب المبادئ والقيم.
  • المقاصد ومكانتها في الشريعة.
  • علم مقاصد الشريعة وتأثيره على الاجتهاد في القضايا المعاصرة.
  • الاجتهاد في القضايا السياسيّة الشرعيّة: ضوابط وأحكام.
  • الفرق بين السياسة الشرعيّة وعلم السياسة المعاصر.
  • أهميّة تهيئة المتدينين للعمل السياسيّ العام.

رابعًا: إحياء معالم التاريخ الإسلاميّ.

التاريخ الإسلاميّ عمقٌ لهذه الأمّة، وامتداد هذه الأمّة الحضاريّ متعلّق بجذورها، وكلّما قويت معرفتها بتاريخها وتراثها قويت ثقتها بنفسها في مواجهة الأزمات المعاصرة، وقد كان من أهداف قصِّ الله تعالى أنباءَ الرسل السابقين تثبيت فؤاد النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وأصحابه.

ولعلّ استقراء التاريخ واستخلاص العبر منه من أهمّ الواجبات على الدعاة تثبيتًا للأمّة واستطلاعًا لحلول الأزمات في واقعها المعاصر، ومن أهمّ المباحث التي ينبغي أن يتعرّض لها الدعاة والعلماء في مناشطهم الدعويّة والعلميّة:

  • التاريخ الإسلاميّ والسنة والفرق بين ضوابط النقل وقواعده.
  • السير والمغازي (قانون الحروب والمعاهدات والسلم) وحجمها في تاريخ السنة النبوية.
  • التاريخ الإسلاميّ ليس هو التاريخ الحربي.
  • التاريخ الإسلاميّ بحاجة إلى مراجعاتٍ.
  • التاريخ الإسلامي ليس مصدرًا تشريعيًّا.. لكنه مصدرٌ حضاريٌّ.
  • الاهتمام بجوانب التاريخ الحضاريّ للأمّة.
  • العناية برموزٍ تاريخيّةٍ مناسبةٍ لمرحلة الأمّة (عثمان ونور الدين زنكي مثالا).

خامسًا: إعادة إحياء الفكرة والمشروع الإسلامي كما طرحه رواده الثقات.

لمّا كان العمل الجماعيّ من موجبات النجاح والتوفيق استهداء بقوله تعالى: {وتعاونوا على البرّ والتقوى} واستنارةً بقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ((فإنّ يد الله مع الجماعة))، كان لا بدّ من مشروعٍ ينهضُ بهذه الأمّة، ولا بدّ أن يكون هذا المشروع محلّ اتّفاقٍ في كليّاته وعموماته، وفي هذا الجانب ينبغي على الكيانات التابعة للمجلس أن تعتني ببعض الموضوعات التي تبيّن هذا الجانب لعموم جمهور المسلمين، ومن أهمها:

  • استحضار أركان المشروع الإسلاميّ وعناصره الأساسيّة (عدالة، حريّة، شورى، مشاركة، تداوليّة).
  • صياغة مشروعٍ إسلاميٍّ مهمّةٌ جماعيّةٌ للأمّة، وليست مهمّةَ حزبٍ ولا جماعةٍ ولا فئةٍ كما يظنّ بعض العاملين في الساحة.
  • وجود مجموعاتٍ عاملةٍ يُكمّلُ بعضُها بعضًا في المشروع الإسلاميّ (عدم الطعن في العاملين في سياق يخدم المشروع).
  • المستأثرون بادّعاء المشروعيّة الدينيّة إقصائيّون (كلّ مجموعةٍ جماعةٌ من المسلمينَ وليست جماعةَ المسلمينَ).
  • تؤمنُ القلوبُ بالمشروع الإسلاميّ قبل أن يُطبَّقَ في القوانين والأنظمة.
  • الاهتمام بالجانب التربويّ والتزكويّ في المشروع الإسلاميّ أساس نجاحه.
  • تنقيح المسار الفكريّ والديني عند شباب الأمة وتصحيحه بعيدًا عن الاندفاع الماديّ والتشدّد الغيبيّ.
  • القبول بالمسلم الآخر والاعتراف به أساس للقبول بغيره والانطلاق نحو المشروع الكامل المستوعِب.

سادسًا: مراجعة المراجعات والتراجعات في العمل الإسلاميّ المعاصر.

