الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصـحبه أجمعين وبعد:
فقد أقدمت قوات النظام المجرم وقوى الاحتلال الروسي والإيراني المتحالفة معها على استهداف القوات التركية في منطقة جبل الزاوية، وكانت قد أقدمت من قبل على مهاجمة نقاط المراقبة التركية التي اتفق عليها فيما يعرف (بمناطق خفض التصعيد) ونَجَمَ عن هذا العدوان ارتقاء عدد من الشهداء بإذن الله، والمجلس الإسلامي السوري حيال هذا الحدث الأليم يبيّن ما يلي:
أولاً: يستنكر المجلس هذا العدوان الغادر من هذه القوى الغاشمة، وقد ثبت مع مرور الوقت بما لا يدع مجالاً للشك أنّ هذا الحلف المشؤوم الروسي الإيراني مع النظام المجرم لا عهد له ولا ذمة، وأنّ هذه الاتفاقات حبر على ورق ولا تساوي قيمة المداد الذي كتبت به، وقد ساهمت هذه الاتفاقات بقضم المناطق الواحدة تلو الأخرى.
ثانياً: يتقدم المجلس بالتعزية لأُسر الشهداء ولتركيا الشقيقة شعباً وحكومةً، ويسأل الله أنْ يتغمد الشهداء بواسع رحمته وأنْ يسكنهم فسيح جنته، وأنْ يلهم أهاليهم الصبر ويعظم لهم الأجر.
ثالثاً: يثمّن المجلس الموقف التركي في الدفاع عن حق الشعب السوري، وفي دعمه للجيش الوطني، وقد امتزجت الدماء الزكية لأبناء الجيشين على ثرى بلاد الشام المباركة، لتعيد صفحة أمجاد الأمة في التحام شعوبها تحت راية الحق والفداء.
رابعاً: ندعو شبابنا إلى الالتحاق بجيشنا الوطني للدفاع عن الأرض والعرض، وعلى الجيش الوطني أنْ يرتب آلية هذا الالتحاق بما في ذلك إعداد مراكزه ومواقع التدريب والتأهيل، فالمعركة مع هذا النظام المجرم ومن يدعمه في الخفاء والعلن مستمرة وطويلة، وقد أثبت النظام المجرم أنّه لا يؤمن بحل سياسي، وهو ماض في الحل العسكري موغلا في دماء الشعب السوري، ويضرب بكل الاتفاقات والقرارات عرض الحائط، مع تواطؤ واضح من القوى الدولية التي يمكنها أنْ تجبره على إنهاء عدوانه، وأنْ تلزمه بإعطاء شعبنا حقه في الحرية والكرامة.
خامساً: يدين المجلس المجتمع الدولي الذي يرى أكبر مأساة نزوح وتشريد في هذا القرن ولا يحرك ساكناً، بل يسكت عن جرائم طاغية سوريا بشار الأسد، وما زال يعترف بأزلامه ممثلين للشعب السوري في المحافل الدولية كمجلس الأمن، وفي الوقت نفسه يثمّن المجلس الدول التي استقبلت هؤلاء اللاجئين وأمنت لهم الكثير من الاحتياجات، وفي مقدمة هذه الدول تركيا الشقيقة التي استقبلت قريباً من أربعة ملايين لاجئ، على حين أقفلت كثير من دول العالم أبوابها في وجوههم، ومن هؤلاء دول أوروبا التي تتشدق بحقوق الإنسان، فهي لم تقدم حماية للسوريين على أرضهم وهي قادرة على ذلك، وأغلقت أبوابها دونهم.
وفي الختام نسأل الله أن يبطل كيد روسيا وإيران والنظام المجرم، وأن يجعله إلى بوار، وأنْ ينصر شعبنا ومن وقف معه في معركة الحق والعدل، وأنْ يحمي تركيا الشقيقة ويسبغ عليها نعمة الأمن والرخاء والاستقرار، إنّه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
5 رجب 1441 هـ الموافق 29 شباط 2020م