أ. د. حسن الخطاف – أستاذ العقيدة بجامعة آرتقلو ماردين
مدخَل: الصِّلة بين الأدب وتحرير الشعوب
هذا العنوان “أيَّام تركستان والرَّاية الحمراء: نارٌ لم تخمد” استوحيته من رواية الأديب الدكتور نجيب الكيلاني([1]) -رحمه الله- الْمُسمَّاة “ليالي تركستان”، وعندنا أن الرَّاية الحمراء الصينية رمز لدماء الأبرياء، خاصّةً المسلمين الذين سالت دماؤهم على أيدي الصينيين بدافع العقيدة الماركسية اللينينية التي تحتلُّ تركستان اليوم.
أحداث الرواية حول الصراع بين الشعب التركستاني المسلم والصين الشيوعية الحمراء بين 1930-1950م، قرأتُ رواية “ليالي تركستان” منذ أكثر من ثلاثين سنة وأنا طالب في المرحلة الثانوية، وكم كنت مستغربًا من وحشية الذئاب التي استطاع الدكتور الكيلاني -بما حباه الله من قلمٍ مُعبِّر- الكشف عن أنيابها الآثمة وهي تنهش في جسد الضحية البريئة التي جلُّ مطالبها العيشُ بأمنٍ وأمان! وقد زال الاستغراب كُلُّه بعد أنْ رأينا قِطعان الوحوش التي فتكتْ بشعبنا السوري أمام بصر العالم وسمعه، ويمثِّلُها نظام بشار وطائفته وأنصاره، ومن ورائه العقيدة الصَّفوية الإيرانية واللينينية الروسية المدعومة صينيا.
روايةٌ أدبية تُشعرك بالقضية التي كانت تُحرك الدكتور الكيلاني، قضية الأمّة الممزقة والشعب المكلوم والطُّهْر الذي ولغت فيه الكلاب، فالأدب لا ينفصل عن الواقع لأنّ الأديب يحمل قضايا أمَّته في فكره وقلبه، فهي مِداد قلمه ومبعث إلهامه، وشتان بين قضية أمَّةٍ يحملها الأديب -ساعيًا إلى تحرُّرها وإيقاظها بعد طول نومٍ، يربط حاضرها بماضيها، مُشفقا عليها متألما لِمَا آلت إليه- وبين رسالة يحملها الأديب مضمونها يعجُّ بالإسفاف والسقوط، فيعبث بقِيَم الأمة ويمزِّقُ ثوابتها، وما روايات نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس عنا ببعيد؛ ففي قضايانا العادلة المرتبطة بتحرير الأنسان من طُغاة العصر وظلمهم ينبغي أن لا نهمل الأدب بفروعه كلها، فقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يتَّخذ من شعر حسان بن ثابت رضي الله عنه سيفا لهِجاء الكافرين الظالمين.
ينقل لنا الأديب الكيلاني على لسان “منصور” المجاهد التركستاني -بطل الرواية- قائلًا: (هؤلاء الشياطين ارتكبوا من الموبقات ما لا يُصدَّق، لقد أُخِذ بعض رجالنا أسرى أثناء إحدى المعارك، ربطوهم على عجلات الدبابات وكانوا يتبارون بتصويب الرصاص إلى آذانهم وعيونهم)([2])، وعندما جاء قائدٌ صيني جديد ليقضي على الثورة التركستانية، أراد أنْ يُثبت أنه جدير بمنصبه -وكان شرسا عصبيا انتُزِعت الرحمة من قلبه- فاتَّخذ خطة قمعٍ قاسية خبيثة، وكان أبشع ما فيها أنه أصدر أمرًا بالقبض على الطبقة المثقفة في تركستان خاصّة الكتاب والشعراء والعلماء حتى أولئك الذين لم يحملوا السلاح من قبل، وأقام مذبحة رهيبة ترددت أنباؤها الفظيعة في كل أنحاء البلاد([3]).
هذا الصنيع هو جزء مما فعله بشار وطائفته وأعوانه بالشعب السوري، ألم يكن الشعراء والأدباء والعلماء والمثقفون هم المطلوبين أوَّلًا للنظام السوري إذا شمَّ منهم رائحة الثورة، وهذه الوحشية التي يصورها الدكتور الكيلاني ذرةٌ من الإجرام الذي سيمَ به معارضو النظام في سورية؛ لذا يقتضي الأمر تحريك الأدب بشعره وقصصه ومسرحياته ورواياته لمناصرة الثورة السورية، نعم بعض الأدب السُّوري لم يكن بعيدًا عن الثورة السورية، فالشاعر السوري أنس دغيم سخَّر قلمه نُصرةً للثورة السورية، والأديب عبد الله مكسور ابن حماة في روايته “أيام في بابا عَمْرو” ورواية “عائد إلى حلب” تترجم لك واقع الثورة السورية، ناهيك عن أغاني الثورة السورية وَزَجَلها الذي كان يُلهِب حماس الثائرين.
ومما تتشابه فيه الصُّور إلى حدِّ التماثل بين الشيوعية الصينية والنظام الطائفي النصيري معاقبةُ المخالفين من خلال تسليط علوجهم على أعرَاض المعارضين واغتصاب نسائهم، يُصوِّر الدكتور الكيلاني تلك الفتاة المسماة “خاتون” ابنة العائلة المتميزة الرفيعة من مدينة كاشغر: كيف قام الضابط الصيني “صن لي” باستباحة عرضها وإجلاسها كُرْها على فخذه وهي عارية مكتوفة اليدين على مرأى من جنوده العلوج السُّكارى، وكيف كانت دموعها تهطل كالمطر وهي تدعو الله، فيردُّ الضابط ساخرا: أين الله! الموجود أنا وليس الله([4]).
تلك فعلة شنيعة وسياسة قذرة سنها الأسد الأب في سورية في أحداث حماة عام 1982م، وسار عليها ابنه من بعده.