تقوم الجماعات الإسلامية بتراجعات ومراجعات بعضها يتمّ في السجون تحت ضغط الموقف، وبعضها يتمّ في الخارج بتوجيه من أجهزة أمنيّة، وبعضها يتمّ على يد أبنائها العاملين، ولهذا وجب على المخلصين أن ينظروا في المراجعات نظرة علميّة وواقعيّة، ليُستخلص منها أفكار تفيد في تفنيد آراء الجماعات الناشئة على ما نشأت عليه الجماعات التي تراجعت عن مواقفها.

كما تجمد بعض الجماعات على فكرتها عقودًا من الزمان مما يؤدّي إلى تكلّس في تلك الجماعات وضعفٍ عن مواجهة تحدّيات الواقع.

من أهمّ المراجعات التي ينبغي أن تستمرّ؛ المراجعات الفكريّة والهيكليّة، ومراجعة التحالفات والمواقف المرحليّة، ويمكن أن يهتمّ الدعاة والعلماء في هذا الجانب ببعض الموضوعات والدراسات لتغطية هذه المسألة، منها:

  • ضرورة المراجعات لتقويم العمل الإسلاميّ المعاصر.
  • المراجعات التي تقوم بها بعض الفئات اليوم ناتجة عن ضغوط سياسيّة أو أمنيّة وليست مبدئيّة.
  • التراجع عن الباطل أساس الانطلاق في الحقّ (التخلية أولًا).
  • إلى أي مدى يمكن الوثوق بالمتراجعين؟ وكيف يمكن تبرؤهم من أفكارهم السابقة؟
  • آليات المراجعة الحركيّة والفكريّة بين العاملين المعاصرين.
  • فرصة الاجتماع في بلاد المهجر فرصة مميّزةٌ للمراجعات.

سابعًا: وقف التوجّه الليبراليّ والعلمانيّ والعقلانيّ المنفلت في فكر الشباب.

الليبراليّة تدّعي التحرّر الكامل، والعلمانيّة تدّعي فصل الدين عن الحياة، ووقوفها على مسافة واحدةٍ من الأديان جميعها، والعقلانيّة تدّعي تغليب الجانب العقليّ المادّيّ على الجانب العاطفيّ والروحيّ والنفسيّ في حياة الإنسان وصياغة اعتقاداته وصناعة أفكاره، إلاّ أنّ الواقع يقول إنّ الليبراليّة تقيّد الإسلاميّين عن العمل؛ بل تقيّد المرأة عن أبسط حقوق اختيار حجابها! والعلمانيّة تحارب الإسلام دون النصرانيّة وغيرها من المعتقدات والطوائف والملل الموجودة في العالم.

إنّ مكوّنات المجلس الإسلاميّ السوريّ تحتاج أن تراجع علاقة الشعوب بهذه الأفكار، وتراجع واقع تطبيق هذه الأفكار، لتخلص إلى إقناع الشباب المسلم بضعف تلك الطروحات وعدم مناسبتها لإدارة الحياة، وعمق عدائها للمشروع الإسلاميّ، وأنّها ما أسّست إلا للضغط على الإسلام وأهله.

ومن أهمّ ما يمكن نقاشه في هذا الجانب:

  • تهافت الفكرة العقليّة في التاريخ الإسلاميّ (المعتزلة).
  • ميل الجمهور نحو تحكيم ما يسمونه (العقل) وأسبابه.
  • عالم الغيب والتوازن بينه وبين عالم الشهادة.
  • الليبراليّة المعاصرة زعمٌ ووهمٌ وليست حقيقةً.
  • العلمانيون الجدد بعيدون عن منطق العلمانيّة.
  • عداء العلمانيين والليبراليين للإسلامِ وحدَه دون غيرِه من الأديان والأفكارِ التي تعادي صُلبَ مشروعهم.
  • أسباب اقتناع الشباب المتحمّس بالفكر الليبراليّ والعلمانيّ والعقلانيّ وعلاجها.
  • المنهجيّة العامّة لأهل السنّة والجماعة وأهميّتها في مدافعة هذه الأفكار، وعصمة الأمّة بمجموعها عن الخطأ (الإجماع).

ثامنًا: رد الاعتبار إلى الرموز الإسلاميّة، وروّاد النهضة العلميّة المعاصرة.

