د. علي محمد حسن الأزهري – قسم العقيدة والفلسفة جامعة الأزهر
مقدمة:
إن قضية المهدي هي إحدى أكثر القضايا جدلية في العصر الحديث؛ ذلك أنه ترتب عليها عند بعض الناس تواكلٌ وتركٌ للسعي في شؤون الأمة في انتظار الإمام المهدي، وهذا ما حدا بعضَ الدعاة العقليين إلى إنكارها، وترتب عليها عند بعض طوائف الشيعة العمل على إشاعة الفوضى والظلم واستحلال الدماء تعجلًا لخروجه.
وقد اتفق السنة والشيعة على مجيء المهدي، وجاءت الروايات متعاضدة على ذلك، لكن هذا لا يعني الاتفاق فيما وراء ذلك؛ فبينما لم يكن المهدي عند السنة سوى رجلٍ صالح أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقدومه في آخر الزمان، يؤمن المسلمون بما صح من صفته وسيرته كأيٍّ من الأخبار النبوية الأخرى دون أثر لهذا الخبر في الحكم على الناس بالإيمان والكفر، أصبح عند الشيعة جزءًا من الإيمان والشريعة حتى طغى على أسس الدين الأخرى، وترتب على الإخبار به أشياء كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان مما لا يقبله عقل ولا يقره نقل، ووصل بهم الأمر إلى اصطناع الروايات واختلاق الأحاديث وكذبها على أئمة آل البيت الأطهار رضوان الله عليهم أجمعين؛ فَحَسْبُنا دراسة قضية المهدي وحدها عند الشيعة لنأخذ نموذجًا عن الضياع والشتات الذي عاشه الشيعة في التاريخ الغابر ويعيشونه يومنا الحاضر.
وجاء الحديث عن هذه المسألة في مبحثين:
المبحث الأول: المهدي في ضوء عقيدة الشيعة.
المبحث الثاني: المهدي في ضوء عقيدة أهل السنة.
وختمت ذلك بجدول للمقارنة ثم تعقيب بعنوان: أي المهديَّين أحقُّ أنْ يُتَّبَع؟
المبحث الأول: المهديُّ في ضوء عقيدة الشيعة
المطلب الأول: ولادة المهدي ونسبه
أولًا: مولده
تُعد عقيدة المهدي المنتظر من العقائد الأساسية عند الشيعة لا سيما أنهم قد توارثوها عبر الأجيال، وزادوا عليها مسألة الإمام الغائب، وقد اختلفوا في يوم مولده على خمسة أقوال: قيل إنه ولد سنة خمس وخمسين ومائتين في ليلة النصف من شعبان([1])، وقيل: إنه ولد سنة ست وخمسين ومائتين([2])، وقيل أيضا: إن المهدي وُلِدَ سنة أربع وخمسين ومائتين([3])، وفي قولٍ رابع أن المهدي وُلِدَ في ثالث وعشرين من رمضان سنة ثمان وخمسين ومائتين([4])، وفي خامسٍ أن المهدي وُلِدَ سنة سبع وخمسين ومائتين([5]).
ثانيًا: المهدي المنتظر عند الشيعة الإمامية من نسل الحسين رضي الله عنه
ورد في كتبهم أن رسول الله r ليلة وفاته أملى على عليٍّ وصيته، وقال: ((سيكون بعدي اثنا عشر إمامًا، ومن بعدهم اثنا عشر مهديًّا، فأنت يا علي أوَّل الاثني عشر إمامًا، وذكرهم حتى وصل إلى الحسن، وقال: إذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمّد المستحفظ من آل محمّد عليهم السلام، فذلك اثنا عشر إمامًا، ثمّ يكون من بعده اثنا عشر مهديًّا، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه أوَّل المقرَّبين، له ثلاثة أسامٍ: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث المهديّ، وهو أوَّل المؤمنين))([6]).
وقد جاءت نصوص أخرى عند الشيعة تبرهن على أن المهدي أو بعبارة أخرى الأئمة بعد الحسن رضي الله عنه من نسل الحسين رضي الله عنه([7]).
والحق أن هذه روايات غير صحيحة كما جزم بذلك علماء الشيعة أنفسهم؛ فقد جاءت رواياتٌ نسبَتْه إلى الحسين بأسانيد غير معلومة، فالرواية عن مجهول عن مجهول آخر ومجهول ثالث، بل هذه الرواية تناقض رواية أخرى أن الإمام زيد بن علي بن الحسين كان يعتبر نفسه إمامًا، وكان يقول: (لَيْسَ الْإِمَامُ مِنَّا مَنْ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ وَأَرْخَى سِتْرَهُ وَثَبَّطَ عَنِ الْجِهَادِ، ولَكِنَّ الْإِمَامَ مِنَّا مَنْ مَنَعَ حَوْزَتَهُ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَدَفَعَ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَذَبَّ عَنْ حَرِيمِهِ)([8]) فهذه الرواية تُثبت أن زيد بن علي بن الحسين لم يكن مقرًّا بإمامة أخيه الباقر، ويترتب على ذلك أنَّ كل من جاء من نسله فهو ليس بإمام، وعلى ذلك فلا إمامة للمهدي الْمُدَّعى بنص الحديث السابق.
ثالثًا: أم المهدي المنتظر:
اختلفوا أيضًا في اسم أمّه على عدة أقوال: منها نرجس وسوسن وصقيل إلى غير ذلك([9]).