أولًا: معنى تركستان وموقعها الجغرافي
كلمة تركستان فارسية مركبة من مقطعين: “تُرك” أي شعب الترك، و”ستان” أي أرض أو محل، فمعناها أرض الترك، وكانت هذه البلاد عند العرب مؤلفة من أقاليم عدة، منها “خوارزم وصغد وما وراء النهر ومرغيانة وأريانة وخرقانيا وباقتريا وأشروسنة([5])”، وتُعرف باسم “توران”([6])، وتركستان مرادفة لكلمة ما وراء النهر، فهما تدلان على معنى واحد([7]).
ثانيًا: طبيعة تركستان الخلَّابة
اشتهرت تركستان منذ القديم بجمال منظرها وكثرة البحيرات والأنهار فيها، وبالجبال المكسوة بالخُضرة والأزهار وبتعدُّد مساجدها وقلاعها([8])، يقول ياقوت الحموي واصفًا تركستان: (ما وراء النهر يراد به ما وراء نهر جيحون بخراسان، فما كان في شرقيه يُقال له بلاد الهياطلة -وفي الإسلام سموه “ما وراء النهر”- وما كان في غربيه فهو خراسان وولاية خوارزم، وما وراء النهر من أَنْزه الأقاليم وأخصبها وأكثرها خيرًا، وأهلها يرجعون إلى رغبة في الخير والسخاء… فأما الخصب فيها فهو يزيد على الوصف، ويتعاظم عن أن يكون في جميع بلاد الإسلام وغيرها مثله، وليس في الدنيا إقليم أو ناحية إلا ويقحط أهله مِرارًا قبل أن يقحط ما وراء النهر)([9]).
ويرى ياقوت الحموي أن بلاد تركستان “اسم جامع لجميع بلاد الترك”([10])، وبلاد التُّرك كبيرة واسعة وأوسعها “بلاد التغزغز”([11])، وهم الإيغور النَّسبة الأكبر من السكان، وقد سمَّى العربُ السكانَ الأتراك في تلك المناطق قبل هجرة الإيغوريين إليها باسم التَّغزغز، وبقي هذا الاسم يُطلق عليهم لاحقًا([12])، ولما أسلم الإيغور -وهم النسبة الأكبر هناك- أسلم أبناء المنطقة، وأخذوا ينشرون الدين الإسلامي([13]).
ثالثًا: دخول الإسلام إلى تركستان، واحتلال الروس والصين لها
بعد موقعة نهاوند استولى المسلمون على إيران، وهرب يزدجرد آخر ملوك الدولة الفارسية إلى تركستان، التجأ إلى الأتراك وأقام في مدينة مرو، وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه تم فتح خُراسان، وهي من بلاد تركستان الغربية، وكان أكثر سكانها أتراكًا، وبعد الاستيلاء على خراسان بدؤوا يتقدمون نحو الشرق، واستولوا على مدينتي بلخ و هرات، ووصلوا إلى نهر جيحون، وفي عهد معاوية رضي الله عنه صارت خُراسان بأكملها قاعدة للانطلاق نحو تركستان الشرقية، ولما عُينَ الحجاج بن يوسف الثقفي واليًا على خراسان ولَّى قتيبةَ بن مسلم الباهلي على الجهاد في تلك الناحية، ففتح سمرقند وأقام فيها مسجدا([14])، ثم قام بتجميع الجيوش منطلقا نحو الشرق مجاهدًا في سبيل الله حتى فتح مدينة كاشغر في تركستان الشرقية سنة 96هـ، وهو تاريخ دخول الإسلام إليها على يد قتيبة بن مسلم الباهلي([15]).
وكان لأخلاق التجار ومعاملتهم الطيبة الأثر البارز في انتشار الإسلام في تلك البقاع، ولولا ذاك لما استطاعوا الوصول إلى ما وصلوا إليه([16])، وعندما رأت قبائل الأتراك الدين الإسلامي الذي كان حريصا على العدالة والمساوة بعيدًا عن نهب الثروات والطمع في البلدان، دخلوا في دين أفواجًا وصار الإسلام ينتشر بين القبائل المجاورة؛ فتقلصت الديانات السائدة آنذاك([17])، وقد كان لهؤلاء الأتراك دور كبير في مسيرة الدولة العباسية، فصار الكثير منهم وزراء وقادة.
ولما دَبَّ الضعف في الدولة العباسية أدرك الأتراك ضرورة القيام بدولة تجمع المسلمين في وسط وشرق آسيا بغية توحيدهم وحمايتهم من أعدائهم، فقامت الدولة الغزنوية في جنوب بلاد الأفغان والهند، وكان للسلطان محمود بن سبكتكين الغزنوي (357-421هـ) أعظم قادة الدولة الغزنوية الدورُ الأكبرُ في فتوح الهند، ثم جاءت الدولة السَّلجوقية، فاتَّحد الجميع تحت مظلتها([18])، وقامت بعدها أكثر من دولة محلَّية؛ فانقسمت المنطقة إلى دويلات تناحرت فيما بينها، وهو ما سهل مجيءَ روسيا القيصرية التي كانت تنتظر هذه الفرصة خاصةً في القرن السادس عشر الميلادي، فترك الروس خلفهم مجازر “تشيب لها الولدان وضحايا تسير بذكرها الركبان”([19])، وبعد حرب كرٍّ وفرٍّ بدأت تسقط المدن الكبرى من تركستان الغربية بيد الروس مثل طَشقند و بخارى وخوارزم.
في هذه الأوضاع اتّجه الصينيون إلى تركستان الشرقية، وبدأ احتلال بعض أقاليمها بتاريخ 1757م، وكان الروس والصينيون قد اتَّفقوا على تقسيم تركستان قسمين: تركستان الغربية لتكون خاضعة للروس، وتركستان الشرقية لتخضع للصين، وصار بينهما تحالف فيما بعد ضد التركستانيين، وتم هذا الاتفاق عام 1881م([20]).