تكاد تكون الرموز التي يقلّدها الشباب من أخطر مداخل العالم الغربيّ إلى إضعاف هذه الأمّة، وفنّ صناعة الرموز من اللاعبين والمغنّين والمغنيات والممثلات لا يتوقف عند تقليد الشكل والشعر واللباس ومحاولة تقليد الجسم والوزن، بل يتجاوز ذلك إلى محاولة تقليد الأفكار، وينجرّ الشباب إلى اتّباع من يقلّدونه حذو القذّة بالقذّة، فكرًا وعقيدةً وسلوكًا ومنهجًا.

من هنا تظهر الحاجة إلى ترميز بعض القدوات من المعاصرين والمتقدّمين، والاهتمام بالجانب الإعلاميّ في التعامل مع الشباب، ليجدوا محبوبًا مؤهّلًا للاقتداء به.

كما أنّ من ضحّى في سبيل العمل الإسلاميّ المعاصر يتعرّض لهجماتٍ إعلاميّة متتالية جعلت صورَتَه غير مقبولة في نظر جماهير المسلمين، بل تأثّر بعض العاملين للإسلام بتلك الهجمات بوجهٍ أو بآخر حتّى ظنّوا سوءًا ببعض رموز الحركات الإسلاميّة المعاصرة والعاملين فيها، وصدّقوا دعاية الفاجرين في ضرورة التمايز عنها، لئلاّ يُتّهَموا بالانتماء إليها، فالواجب على العاملين للإسلام أن يصدقوا في إعادة تقديم تلك الرموز للأمّة.

ومن أهمّ الموضوعات التي يمكن أن نتناولها في هذا الجانب:

  • التذكير برموز الدعوة الإسلاميّة في عصر ما بعد الخلافة.
  • الاهتمام برموز الفكر الإسلاميّ وأهم طروحاتهم.
  • بيان ما لهم وما عليهم في دوائر التفكير وورش العمل المتخصصة (عبد الكريم الرفاعيّ، مصطفى السباعي، محمّد الحامد، عبد الفتاح أبو غدّة، حسن الترابي، راشد الغنوشي، علي عزت بيغوفيتش، محمّد الغزالي، أربكان .. مثلا)
  • تقرير كتبهم النافعة لواقعنا المعاصر، المناسبة لحال الأمّة كمناهج دعويّة أو مناهج في المؤسسات العلميّة.
  • إعطاء دورات حول أهمّ رموز الحركات الإسلاميّة في العالم المعاصر.
  • مناصرة المعتقلين من رموز العمل الإسلاميّ.
  • تصوير جوانب ينبغي الاقتداء بها عند هؤلاء المعاصرين.

الفعاليات والأنشطة:

الفعاليات والأنشطة المقترحة للعمل عليها في تلك المضامين، وجعلها عمليّة:

  1. مسابقاتُ حفظِ قرآنٍ وتفسيرٍ، عن طريق المؤسسات الرديفةِ والمسانِدَةِ، مع التوجيه بأن تكونَ هذه المسابقاتُ وعائيّةً نوعيّةً، وليست تقليديّةً، مثلًا:
  • حفظُ آياتِ محاججةِ الكافرينَ في القرآن وأسباب نزولها ومعانيها.
  • حفظُ آياتِ الحجابِ والسترِ والعفّةِ وتفسيراتها.
  • حفظُ آياتِ الغزواتِ والمعاركِ وأسبابِ نزولِها… إلخ.
  1. مسابقاتٌ بحثيّةٌ تخصّصيّةٌ أكاديميّة، وجماهيريّة طلابيّة، أو بين المراكز الفكريّة القائمة.
  2. مهرجاناتٌ خطابيّةٌ، ولقاءاتٌ دعويّةٌ عامّة.
  3. الاستفادة من المناسبات الدينيّة لعرض هذه المواضيع للجمهور.
  4. بحوث تأصيليّة في مواضيع هذه المضامين تُنشَرُ في مجلّة المجلس الإسلاميّ وفي المجلاّت العلميّة المحكّمة؛ يستفادُ منها في صناعة المادّة الإعلاميّة لهذه المضامين.
  5. تنظيم مؤتمرات بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات العلميّة الأخرى في موضوعات هذه المضامين.

والحمد لله ربّ العالمين