والحق أن الروايات الواردة في اسم أم المهدي جاءت بدون سندٍ، بل جاءت رواية أخرى عن منجِّم يهوديّ بقُمٍّ، فهل يمكن أن يُستدلَّ على نسب إمام من الأئمة وعليه مدار آخر الزمان برواية اليهودي؟ بل من العجب أن الشيعة أنفسهم استدلوا بحديث نهى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تصديق العرافين والمنجمين، ففي الحديث عند المجلسي صاحب بحار الأنوار في باب مناهي النبيّ صلى الله عليه وسلم: أَنهُ نَهَى عَنْ إتْيَانِ العرَّافِ، وقَالَ: ((مَنْ أَتَاهُ فَصَدَّقَهُ فَقَدَ بَرِئَ ممَّا أُنْزِلَ عَلى مُحَمَّدٍ))([10]).
رابعًا: كيفية الولادة المعجزة للمهدي عند الشيعة:
جاء في روايات الشيعة ما يدل على أن حمل المهدي وولادته كانا في يوم واحد، بل لم يظهر على أمه أثر من حبل إلا وقت الفجر، ولم تشعر بألم، وأنه نطق وهو في بطن أمه، وولد ساجدًا على وجهه جاثيًا على ركبتيه رافعًا سبّابتيه نحو السّماء وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّ جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم تناوله طائرٌ وطار به في جوّ السّماء، وعند الأربعين من يوم مولده كان يمشي كطفل عنده سنتان)([11]).
والملاحظ أن ولادة المهدي المنتظر عند الشيعة جاءت معجزة لم تحدث لا لنبي مرسل ولا لعبد ولي -وكان سيد الخلق رسولنا صلى الله عليه وسلم أولى بذلك- إذ كان الحمل والوضع في ليلة واحدة إضافة إلى نطقه في المهد وهو صغير، فكل الروايات التي وردت في شأن ولادة المهدي([12]) غير صحيحة بل يناقض بعضها بعضًا، وأيضًا تزامن مع نزوله أنه نطق بالشهادتين، وأنه رفع سبابته إلى السماء، وأنه عرفهم نفسَهُ بأنه خاتم الأئمة.
المطلب الثاني: أسماء المهدي وذكره في القرآن والسنة بزعم الشيعة وقضية الغيبة
أولًا: أسماء المهدي المنتظر عند الشيعة:
ذكروا للمهدي ما يزيد عن مائة وستة وثمانين اسمًا ولقبًا، من أبرزها: (أبو القاسم وأبو عبدالله وأبو جعفر وأبو تارب والأصل وأمیر الأُمراء…)([13]) وهذه الأسماء كلها لم يرد عليها دليل صحيح؛ فالحديث الذي جمع هذه الأسماء مروي عن راوٍ كذاب يُسمى “محمد بن جُمهور العميِّ”([14]).
ثانيًا: المهدي في القرآن عند الشيعة:
استدل الشيعة الإماميّة بكثير من الآيات التي يؤكدون من خلالها أنها نزلت في الإمام المهدي وأصحابه، ومن جملة هذه الآيات على سبيل المثال ما يلي:
ومن المعلوم أن سورة القصص مكية، نزلت بتمامها قبل خلافة الشيخين وقبل الهجرة، فمن أين جزمتم بأنها تختص بالمهدي ولم يكن الإمام الأول قد نُصِّبَ بعد أو بُويع؟([16]).
والحق أن المجلسي أفرد بابًا بعنوان (إنهم عليهم السلام لا يعلمون الغيب ومعناه) الآيات: آل عمران {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} [آل عمران: آية 179]([20])، والسؤال لماذا دوَّن المجلسي هذا الباب في كتابه بحار الأنور ولم يعقب بعده بشيء؟ فانتفى أن المراد هو المهدي كما زعمت الشيعة.
وذكروا أكثر من مائة دليل من القرآن يصرفون مراد الله تعالى إلى معتقدهم، وما تفسيراتهم إلا من بدع وغرائب التفسير وشواذه.
ثالثًا: المهدي في السنة عند الشيعة:
ذكر علماء الشيعة الإمامية أكثر من ثلاثة آلاف حديث كلها تُدلل على وجود المهدي المنتظر، وإليك أيها القارئ بعضًا من هذه الأحاديث:
ولم يذكر القندوزي أي سند سوى قوله قال ابن عباس، فهل عاصر ابن عباس حتى يسمع منه؟! ناهيك عن هذه المغالاة التي لا يقرها صريح نقل، ولا يقبلها صحيح عقل.
ويمكن الرد على الحديثين السابقين بهذا النص مات الحسن العسكري ولم يكن له ولد كما جاءت الرواية (تُوفِّي ولم يُر له أثر، ولم يُعرف له ولد ظاهر، فاقتسم ميراثه أخوه جعفر وأمه)([25]) فلا وجود له ولا غيبة.
إن الروايات الشيعية حول المهدي المنتظر لم تتوقف عند ذكره ووصفه بل انتقلت لتتحدث عن وقت ظهوره، وكما تضاربت رواياتهم في مجمل صفات المهدي فقد تباينت أيضا في وقت ظهوره، ومن العجب أن هذه الأقوال كلها ساقها المجلسي في كتابه بحار الأنوار، ويمكن بيان دلالة ذلك من خلال ما يلي:
القول الأول: ظهوره يوم النيروز، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يوم النيروز هو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا -أهلَ البيت وولاةَ الأمر- ويظفره الله تعالى([26])، والنيروز عيد الفرس ومن عاش معهم، يحتفلون فيه بقدوم الربيع.