يُطلق الآن على منطقة تركستان الغربية اسم آسيا الوسطى، وهو الاسم الذي أطلقه الرُّوس ونشروه في العالم منذ عام 1925م، وحُظرت التسمية القديمة؛ فأخذت الخرائط الدولية بهذه التسمية الجديدة وصار الاسم مُثبتا عليها، ويشمل اسم آسيا الوسطى تركستان الشرقية، وتُعرف تركستان في المصادر العربية القديمة باسم “بلاد التُرك” حيث كان الترك ينتشرون في تلك المنطقة على شكل قبائل، وجميع بلاد الترك تقع خلف نهر جيحون، واسمه حاليا أموداريا Amudaria([21])، وأما نهر سيحون المعروف الآن بنهر سرادريا sirdari فيصب في بحر “آرال” في جمهورية كازاخستان([22]).
رابعًا: العلماء من تركستان
منحت بلاد تركستان -خاصَّة القسم الغربي منها- الأمةَ الإسلامية عشرات العلماء العظام الذين لا ينسى فضلهم على أمة الإسلام عبر تاريخ الأمة الطويل في شتّى أنواع العلوم والمعرفة، منهم الشيخان الإمام البخاري من بخارى (ت:256هـ) ومسلم بن الحجاج النيسابوري (ت:261هـ)، وأبو منصور الماتريدي من محلّة ماتريد في سمرقند (ت:333هـ)، والفقيه أبو الليث السمرقندي الحنفي (ت:357هـ)، وأبو داود السجستاني (ت:275هـ)، والترمذي من تِرمذ على نهر جيحون (ت:279هـ)، والنسائي (ت:303هـ) من مدينة “نسا” بفتح النون والسين المهملة من بلاد خُراسان، وأبو بكر القفال الشاشي الطشقندي (ت:335هـ)، والكاساني السمرقندي (ت:587هـ)، وشمس الدين السرخسي الحنفي صاحب المبسوط (ت592هـ)، وشيخ الإسلام المرغيناني الفرغاني (ت:593هـ)، والزمخشري الخوارزمي صاحب الكشاف (ت:538هـ)، والْفَرَبْرِيّ راوي صحيح البخاري (ت:320هـ)، والشيخ عبد القاهر الجرجاني (471هـ) صاحب البلاغة، والسكَّاكي الخوارزمي (ت:626هـ) صاحب مفتاح العلوم، والسيد الشريف الجرجاني صاحب التعريفات (ت:816هـ)، وغيرهم كثير([23]).
خامسًا: انقسام تركستان إلى قسمين
انقسمت تركستان بسبب الاحتلال إلى قسمين: تركستان الغربية وتركستان الشرقية، وتتشكل تركستان الغربية من ست جمهوريات هي: كازاخستان، قرغيزستان، أوزبكستان، تركمانستان، طاجيكستان، أذربيجان، واستقلَّت جميعها عن الاتحاد السوفيتي عقب تفككه عام 1991م، وتبلغ مساحة تركستان الغربية قريبا من (4106000) ([24])، أربعة ملايين ومائة وستة آلاف كم2.
سادسًا: تركستان الشرقية
تركستان الشرقية هي الْمُحتَلَّة اليوم من الصين، وهي موضوع حديثنا.
يحدها من الشمال الغربي ثلاث جمهوريات إسلامية هي: كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، ومن الجنوب: أفغانستان وباكستان، ومن الشرق الصين، ومن الشمال منغوليا، ولها من الشمال الغربي حدود مع روسيا، وهي بذلك تتمتع بموقع استراتيجي للتجارة العالمية؛ فهي سلطة وصل بين منغوليا والصين والتبت والهند، وقد كانت منذ القديم صلة وصل بين الشرق والغرب من حيث وقوعها على طريق الحرير([25]).
لم أجد رقما دقيقا لمساحة تركستان الشرقية، هناك من ذكر أن المساحة هي (1،710،745 كم2)([26])، مليون وسبع مئة وعشرة آلاف وسبع مئة وخمسة وأربعون كم2، وهناك من يرى أنها (1,660,000 كم2) مليون وستمائة وستون ألفًا([27])، ومن يرى أن المساحة هي (1,824,418 كم2) مليون وثماني مئة وأربعة وعشرون ألفًا وأربع مئة وثمانية عشر([28])، وثمة من قال: إن مساحتها (1,501،013كم2)([29])، وإذا أخذنا بالرقم الأقل فإن مساحة تركستان أكبر من مساحة سورية بثماني مرات وبحجم تركية مرتين([30]).
تتألف تركستان الشرقية من سلسة من الجبال “جبال آلتاي” التي تفصلها عن منغوليا من جهة الشمال، وجبال “تيان شان” في الجنوب، وجبال التين تاغ التي تفصل التبت عن تركستان، ويصل ارتفاعها إلى 6000م، وفيها حوض مائي كبير وأحواض كثيرة داخلية صغيرة، وفيها نهران هما إيلي و تاريم الذي يبلغ طوله 1500كم ويتشكل من ذوبان الثلوج من الجبال الغربية، وهذا مَا يجعل جبالها خضراء، وفيها صحراء واسعة تصل مساحتها إلى 220 ،647 كم2([31])، وأما نهرا سيحون وجيحون ففي تركستان الغربية([32]).
في تركستان الزراعة البعلية، وهي قليلة بسبب قلة هطول الأمطار نتيجة التبخر المحلي([33])، وأبرز المزروعات الحبوب وخاصة القمح، وأما زراعة الريِّ فهي كثيرة منتشرة حول الأنهار، وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية أكثر من 150 مئة وخمسين ألف كم2، وأبرز المزروعات القمح والذرة والرز والشعير والقطن والتبغ والفاكهة، وفي الصيف ينتشر الرعاة على سفوح الجبال حيث تذوب الثلوج وتنمو النباتات، وأبرز أنواع المواشي الأغنام والماعز والبقر([34]).