القول الثاني والثالث: ظهوره يوم عاشوراء يوم السبت، قال أبو جعفر عليه السلام: كأني بالقائم يوم عاشوراء يوم السبت قائمًا بين الركن والمقام بين يديه جبرائيل عليه السلام ينادي: البيعة لله، فيملأ الله به الأرض عدلا كما ملئت جورًا وظلمًا([27])، ولماذا يوم السبت؟ لأن اليهود تعظم هذا اليوم كما هو معلوم.
القول الرابع: ظهوره يوم الجمعة أفضل الأعياد، وهو الثامن عشر من ذي الحجة، وكان يوم الجمعة، ويخرج قائمنا -أهلَ البيت- يوم الجمعة، وتقوم القيامة يوم الجمعة، وما من عمل أفضل يوم الجمعة من الصلاة على محمد وآله…([28]).
القول الخامس: عدم تحديد ظهوره بيوم، يقول المجلسي: عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: يقوم القائم عليه السلام في وتر من السنين: تسع، واحدة، ثلاث، خمس…([29]).
ثم تضاربت أقوال الشيعة الإمامية، فأعلن الفريق الثاني رفضهم لتحديد ظهور المهدي، واستدلوا بجملة من الأحاديث أسوق بعضها:
وفي اختلافهم رد عليهم حيث لم يتفقوا على توقيت ظهور المهدي أو عدم توقيته من خلال روايات يكذب بعضها بعضًا.
رابعًا: غيبة المهدي المنتظر عند الشيعة:
والغيبة عندهم تعني اختفاء المهدي المنتظر فترة من الزمن، ولقد قسموا الغيبة قسمين:
القسم الأول الغيبة الصغرى:
وكان سببها خوف المهدي المنتظر من القتل حيث نسب الشيعة للخلفاء العباسيين ملاحقة المهدي لقتله، وقد بدأت فترة الغيبة الصغرى -بحسب رواية الشيعة- بوفاة الإمام الحسن العسكريِّ -عليه السلام- عام 260هـ حيث كان عمر الإمام المهديِّ خمس سنين تقريبًا، واستمرَّت قرابة 70 سنة حتى عام 329 هـ حيث انتهت بوفاة السفير الرابع وبداية الغيبة الكبرى.
ودليل الشيعة على الغيبة المزعومة ما رُوي عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كان أبو جعفر يقول: (لِقائم آل محمَّد غيبتان: واحدة طويلة والأخرى قصيرة، قال فقال لي: نعم يا أبا بصير، أحدهما أطول من الأخرى)([31]).
أسباب الغيبة الصغرى:
ذكر الشيعة عدة دواعٍ للغيبة الصغرى تدور حول سببين رئيسين: الأول منهما الخوف على المهدي المنتظر من قتل العباسيين له، واستدلوا بحديث نسبوه لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا بدَّ للغلام من غيبة، فقيل له: وَلِمَ يا رسول الله؟ قال: يخاف القتل)) ([32]) والثاني: تهيئة الأمة بأكملها للغيبة الكبرى، التي بدأت من عام 329 ه بموت السفير الرابع للمهدي المنتظر.
سفراء المهدي في الغيبة الصغرى:
ادعى الشيعة أن لمهديهم الغائب أربعة سفراء: السفير الأول: أبو عمر عثمان بن سعيد العمري، وقد كان نائبًا أيضًا لوالده الإمام العسكري([33])، وظل سفيرًا أو نائبًا للمهدي مدة خمس سنوات.
السفير الثاني: أبو جعفر محمَّد بن عثمان بن سعيد العمريّ، وقد ذكره الإمام العسكريّ والد المهدي وزكاه وأشهد الناس أنه وكيله، وولده أيضًا وكيل للإمام المهدي([34])، وظل أيضًا نائبًا للمهدي مدة أربعين سنة.
السفير الثالث: أبو القاسم حسين بن روح النوبختي؛ ذكره وأثنى عليه محمَّد بن عثمان العمريّ قبل وفاته بفترة([35])، وظل نائبًا للمهدي مدة إحدى وعشرين سنة.
السفير الرابع: أبو الحسن عليّ بن محمَّد السمريّ؛ وفي نهاية سفارته خرج التوقيع من الإمام المهديِّ يخبر الناس بانتهاء الغيبة الصغرى وبدء الغيبة الكبرى، فكتب المهدي بزعمهم: ((بسم الله الرحمن الرحيم، يا عليّ بن محمَّد السمريّ! أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنَّك ميِّت ما بينك وبين ستة أيّام، فاجمع أمرك ولا توصِ إلى أحدٍ فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامَّة، فلا ظهور إلا بإذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورًا، وسيأتي لشيعتي من يدَّعِي المشاهدة، ألا فمن ادَّعى المشاهدة قبل خروج السفيانيّ والصيحة فهو كذَّاب مفترٍ، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله العليّ العظيم))([36])، وظلت فترة نيابته عن المهدي مدة ثلاث سنوات كما يذكر الشيعة.
والسؤال المنطقيُّ هنا: ما الدليل على كون هؤلاء سفراء عن المهدي؟ ألم يظهر خَلقُ كثيرون يدعون أنهم نواب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا كلهم مِمَّن ادعى النبوة زورًا وبهتانًا؟ فليس هناك من دليل صحيح على صحة سفارة هؤلاء عن المهدي عند الشيعة على فرض القول بأنه قد ولد شخص اسمه المهدي في ذلك الزمن؟
القسم الثاني: الغيبة الكبرى
بدأت من عام 329 ه بموت السفير الرابع للمهدي المنتظر.
لماذا الغيبة الكبرى؟
ذكر علماء الشيعة عدة أسباب، منها على سبيل المثال:
وهذا الاعتزال هو اختیار الله للمهدي ولیس اختیار المهدي لنفسه؛ غضبًا منه سبحانه وتعالى على أعدائه الظالمين، قال أبو عبد الله الإمام الصادق: ((إن أشدَّ ما يكون الله غضبًا على أعدائه إذا أفقدهم حجته فلم يظهر لهم))([39]) .
والحق أن ما ذكره علماء الشيعة من التبرير لغيبة المهدي المنتظر ما هو إلا محض هروب من الضياع الذي يشعرون به إزاء هذه القضية الغريبة.
كانت هذه النصوص تُصادمُ قول النبوختي[41] صاحب فرق الشيعة الذي جزم بقوله: (إن الحسن العسكري قد تُوفي وليس له عقب أي وريث ولا ولد)([42])، وما على المسلم ليعرف بطلان ما يدعيه الشيعة من الغيبة المبنية على دعوى وجود ولد للإمام الحسن العسكري إلا أن يعود إلى النبوختي الشيعي في كتابه فرق الشيعة؛ ليطلع على الضياع الذي عاشته الشيعة بعد موت أبي الحسن العسكري دون ولد، وكيف سوَّغوا ذلك بأنه بعد موته عاد إلى الحياة لكونه المهدي، بينما ادعى آخرون ولادة طفل له بعد موته بثمانية شهور لكنهم اصطدموا بما روي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: (لَا يَمُوتُ الْإِمَامُ حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ فَيُوصِيَ إِلَيْهِ) ([43])؛ فأنكرت فرق منهم ذلك وسلكوا سبلًا أخرى.
المطلب الثالث: رؤية المهدي المنتظر في الغيبة وعلامات ظهوره
أولًا: من رأى المهدي المنتظر في الغيبة الكبرى؟
بعد اختلاف الشيعة إثر موت الإمام الحسن العسكري بلا ولد غلبت الفرقة التي تدعي وجود طفل غائب له، ثم قاموا بإشاعة روايات مختلفة للتغطية على السقوط الفاضح للعقيدة الباطلة التي نسبوها إلى أئمة أهل البيت رضوان الله عليهم زورا وبهتانا، فرووا عن بعضهم أنهم كانوا يلتقون بالمهدي الغائب.
ذكر علماء الشيعة الإمامية جملة من الأدلة تؤكد على أن قلة قليلة شرفوا برؤية المهدي المنتظر وقت غيبته، وكان منهم (امرأة يقال لها فاطمة، زوجة رجل يدعى النجم ويلقب بالأسود، فقد أصاب الرجل وزوجته العمى وبَقِيا على حالة ضعيفة، وكان ذلك في سنة اثنتي عشرة وسبع مائة، وبقيا على ذلك مدة مديدة، فلما كان في بعض الليل أحسَّت المرأة بيدٍ تمُرّ على وجهها، وقائل يقول: قد أذهب الله عنكِ العمى فقومي إلى زوجك أبي عليّ، فلا تقصري في خدمته، ففتحت عينيها فإذا الدار قد امتلأت نُورًا، وعلمت أنه القائم)([44]).
وأثبتوا في مؤلفاتهم أن مِمَّن رآه أيضًا أحد علماء الشيعة الزيدية، وهو المسمى بعطوة العلوي الحسيني، وكان منكرًا لوجود المهدي، وكان هذا الرجل به مرض، فلما رأى المهدي شُفي من مرضه([45]).
ثانيًا: مكان غيبة المهدي المنتظر عند الشيعة الإمامية:
ذهب فريق منهم إلى أنه لا يُعلمُ له مكان، وذهب فريق آخر إلى أن المهدي مقيم في المدينة المنورة؛ وقال جماعة: إن المهدي يقيم في واد من وديان مكة، وقال جماعة أيضًا: إنه يقيم بسرداب في سامراء، والعجيب أنه ربما في كتاب واحد لواحد من أبرز علماء الشيعة وهو الكليني صاحب الكافي يقع الاختلاف في تحديد مكان غيبة المهدي المنتظر، ويمكن ذكر أقوالهم مدعمة بأدلتهم على النحو التالي:
ثالثا: وقت خروج مهدي الشيعة من غيبته الكبرى:
يظهر المهدي المنتظر حسب قول الشيعة عند اكتمال أصحابه ثلاث مائة وبضعة عشر رجلًا، والمعلوم أن الظهور ضد الخفاء، أي سيظهر عِيانًا بَيانًا للناس، وعندما يكتمل أصحابه سيبدو للخلق أجمعين، وسيظهر بمكة([50])، ثم إذا ظهر لهم المهدي المنتظر وجب على جميع الناس أن يبادروا له بالسلام والتحية([51]).
وفور ظهوره في مكة يقف خطيبًا في الناس قائلًا: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا نَسْتَنْصِرُ اللهَ، فَمَنْ أَجَابَنَا مِنَ النَّاسِ فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ مُحَمَّد، وَنَحْنُ أَوْلَى النَّاسِ بِاللهِ وبِمُحَمَّد صلى الله عليه وآله…)([52]).
ثم خلع الشيعة جملة من الأوصاف تكون شهادة على صدق المهدي، منها أن يكون حاملًا لراية رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاتم سليمان عليه السلام وحجر موسى عليه السلام وعصاه، ويأمر الناس ألّا يأكلوا ويشربوا، ثم يفجر لهم الأكل والشرب بعصا موسى عليه السلام وحجره([53]).