في تركستان كميات كبيرة من الفحم الحجري (2.19) تريليون طن بما يوازي 40%-50% من احتياطي الصين كلها، والبترول يقدر بما بين ( 6.5 – 8.2 ) مليار طن، توازي ثلث إجمالي الاحتياطي الصيني منه، وفيها الرصاص والتوتياء والصودا والملح والرصاص والحديد والنحاس وغيرها من المعادن الاستراتيجية كاليورانيوم والذهب([35])، وبحسب معطيات عام 1988م ثَمة 700 كيلو متر مربع من المناطق التي يحتمل وجود البترول فيها أي ما يقارب 800 مليون طن من الزيت الخفيف والثقيل، و30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي؛ لهذا فإن الخبراء الدوليين يعدون تركستان الشرقية عصب اقتصاد الصين ومصدر صناعتها الثقيلة، وهي قبلَ هذا عصب الإنتاج الذريِّ الصيني الذي يعتمد أساسًا على ما تنتجه تركستان الشرقية من اليورانيوم ذي النقاوة العالية([36]).
تركستان ليست جنسًا واحدًا، ويعود ذلك إلى أسباب عدةٍ منها موقعها التجاري حيث كانت محطًّا لأنظار الغزاة، وأبرز سكانها الإيغور الذين يشكلون النسبة الأكبر من عدد السكان، وهناك القازاق والصينيون والقيرغيز والأوزبك والمغول والهوي، والهوي يرجعون إلى أجدادهم من العرب الفاتحين([37])، وقد قامت للإيغور دولة، استطاعوا السيطرة على تركستان الشرقية كاملة ومنغوليا وبعض ولايات الصين، وكانوا في أوج قوتهم في تاريخ 740م-840م، وخسروا فيما بعد؛ فاضطروا لترك منغوليا، وانحصرت دولتهم في تركستان الشرقية([38]).
انتشرت اللغة العربية بعد الفتح الإسلامي حتى صارت اللغةَ الرسمية والوحيدة، ثم جاءت بعدها الفارسية بعد أنْ ضعفت الخلافة الإسلامية، ثم سادت اللغة التركية، والكتب الدينية أكثرها بالعربية ثم الفارسية([39])، ولكن تبقى اللغة التركية هي السائدة ومذهب أبي حنيفة هو السائد هناك([40])، وأكثر من 75% من سكانها يدينون بالإسلام، وهم السكان الأصليون، والبقية يعتنقون معتقدات بلدانهم التي جاؤوا منها بسبب الحروب والتنافس على المنطقة وأبرزها البوذية([41]).
7- المدن الرئيسة القديمة وتحريف الصينيين لأسمائها:
1.أومجي: هي العاصمة، وتسمى تيهوا، تقع في الجنوب.
2.كاشغر: وتسمى شولي، تقع على رافدٍ لنهر تاريم، فتحها قتيبة بن مسلم الباهلي سنة 96هـ([42])، وكانت في زمانها من أبرز المناطق، وتسمى اليوم شوفو.
3. يارقند: وتسمى شوتسي، وخوتان وتُسمى “هوتي إن”.
4.أقصو: وتُسمى وين سو، فيُلحظ التّغير في أسماء المدن لتنقطع الصلة بين القديم والحاضر([43]).
8- احتلال الصين لتركستان و”تصيينها”
استولت الصين على تركستان الشرقية أول مرة عام 1760م، قتلت الصين وقتها نحو مليون مسلم، ثم بدأت بنقل أعداد كبيرة من الصين إلى تركستان فيما يعرف سياسيا باسم “تصيين تركستان الشرقية” محاولة إلغاء الكيان التركستاني والقضاء على الإيغور؛ فقامت تركستان بعدة ثورات استمرت سنوات طوالًا أتعبت الصينين وقتلت منهم كثيرًا، لكنَّها لم تُفلح لقوة القبضة الصينية وتآمر العالم معها، وقد استُشهد من التركستانيين عشرات الألوف على يد الغُزاة، ولِقوة هذه الثورات حصلت تركستان الشرقية على الاستقلال الذاتي عام 1946م، ولكنها بعد مضي ثلاث سنوات مُنيت بهجمة عنيفة من القوات الصينية الشيوعية واحتلتها في 12/10/ 1949م([44])، ومنذ الاحتلال الصيني لتركستان أول مرة حتى الثورة الصينية عام 1911م أقامت الصين لهم مذابح جماعية، وشردت الأهالي وسبَت النساء والذراري([45]).
أُلغيَ اسم تركستان جذريا، وأطلقوا عليها إقليم “شينجيانغ”، وهي كلمة صينية مركبة من SHIN ومعناها جديد، ومن جانغ JANG ومعناها إقليم أو قطر أو أرض، ومعنى الكلمتين الإقليم الجديد أو المستوطنة الجديدة NEW TERRITORY»([46])، ومضت الصين بعد الاحتلال الكامل لها بتصعيدها في إخفاء ملامح تركستان الإسلامية؛ فأعلنت الكثير من القرارات التعسفية، منها أن الإسلام خروج عن القانون، وإلغاء الملكية الفردية، وهدم المساجد أو اتخاذها أندية لهم، وجعل اللغة الصينية هي اللغة الرسمية، ومنعهم من السفر؛ فصار أكثر الموظفين وقادة الجيش من الصينيين، وأما أغلب المسلمين فهم في مهنهم التقليدية في الزراعة والرعي([47]).