ويظهر المهدي المنتظر وهو يرتدي قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص الذي كان يرتديه يوم أحد يوم أن كُسرت رَباعيته صلى الله عليه وسلم([54]).
رابعا: علامات المهدي المنتظر عند الشيعة:
ذكر الشيعة كثيرًا من العلامات التي تدل على المهدي قبل ظهوره وفي حال وجوده، روى المجلسي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال: (إن قدّام القائم عليه السلام علامات بلوى من الله للمؤمنين، قلت: وما هي؟ قال: ذلك قول الله عز وجل: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [سورة البقرة: آية 15]([55]) ومن هذه العلامات التي ذكرها الشيعة:
خامسًا: شرائع وأحكام المهدي المنتظر:
ومن جملة الشرائع أو الأحكام التي يُقرها المهدي المنتظر عند الشيعة استحلال الدماء، عن ابن تغلب قال: (قال لي أبو عبد اللّه: دمان في الإسلام حلالٌ من اللّه لا يقضي فيهما أحدٌ حتى يبعث اللّه قائمنا أهل البيت، فإذا بعث اللّه عزّ وجلّ قائمنا -أهل البيت- حكم فيهما بحكم اللّه لا يريد عليهما بينةٌ: الزّاني المحصن يرجمه، ومانع الزكاة يضرب عنقَه)([65]) ومن شرائعه أيضا حجب الأخ الشقيق من الإرث، وإعطاء الإرث لغير الشقيق([66]).
ومن جملة شرائع المهدي المنتظر فور خروجه من الغيبة الكبرى وظهوره للناس وفق كتب الشيعة أنه سيهدم المساجد([67])، وينسخ الشرع([68])، ويهين أمهات المؤمنين([69])، ويمتهن حرمة الأموات([70])، ويحكم بحكم آل داود([71])، ويتكلم بالعبرانية([72])، وقد بُعثَ نقمةً ولم يُبعثْ نعمة([73]).
بعد أن طوفنا حول عقيدة المهدي المنتظر عند الشيعة يتضح لنا بجلاء أن هذه العقيدة مليئةٌ بالتناقضات، بالإضافة إلى ما تضمنته من معارضة الشرع والعقل والواقع الذي نقله المؤرخون.
ولعلنا نستطيع أن نلخص ما سبق في عدة نقاط:
الأولى: المهدي شخص مجهول مختلَف فيه وُلِد أم لا، وعلى فرض ولادته فلا يعلم ذلك على وجه التحديد، وهل كان في حياة والده أم بعده، وعلى فرض ولادة هذا الشخص ذهب قسم من الشيعة إلى أن عمه جعفر هو الإمام بعد الحسن العسكري؛ واختلفوا في اسم أمه، وبلغ الغلو ببعضهم أن يدعي أنها حفيدة قيصر ملك الروم ليضفي هالةً على هذه الشخصية المجهولة.
الثانية: لقد حاول الشيعة إضفاء هالة من التقديس على هذه الشخصية الوهمية، فنسبوا لها ما لم يكن لنبي ولا رسول، فادعى بعضهم أن أمه حملت به وولدته في ليلة، ولم يكتفوا بذلك حتى ادعوا أنه خر ساجدًا يوم ولادته، رافعًا سبابته للسماء قائلًا: أنا المهدي أنا الحجة…، ثم زعموا أنه مشى في اليوم الأربعين من عمره، وغير ذلك من خوارق لم تكن لنبي ولا رسول.
الثالثة: إن التاريخ يؤيد عدم وجود ولد للإمام الحادي عشر الحسن العسكري، وهذا ما اضطر علماء الشيعة إلى اختراع مسألة قيامة الحسن العسكري بعد الموت، ثم مسألة الغيبة الصغرى والكبرى ووجود النواب لابنه المهدي المزعوم، واخترعوا لذلك الأقاويل والروايات وكذَبوها على أئمة أهل البيت رضي الله عنهم أجمعين.
الرابعة: تصور كتب الشيعة الإمام المهديَّ شخصًا دمويًّا يخرب البلاد ويشرد العباد، ويعمل السيف في العرب وقريش خاصة، ويهدم المساجد ويمتهن أم المؤمنين عائشة وأباها الصِديقَ وخليفتَه عمر رضي الله عنهم من خلال نبش قبورهم وإخراج أجسادهم للانتقام منهم.
الخامسة: يأتي المهدي بشرع جديد يخالف ما كان معروفًا قبله، ويأتي بعلامات موسى عليه السلام، ويحكم بشريعة داود، ويتكلم العبرانية، وهذا يوضح أثر العقيدة اليهودية على الروافض منذ أمدٍ بعيدٍ.
كل ما سبق يدعو عقلاء الشيعة لإعادة النظر فيما امتلأت به كتبهم من الأكاذيب والدعاوى الباطلة التي بنوا عليها دينهم ومنهج حياتهم.
المبحث الثاني: المهدي في ضوء عقيدة أهل السنة
إن المهدي عند أهل السنة يختلف عن معتقد الشيعة فيه؛ فأهل السنة يصدقون خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وأنه من آل بيته، ويؤمنون بما صح من صفاته عن نبيهم صلى الله عليه وسلم ولا يزيدون على ذلك، فلا أثر لهذا الأمر على العقيدة أو العمل أو الإيمان وعدمه كما هو الحال عند الشيعة الذين غالوا في الأمر حتى أصبح من أصول الإيمان عندهم.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلًا مني أو من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي))([74]).
المطلب الأول: اسمه ونسبه وصفته وحِليته
أولًا اسمه:
اسمه كاسم رسول الله، واسم أبيه كاسم أبي النبي، فهو على ذلك: محمد أو أحمد بن عبد الله، وهو من ذرية فاطمة بنت رسول الله ثم من ولد الحسن بن علي رضي الله عنهما([75]).
ثانيًا نسبه:
المهدي من ولد فاطمة البتول ابنةِ النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها وعن أولادها الطاهرين، وكل الأخبار الواردة في شأن نسب المهدي لا تُنافي أن المهدي من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولد فاطمة الزهراء؛ قال بعض حفاظ الأمة وأعيان الأئمة: (إن كون المهدي من ذريته صلى الله عليه وسلم مما تواتر عنه، فلا يسوغ العدول ولا الالتفات إلى غيره)، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((المهدي من عترتي -أي من نسلي- من ولد فاطمة))([76]).
وهو من ولد الحسن بن علي رضي الله عنهما، عن عليٍّ رضي الله عنه -ونظر إلى ابنه الحسنِ- قال: ((إنّ ابنى هذا سيّدٌ كما سمّاه النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وسيخرج من صلبه رجلٌ يسمَّى باسم نبيّكم، يشبهه في الخُلُق ولا يشبهه في الخَلْق -ثمّ ذكر قصّة- يملأ الأرضَ عدلًا))([77]).
ثالثًا مولده:
روي أن المهديَّ رضي الله عنه يُولد بالمدينة المنورة، عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من أهل المدينة هاربًا إلى مكة))([78])، وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ((المهدي مولده بالمدينة، من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، واسمه اسم النبي صلى الله عليه وسلم، ومهاجره بيت المقدس))([79]).
رابعًا: صفة المهدي وحليته:
وصف النبي صلى الله عليه وسلم المهديَّ وصفًا دقيقًا تضمن ملامح وجهه رضي الله عنه، فهو قليل الشعر كما ذكر ابن الأثير (وفي صفة المهديّ «أنّه أجلى الجبهة» الأجلَى: الخفيف شعر ما بين النَّزعتين من الصِّدغين، والذي انحسر الشّعر عن جبهته، «أقنى الأنف» القنا في الأنف: طولُه ورقّة أرنبتِه مع حدَبٍ في وسطه…)([80]) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المهديّ منّي، أجلى الجبهة أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا، كما ملئت جورًا وظلمًا، يملك سبع سنين))([81]).
المطلب الثاني: مدةُ حُكم المهدي وعلامات ظهوره:
أولًا مدة حكمه:
قيل: مدة حكمه سبع سنين، يدلُّ على هذا ما رواه أبو داود في سننه عن أبي سعيدٍ الخدريِّ قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((المهديُّ منِّي، أجلى الجَبهةِ أَقنى الأنْف، يملأُ الأرضَ قسطًا وعدلًا كما مُلئَت جورًا وظلمًا، يملكُ سبعَ سنينَ))([82]).
ثانيًا: علامات تؤيد ظهور المهدي:
جاء في السنة جملة من العلامات التي تدل على ظهور المهديّ، منها:
خاتمة:
إن ما ورد في كتب السنة عن المهدي يمكن تلخيصه في عدة نقاط:
الأولى: هو رجل من آل النبي صلى الله عليه وسلم، ومن نسل الحسن على الأرجح، يولد في المدينة، ويبايع في مكة، ويهاجر إلى الشام.
الثانية: هو إمامُ عدلٍ يأتي بالرحمة للناس جميعا، ويحكم بسنة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، يملك في هذه الأمة بضع سنين، يجمع الله به كلمة المسلمين وينصرهم على أعدائهم، حتى يأتي الدجال فيضيق الأمر عليه وعلى من معه، فيؤيدهم الله بعيسى بن مريم، فيقتلون الدجال.
الثالثة: كل ما صح عن المهدي نؤمن به، ولا أثر لذلك في العقيدة أو الأحكام كما هو الحال عند الشيعة.
ولعله من المناسب في ختام هذا البحث المتواضع المقارنة بين ما ورد عن المهدي رضي الله عنه في كتب السنة وما ورد في كتب الشيعة:
صفات المهدي وعلاماته عند الشيعة | صفات المهدي وعلاماته عند أهل السنة |
اسمه محمد بن الحسن العسكري | اسمه محمد أو أحمد بن عبد الله |
وُلد في عام 255 هـ أو بعده بسنوات | لم يُولد بعد ولم نره |
اختلفوا في اسم أمه على ثمانية أقوال | لم يُحدد اسم أمه |
له غيبة صغرى وكبرى | ليس له غيبة |
يحكم بشريعة آل داود | يحكم بشريعة الإسلام |
يكون نقمة وعذابا على العباد | يكون نعمة ورحمة للعباد |
يهدم المساجد ويقتل الناس | يَعمرُ الأرض والمساجد ويصلي بالناس |
يقتلُ أعداء الشيعة ويُشردُ بهم | يجمعُ صفوف أهل الإسلام |
يخرج بإرادته ومشيئته | يخرج بأمر من الله بعد أن يهيئه للخلافة |
ليس له مدة محددة لحكمه بل يحكم كيفما شاء | يحكم سبع سنين غالبا |
قانونه السيف والانتقام وسفك الدماء | ينشر القسط والعدل بين الناس |
أي المهدِيَّـيْـنِ أحقُّ أنْ يُتَّبَع؟
يلاحظ اتفاق الشيعة والسنة على قضية المهدي عليه السلام وأنه إنسان صالح، ولكنهم يختلفون في تفسير الصلاح كل بحسب تصوره عن الدين الناتج عن الفرق بين نصوص صادرة عن الوحي ونصوص صادرة عن مرضى نفسيين اندسوا بين المسلمين ونفثوا سمومهم وأحقادهم في عقول الروافض وقلوبهم، فقد التزم أهل السنة بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك من كونه إمامَ عدلٍ يجمع الله به الأمة، ويحكم بينهم بشريعة الإسلام الصافية.