هُجر السكان الأصليون واستقدم السكان الصينيون إلى المنطقة بذريعة تنميتها وازدهارها، وقد صرَّح “هو ياو بانغ” -أمين عام الحزب الشيوعي السابق وأعلى سلطة سياسية في الصين- لمجلة «نيوزويك الأمريكية 16/6/1986م» قائلا: «تركستان الشرقية تعتبر مثل الصحراء الكبرى وحوض الأمازون، ذات إمكانات عظيمة على الازدهار، وتركستان الشرقية التي يسكنها ستة ملايين من الإيغور، و5.3 آلاف صيني، ويبلغ إجمالي سكانها 14مليون نسمة، تستطيع بسهولة استيعاب 200 مليون صيني»([48])، وإذا ما تحقَّق ذلك فمؤداه ذوبان الأقلية المسلمة في الصينيين.
9- ازدياد ظلم الصين لمسلمي تركستان بعد أحداث 11/ أيلول/ 2001م:
فيما مضى كانت عمليات الإبادة الصينية تقع خلف الأسوار بما فيها حمْلة حظر الإسلام، وتجري وقائعها بصمتٍ مريع دون أن يسمع أنينَ الضحايا أحد، ولا سبب إلا الرغبة في محو عقيدة شعب مسلم تمهيدًا لإبادته والتخلص منه ومن تاريخه وحضارته([49])، لكن بعد أحداث أيلول اشتدت الحملة الصينية على المسلمين في تركستان، وأضافت الحكومة إلى تعبير “الانفصال والانفصاليين” تعبيرًا آخر هو “التطرف والمتطرفون”، الذي يشمل العلماء وطلبة العلم الشرعي والمشايخ والأئمة والخطباء والدعاة كافة([50]).
وشرعت الصين بعملية استثمار أمني على المستوى الدولي والمحلي، فأعلنت بعد بضعة أيام من وقوع الأحداث عن انضمامها للحملة الأمريكية فيما يسمى “مكافحة الإرهاب العالمي”، واعتبرت بأثر رجعي سلسلةً من الأحداث والاحتجاجات الشعبية التي وقعت في تركستان خلال تسعينات القرن العشرين أعمالًا إرهابية، وفي هذا السياق سارع المتحدث باسم وزارة الخارجية سون يوشي إلى القول بأن: “الأنشطة الإرهابية التي يرتكبها ناشطون من تركستان الشرقية في إقليم شينجيانغ الصيني تمثل مخاطر ليس على أمن واستقرار الصين وحدها وإنما على المنطقة كلها”، وبناء عليه أعلن أن الصين “سوف تنضم إلى المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب بما في ذلك في تركستان الشرقية”([51]).
وتعمل الصين الآن على إقامة سجون كبيرة تضع فيها السجناء الإيغوريين، وكشفت بعضَه هيئة الإذاعة البريطانية BBC من خلال تقرير مطول يُسلط الضوء على معسكرات الاعتقال التي خصصتها الصين لأقلية الإيغور المسلمة، وذلك تحت غطاء برنامج يقول النظام الشيوعي في بكين: إنه للتعليم الوطني، يهدف لإعادة تأهيل شعب الإيغور وزرع الانتماء القومي فيه، أو بعبارة أخرى: إلى سلخهم عن دينهم وإبعاد الأجيال الصاعدة عن الكتب الدينية والشعائر الإسلامية، واتخذت إجراءات قاسية لتطبيق ذلك، فلا يُسمح للمسلم بامتلاك واتساب، ويُعدُّ الامتناع عن التدخين وشرب الخمر بدافعٍ ديني جريمة، وقد اعتقلت أكثر من مليون من أقلية “الإيغور” لأجل غير مسمى.
عام 2016م أُسندت وزارة الإقليم إلى تشين تشوانغو مهندس معسكرات الاعتقال في الصين المسؤول البارز في الحزب الشيوعي، فأرسل هيئات الحزب الشيوعي إلى قرى الإيغور، ونشر نقاط التفتيش على نطاق واسع، وأغلق المساجد، وجمع عينات من الحمض النووي وبصمة العين القزحية للسكان الإيغور، ووضع كاميرات فيديو للمراقبة، وحلَّل محتويات أجهزتهم الرقمية، وأقام معسكرات إعادة التثقيف التي يقبع فيها نحو مليون مسلم من أقلية الإيغورية، وتصفها الحكومة الصينية بالمستشفيات، وتَعد المعتقلين فيها مرضى يجب تطهير أدمغتهم من الجرثومة الدينية وإعادة توطينهم وتثقيفهم سياسيا، فُيجبرون في هذه المستشفيات على نقض الإسلام ومعتقداته وترديد شعارات الحزب الشيوعي؛ فلا وجود لشيء يسمى الله أو الدين.
كما مَرَّ الإيغور بتهديدات الإبادة الجماعية، صرحت بها السلطة الصينية لصحيفة غلوبال تايمز إذ قالت: (يمكننا اللجوء إلى كل الإجراءات التي تحقق استقرار الصين إلى الحد الذي يبدو فيه القتل الجماعي أمرًا غير مُستبعد)([52])، وطُبقت سياسة تحديد النسل في تلك المناطق، وهي سياسة معمول بها في الصين لكنَّ التركيز الأكبر كان على تركستان([53]) للتقليل من السُّكان الأصليين، وذلك بحيث يصبح التركستانيون أقلية تذوب في الأعراق الأخرى([54]).
وأول مرة تنجح منظمة دولية (Watch Human Rights) بالتعاون مع منظمة هيومن رايتس الصينية في التحقق من حزمة القوانين الرسمية السرية والعلنية والممارسات الصينية ضد الإيغوريين في تركستان الشرقية، وتوثقها في تقرير رسمي بعنوان: «ضربات مدمرة: القمع الديني للإيغور في شينجيانغ»، صدر في 12 نيسان 2005 على امتداد 114 صفحة، ويشير التقرير إلى أن الوثائق التي تم الحصول عليها والمقابلات التي أجرتها المنظمة في الصين تكشف عن نظام متعدد الأطر لمراقبة وضبط وقمع النشاط الديني للإيغور، وتنقل عن وانغ لقوان أمين عام الحزب في شينجيانغ قولَه: (إن المهمة الكبيرة التي تواجهها السلطات في شينجيانغ هي إدارة الدين وتوجيهه ليكون خاضعًا للمهمة المركزية في البناء الاقتصادي وتوحيد الوطن وحماية الوحدة الوطنية)([55])، ومن ذلك القوانين التي تمنع الصغار من المشاركة في أي نشاط ديني، وبحسب إحدى الوثائق الرسمية: (لا يجوز للأهل والأوصياء الشرعيين السماح للصغار بالمشاركة في النشاطات الدينية)([56]).
وبحسب جين فران أويس مدير مركز الدراسات الفرنسية عن الصين المعاصرة في هونج كونج فإن السكان الإيغور محصورون في المناطق الريفية، وفي الحرف الزراعية التي لا تضيف لهم أية مكاسب مادية أو معنوية توازي ما تقدمه المصانع والشركات البتروكيماوية لغيرهم من السكان([57])، وثمة إشارات إلى أن مستويات الدخل تفيد بأن الفارق بين سكان المدن والقرى وصل إلى ثلاثة أضعاف، ومن جهتها ذكرت كريستيان ساينس مونيتور في تحقيق مطول لها عن البلاد عام (2008م) أنه بمساعدة الحكومة صار أتباع قومية “الهان” هم المسيطرين على غالبية المصانع والشركات، ولا يقبلون عمالة بها من غيرهم؛ فاضطر الإيغوريون لامتهان أعمال متدنية مثل الخدمة في المنازل([58]).
قامت شبكة BBC بتحقيق في معتقلات الصين التي بَنتْها للإيغوريين، واستهلت تحقيقها بالقول: (في 12 تموز 2015 التقطت الأقمار الصناعية صورة بقعة من الرمل للصحراء والمدن الواقعة في أقصى غرب الصين، ليس عليها بناء إنما يبدو وكأنه يتم التحضير لمشروع ما، لم يخطر لأحد حينها أن تلك الصورة ستصبح لاحقًا نقطة البداية لتحقيق خاص بواحدة من أكثر مشكلات انتهاك حقوق الإنسان المعاصر، ولكن بعد أقل من ثلاث سنوات في 22 نيسان 2018 أظهرت صورة فضائية جديدة لتلك البقعة الصحراوية نفسها شيئًا جديدًا، فقد بُني عليها معسكر ضخم مشدَّد الحراسة مسوَّر بجدار خارجي طوله 2 كم، ويتضمن 16 برجًا للحراسة».
وأضاف التقرير: «ظهرت منذ العام الماضي، تقارير تفيد بأن الصين تدير نظام معسكرات لاعتقال للمسلمين في إقليم شينجيانغ، واكتشفت صورة أحد هذه المعسكرات في البقعة المذكورة من قبل باحثين كانوا يبحثون عن دليل على برنامج الخرائط العالمي الإلكتروني “غوغل إرث” حول الوجود الفعلي لمثل تلك المعسكرات، ويبعد نحو ساعة بالسيارة عن مدينة “أورومكي” عاصمة الإقليم.
حاول القائمون على التقرير التواصل مع الناس لمعرفة ما الذي يجري داخل هذه المعسكرات لكنَّهم فشلوا لأن الناس يخافون من الحديث، وظهر لهم بعد جُهد طويل من خلال التقاط صور للمعسكر أنها مراكز لإعادة التربية والتأهيل؛ لكي يصبحوا مواطنين صالحين في نظر الصينيين.
وختم صحافيو BBC تقريرهم بالقول: (تضيف تقاريرنا هذه دليلًا على أن برنامج إعادة التعليم الجماعي هذا ما هو إلا برنامج اعتقال ومصادرة لحرية آلاف المسلمين من دون محاكمة أو تهمة أو أي إجراء قانوني من أي نوع)، وأضافوا أن (الصين تعلن أن خطتها هذه ناجحة للحد من الإرهاب والتطرف والحفاظ على الأمن والاستقرار، لكن التاريخ يحمل العديد من السوابق المثيرة للقلق حول ما يمكن أن ينتهي به مثل هذا المشروع)([59]).
10- موقف العالم من وحشية الصين:
لم يكترث العالم بما فيه الكفاية بقضية تركستان، كان من المعوَّل عليه أنْ يقع اهتمام المسلمين على مستوى الحكومات والشعوب بهذه القضية، والناظر إلى الإعلام الإسلامي والعربي لا يجد اهتماما يذكر بها، بل الذي حصل أنَّه تحت مُسمى الإرهاب تعاونت بعض الدول الإسلامية مع الصين ضد شعب تركستان وقضيتها، وبهذا الخصوص قام الأمن المصري بترحيل عدد من طلاب تركستان من ذوي الأصول “الإيغورية” الذين يدرسون العلوم الإسلامية في جامعة الأزهر، وطالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية السلطات المصرية بعدم ترحيل الطلاب التركستانيين الإيغور المسلمين بعد أن ألقت القبض على عدد منهم([61])، ووجَّه الطلاب الإيغوريون في الأزهر استغاثة للعالم الإسلامي من أجل التدخل والإفراج عن معتقليهم لدى الأمن المصري([62])، ولا قيمة لما أنكرته السلطات الأمنية من أنها لم تفعل هذا؛ فالإعلام كشف هذا، وانتقل الطلاب التركستانيون إلى تركيا، فالتقينا بمن يدرُس منهم في كليات العلوم الإسلامية في بعض الجامعات التركية.