أما الشيعة فقد أصبغوا على شخصية المهدي مجموعة من الصفات المكذوبة التي تفضح الأسس الخطيرة التي تقوم عليها العقيدة الشيعية، ومن أهم هذه الأسس: الخرافة والدموية وحب الانتقام من الآخر بالإضافة إلى الأثر اليهودي في عقيدتهم.
نرى الخرافة واضحة في الروايات التي تتحدث عن ولادته المعجزة وطفولته الخارقة ثم غيبته، كما نلاحظ الأماني الشيعية في قتل الآخر والقضاء عليه وخاصة العربيَّ، وهذا واضح في حديثهم عن هدمه الحرمين ونبش قبور أبي بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم وإعماله السيف في العرب وخصوصا منهم قريش قوم النبي صلى الله عليه وسلم، وأما الأثر اليهودي في ديانتهم فنراه من خلال إقرارهم بأنه يغير شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليحكم بشريعة داود عليه السلام، لا يسأل عن بينة، ويلبس خاتم سليمان ويحمل عصا موسى وحجره ليُطعم ويسقي من اتَّبعه ويقضي على من خالفه، وهذا المذكور في كتبهم أقرب إلى صفة الدجال مخلص اليهود وملكهم منه إلى مهدي الإسلام.
إن ما سبق يدل على أن مهدي الشيعة هو الدجال؛ لا الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم، والشيعة في ذلك سيتيهون ويترددون بين الحق والباطل حتى يهدي الله من فيه الخير منهم، ويطمس على قلوب عتاتهم بما امتلأت من كره للإسلام وأهله.
وقد كان من أثر هذه العقيدة الباطلة على أعمالهم الشيء الكثير من قتلهم للمخالف وتكفيره واستحلال دمه، وبلغ الأمر بهم أن انتشرت في بعض تياراتهم الدعوة إلى الظلم وسفك الدماء لملء الأرض ظلمًا وجورًا تعجيلًا في خروج المهدي من سردابه المزعوم في سامراء، حتى جمعوا أطفال السنة وأحرقوهم أحياء وطبخوا لحوم بعضهم، ومثلوا في رجالهم ونسائهم، بل واستحلوا دماء الشيعة العرب الذين لا يقبلون بهذا الفساد الذي تنشره السلطة الإيرانية الحاكمة فيما استطاعت من بلاد المسلمين، نسأل الله اللطف بعباده والهداية والتوفيق لكل من في قلبه ذرة من خير أو إيمان، والحمد لله رب العالمين.
([1]) المجلسي: بحار الأنوار (13/2).
([6]) مختصر بصائر الدرجات (صـ 43 ـ 44).
([7]) الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد (صـ ٣).
([8]) الكافي للكليني، كِتَابُ الْحُجَّةِ، بَابُ مَا يُفْصَلُ بِهِ بَيْنَ دَعْوَى الْمُحِقِّ وَ الْمُبْطِلِ فِي أَمْرِ الْإِمَامَةِ (جـ 1 – صـ 375) حديث رقم (16).
([9]) الإمام المهدي من المهد إلى الظهور (صـ 118).
([10]) بحار الأنوار (جـ 73 ـ صـ 330).
([11]) بحار الأنوار (جـ 13 ـ صـ13 – 14) حديث رقم (14).
([12]) بحار الأنوار (جـ 51 ـ ص 364) حديث رقم (51).
([13]) إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب (جـ 1 صـ 481 _ 482).
([14]) رجال ابن داود (صـ 271).
(([15] ينابيع المودة (جـ 3 ـ صـ 248).
([16]) الأمثل في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل (جـ 12 ـ صـ 161).
([17]) ينابيع المودة (جـ 3 ـ صـ 216).
([18]) المهدي عجل الله فرجه في القرآن والسنة (صـ 23 ـ 25).
([19]) ينابيع المودة للقندوزي (صـ 508).
([20]) بحار الأنوار (جـ 26 ـ صـ 98).
([21]) ينابيع المودة (جـ 3 ـ صـ 267 و 268).
([22]) بحار الأنوار (جـ 51 ـ صـ 82).
(([23] وسائل الشيعة للحـر العاملي (جـ 16 ـ صـ 246).
([24]) بحار الأنوار (جـ 51 ـ صـ 15).
([26]) بحار الأنوار (جـ 52 ـ صـ 276).
([27]) بحار الأنوار (جـ 52 ـ صـ 290).
([28]) بحار الأنوار (جـ 56 – صـ 27).
(4) بحار الأنوار (جـ 52 – صـ 235).
([31]) بحار الأنوار (جـ 51 – صـ 365).
([32]) علل الشرائع (جـ 1 – صـ 243).
([33]) يراجع: بحار الأنوار (جـ 51 ـ صـ 344).
([34]) ينظر: بحار الأنوار (جـ 51 ـ صـ 346).
([35]) يراجع: بحار الأنوار (جـ 51 ـ صـ 346).
([36]) بحار الأنوار (جـ 51 ـ صـ 361).
([37]) الكافي (جـ 1 ـ صـ 338 ).
([38]) الغيبة للطوسي (صـ 165 ـ 166).
([39]) بحار الأنوار (جـ 52 ـ صـ 95)، والإمام المنتظر من ولادته إلى دولته (صـ 134 و 139) بتصرف .