فتحت تركيا أبوابها لهؤلاء الطلاب لتكميل دراساتهم، وتعهد وزير الداخلية التركي بأن بلاده ستمنح الإقامة المؤقتة لأتراك تركستان الشرقية القاطنين في تركيا، وأوضح الوزير أنّ منح الإقامات الدائمة والإنسانية لأتراك تركستان الشرقية سيأتي في المرحلة المقبلة، وذلك بعد إجراء التحقيقات الأمنية اللازمة بحقهم، جدير بالذكر أن تركية تستضيف أكثر من 3.5 ثلاثة ملايين وخمس مئة ألف لاجئ سوري، وتستقبل أكبر عدد من اللاجئين في العالم حسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة([63]).
ويلاحظ أنّ تركية من أوائل الدول الإسلامية التي طالبت بإنهاء احتلال الصين لتركستان، وهذا ليس جديدًا، قال السيد رجب طيب أردوغان رئيس تركيا في تصريحات لمحطة (NTV) نقلتها «رويترز 10/7/2009» تعليقًا على ما يجري في تركستان: «الأحداث التي تشهدها الصين لا تعدو كونها أعمال إبادة جماعية» مضيفًا: «لا فائدة من وصفها بوصف آخر»([64]).
الخاتمة:
ما يحصل في تركستان الشرقية من جرائم تُرتَكب بحقِّ أهلها المسلمين يذكرنا بوضع العالم الإسلامي الْمُتفرِّق الممزق بين دويلات متناحرة ضعيفة تركن لأعدائها، وهذه الحال هي الحالة الطبيعية عندما يتخلّى المسلمون عن الاعتصام بحبل الله تعالى، وصدق الله العظيم القائل: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال:46]، فالتّمزّق الحاصل بالأمة لم نجد له مثيلا من قبل، وليس الأمر قاصرًا على تركستان الجريحة المنسية، فقضية فلسطين هي الأخرى تُباع من بعض قادة المسلمين والعرب؛ لذا يقتضي الأمر التَّحرُّك حكوماتً وشعوبًا للوقوف مع المظلومين في كل العالم، خاصّة الظلم الذي يقع على المسلمين لما لهم علينا من حق أخوة الدين ونصرة المظلومين، وكان من الْمُمكن أن يكون للعالم الإسلامي صوت يطالب الصين بإنصاف تركستان، ويضغط عليها اقتصاديا بهذا الاتجاه لا سيما أنَّ تجارة الصين تتوجه إلى البلدان العربية والإسلامية بمليارات الدولارات سنويا.
وادِّعاء الصين بأنَّ تركستان شأن داخلي لا يختلف في شيء عن ادِّعاء الروس بأنَّ “الشيشان” شأن داخلي، وكلاهما ادعاء ظالم مُجحف.
فإن تخلَّت الحكومات عن واجبها فإن الواجب يبقى مناطا بالشعوب والأفراد، كلٌّ على حسب استطاعته، وأقل ذلك التعريفُ بقضية تركستان أمام الرأي العام ونشر معاناتهم، خاصّةً نحن السوريين -الذي لقينا من ظلم المجرم “بشار” وأنصاره من الصفويين والروس وبدعم من الصين ما تعجز عن حمله الجبال- علينا أنْ نُسخِّر في سبيل ذلك كُلَّ ما نملك من قدرات يسيرة، ولا ننسَ دورَ الأدب بكل أشكاله من شعر وقصة ومسرحية ورواية، ولا نحقرْ شيئًا من ذلك، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، نسأل الله فرجًا قريبًا لكلِّ مظلومٍ.
وآخر دعوانا أنْ الحمد لله رب العالمين.
([1]) نجيب الكيلاني: هو نجيب بن عبد اللطيف بن إبراهيم الكيلاني، ولد في مصر عام 1931م في بيتٍ ريفي، التحق بكلية الطب في جامعة القاهرة عام 1951م، تمَّ اعتقاله عام 1954م لانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين ومشاركتهم في الحياة السياسية، ثم أفرج عنه 1959م، تخرج في كلية الطب عام 1960م، أسس رابطة الأدب الإسلامي فيها، وتوفي فيها عام 1995م بعد إصابته بالمرض، يُعدُّ نجيب الكيلاني -رحمه الله- رائد الرواية الإسلامية في العصر الحديث وعميد الأدب الإسلامي الملتزم بقضايا الأمة، له أكثر من سبعين كتابًا في النقد والشعر والقصة القصيرة والرواية، يدعو في أعماله إلى التسامح والخير والقيم الإسلامية والإنسانية الكبرى، من أبرز أعماله: “نور الله”، “عمر يظهر في القدس”، “عذراء جاكرتا”، “ليالي تركستان”، “عمالقة الشمال”، والثلاثة الأخيرة تُظهِر تفاعله مع قضايا الأمة الإسلامية. محمد سيف الرحمن: مجلة القسم العربي، جامعة بنجاب، عدد 24، 2017، ص (286-289).
([2]) ليالي تركستان، ص (179-180)، الصحوة للنشر والتوزيع، سورية، ط 2013م.
([4]) ليالي تركستان، ص (61-62).
([5]) تركستان قلب آسيا: عبد العزيز جنكيز خان، طبع ونشر الجمعية الخيرية التركستانية، ص (14).
([6]) أضواء على تاريخ توران: السيد عبد المؤمن السيد كريم، تقديم أحمد محمد جمال، ص (8).
([7]) حقائق عن التركستان الشرقية: محمد أمين إسلامي التركستاني وآخَر، 1964، ص (2) http://www.uyghurweb.net/Ar/MISLAMIY.pdf.
([8]) تركستان قلب آسيا: مصدر سابق، ص (14).
([9]) معجم البلدان: ياقوت الحموي، دار صادر، بيروت، ط2، 1995م، (5/45).
([12]) تركستان قلب آسيا: عبد العزيز جنكيز خان، ص (32). تركستان الشرقية تحت الحكم الشيوعي الصيني في الفترة 1949م- 2002م، رسالة دكتوراه، جامعة الزقازيق، ص (9).
([13]) تركستان الصينية الشرقية: محمود شاكر، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1973، ص (19).
([14]) حقائق عن التركستان ص (4)، http://www.uyghurweb.net/Ar/MISLAMIY.pdf.
([15]) تاريخ الطبري، دار التراث – بيروت، ط2، 1387هـ، (6/500). تركستان الصينية الشرقية: محمود شاكر، ص (13).
([16]) تركستان الصينية الشرقية: محمود شاكر، ص (15-16).
([17]) أضواء على تاريخ توران: السيد عبد المؤمن السيد كريم، ص (85).
([18]) تركستان قلب آسيا، مصدر سابق، ص (38-43،62).
([19]) المرجع السابق، ص (103).
([20]) حقائق عن التركستان الشرقية، ص (12، 142)، http://www.uyghurweb.net/Ar/MISLAMIY.pdf.
([21]) تركستان الصينية الشرقية: محمود شاكر، ص (38 – 39 -42 – 46).
([22]) تركستان الشرقية تحت الحكم الشيوعي الصيني: عز الدين أحمد الورداني فرج، جامعة الزقازيق، معهد الدراسات والبحوث الأسيوية، ص (10).
([23]) أضواء على تاريخ توران: السيد عبد المؤمن السيد كريم، ص ( 26).
([24]) تركستان قلب آسيا، ص (13).
([25]) تبيان https://tipyan.com/east-turkistan– 30 – ديسمبر، 2015، ومدونات الجزيرة ، الاثنين 29 مايو 2017 بقلم محمد سرحان.
([26]) تركستان الصينية الشرقية: محمود شاكر، ص (32).
([27]) موقع تبيان: نصنع الوعي، منشور في 30 ديسمبر 2015 https://tipyan.com/east-turkistan
([28]) حقائق عن التركستان الشرقية، ص (6) ، http://www.uyghurweb.net/Ar/MISLAMIY.pdf.
([29]) تركستان قلب آسيا، مصدر سابق، ص (13).
([30]) تبلغ مساحة تركيا 783,562 كم².
([31]) تركستان قلب آسيا، مصدر سابق، ص (15).
([33]) تركستان الصينية الشرقية: محمود شاكر، ص (24-28).
([34]) تركستان الصينية الشرقية: محمود شاكر، ص (30). موقع تبيان: نصنع الوعي، منشور في 30 ديسمبر2015 https://tipyan.com/east-turkistan
([35]) تركستان الصينية الشرقية: محمود شاكر، ص (31).
([36]) تركستان الشرقية بعد الحرب الباردة و11 سبتمبر، (دراسة نقدية لأطروحات وسياسات صينية)، (ندوة تركستان الشرقية الحرة-إسطنبول 20/12/2010): أكرم حجازي، ص (10).
([37]) تركستان الصينية الشرقية: محمود شاكر، ص (33).
([38]) تركستان قلب آسيا، ص (32).
([39]) تركستان الصينية الشرقية: محمود شاكر، ص (35).
([40]) تركستان قلب آسيا، ص (14).
([41]) تركستان الصينية الشرقية: محمود شاكر، ص (35).
([42]) الكامل في التاريخ: ابن الأثير، ت: عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، بيروت – لبنان، ط1، 1417هـ-1997م، (2/67).
([43]) انظر في المدن السابقة: تركستان الصينية الشرقية، ص (36).
([44]) حقائق عن التركستان الشرقية، ص (9)، http://www.uyghurweb.net/Ar/MISLAMIY.pdf.
([45]) تركستان الصينية الشرقية، ص (47).
([46]) تركستان الشرقية بعد الحرب الباردة، مصدر سابق، ص (11).
([47]) موقع تبيان: نصنع الوعي، منشور في 30 ديسمبر2015 https://tipyan.com/east-turkistan
([48]) تركستان الشرقية بعد الحرب الباردة و11 سبتمبر، ندوة تركستان الشرقية الحرة – إسطنبول 20/21/2010): أكرم حجازي، ص (9).
([49]) تركستان الشرقية بعد الحرب الباردة و11 سبتمبر، ص (5).
([50]) المرجع السابق، ص (13-14).
([52]) تقرير قناة الجزيرة بعنوان: هكذا تحاول الصين إنهاء الهوية الإسلامية للإيغور.
([53]) تركستان الشرقية تحت الحكم الشيوعي الصيني، مصدر سابق، ص (4).
([55]) تركستان الشرقية بعد الحرب الباردة و11 سبتمبر، ص (16)، نقلا عن كتاب «الصين: القمع الديني للمسلمين الإيغور»، ملخص تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش Watch Human Rights، 12/4/2005، نيويورك، موقع المنظمة: http://www.hrw.org/de/news/2005/04/10-1 .
([56]) تركستان الشرقية بعد الحرب الباردة و11 سبتمبر، ص (17).
([57]) إفتكار البنداري: تركستان الشرقية منجم ثروات للصين، مرجع سابق.
([58]) تركستان الشرقية بعد الحرب الباردة و11 سبتمبر، ص (17).
([59]) اتحاد إيغور التعليمية http://uymaarip.com/arabi/?p=1700 المصدر: بي بي سي 25/ أكتوبر/ 2018م.
([60]) اتحاد إيغور التعليمية http://uymaarip.com/arabi/?p=1700 المصدر: بي بي سي 25/ أكتوبر/ 2018م.
([61]) الخليج نت. 06-07-2017 http://alkhaleejonline.net.
([62]) جريدة القدس العربي، طلاب الإيغور في مصر يستغيثون بالعالم الإسلامي لإنقاذ معتقليهم، 16/ يوليو/ 2017م.
([63]) تركيا بوست منشور في 16/6/2018. https://turkey-post.net/p-256832/