([40]) بحار الأنوار (جـ 52 – صـ 91)، علل الشرائع (جـ 1 – صـ 211 و 212).
([41]) أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي، متكلم وفيلسوف من أعلام الإمامية في القرنين الثالث والرابع الهجريين، صاحب كتاب الآراء والديانات وكتاب فرق الشيعة وغيرها من المصنفات.
([43]) الكافي بَابُ أَنَّ الْإِمَامَةَ عَهْدٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَعْهُودٌ مِنْ وَاحِدٍ إِلَى وَاحِدٍ ( عليهم السلام ) حديث رقم ( 5 ) (جـ 1 – صـ 277 ).
([44]) إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب للحرائري (جـ 2 ـ صـ 11).
([45]) كشف الغمة في معرفة الأئمة (جـ 2 – صـ 300 و 301).
([46]) الكافي (جـ 1 ـ صـ 337 و 338).
([47]) الكافي (جـ 1 – صـ 340).
([48]) تفسیر العیاشي، تحقیق/ السید محمود الكتابي وأولاده، المكتبة العلمیة (جـ 2 – صـ 56).
([49]) بحار الأنوار (جـ 51 – صـ 24).
([51]) بحار الأنوار (جـ 51 – صـ 36).
([53]) بحار الأنوار (جـ 52 ـ صـ 351).
([54]) بحار الأنوار (جـ 52 ـ صـ 250).
([55]) بحار الأنوار (جـ ٥٢ ـ صـ ٢٠٣ و ٢٠٢)، وإعلام الورى بأعلام الهدى (صـ ٤٤١).
([56]) إعلام الورى بأعلام الهدى (صـ 443 و 444)، والإرشاد في معرفة حجج الله على العباد (جـ ٢- صـ 374).
([57]) إعلام الورى بأعلام الهدى ـ (صـ ٤٤6، 447).
([58]) بحار الأنوار (جـ 52 ـ صـ 193).
([59]) كشف الغمة (جـ 3 ـ صـ 256).
([60]) كشف الغمة في معرفة الأئمة، (جـ ٣ – صـ ٢٥٥)، وإعلام الورى بأعلام الهدى (صـ ٤٤1 و442).
([61]) بحار الأنوار (جـ 52 – صـ 205).
([62]) بحار الأنوار (جـ 52 – صـ 335) وإعلام الورى بأعلام الهدى (صـ 445).
([63]) الإرشاد للمفيد (ص411) والغيبة للطوسي (ص282).
([64]) الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، (جـ ٢ – صـ 384)، وبحار الأنوار (جـ 51 – صـ 30).
([65]) الكافي (جـ 2 – صـ 503).
([66]) بحار الأنوار (جـ 6 – صـ 249).
([67]) بحار الأنوار (جـ 52 – صـ 339).
([68]) الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، (جـ ٢ – صـ 384).
([69]) علل الشرائع (جـ 2 – صـ 580).
([70]) بحار الأنوار (جـ 53 – صـ 12).
([71]) الكافي (جـ 1- صـ 397 و 398).
([73]) الكافي (جـ 8 – صـ 233).
([74]) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب المهدي، حديث رقم (4282).
([75]) د/ علي محمد الصلابي: الدولة الفاطمية، دار الناشر الدولي، ط1، (ص50).
([76]) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب المهدي، حديث رقم (4284).
([77]) رواه أبو داود في سننه، في كتاب المهدي، رقم (4290).
([78]) جزء من حديث أخرجه أبو داود في سننه، كتاب المهدي، رقم (4286)، وأحمد في مسنده، رقم (26689).
([79]) نعيم بن حماد: كتاب الفتن، (جـ1- صـ 366)، رقم (1073).
([80]) النهاية في غريب الحديث والأثر (جـ 1 – صـ290).
([81]) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب المهدي، رقم (4285).
([82]) أخرجه أبو دواد في سننه، ينظر شرح عون المعبود كتاب المهدي (جـ 11 – صـ 252)، رقم (4277).
([83]) أخرجه أحمد في مسنده، (ج2- ص74) رقم (645) وابن ماجة في سننه في كتاب الفتن، باب خروج المهدي (ج5 – ص213) رقم (4085).
([84]) جزء من حديث أخرجه أبو داود في سننه، كتاب المهدي، رقم (4286)، وأحمد في المسند، ح رقم (26689).
([85]) أخرجه البخاري في صحيحه ـ كِتَابُ أَحَادِيثِ الأَنْبِيَاءِ ـ بَابُ نُزُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ، رقم (3449)؛ وأخرجه مُسلمٌ في صحيحه، كِتَابُ الْإِيمَانَ، بَابُ نُزُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ حَاكِمًا بِشَرِيعَةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رقم (155).
([86]) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب المهدي، رقم (4285).
([87]) أخرجه ابن ماجة في سننه، كتاب أبواب الفتن، باب خروج المهدي، رقم (4084) والحاكم في المستدرك، كتاب الفتن والملاحم، باب “وأما حديث عمران بن حصين”، رقم (8432) فعلَّق عليه الذهبي بقوله: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
([88]) النهاية في الفتن والملاحم لابن كثير (جـ1- صـ 49) باختصار.
([89]) أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب الفتن والملاحم، باب “أما حديث أبي عوانة”، رقم (8586)، وعلق عليه الذهبي بقوله: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
([90]) جزء من حديث أخرجه أبو داود في سننه، كتاب المهدي، رقم (4286)، وأحمد في مسنده، رقم (26689).