الحمد لله القائل {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
فقد تلقى المسلمون في أنحاء العالم الإسلامي، وحتى في العالم الغربي تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون المسيئة للإسلام والمسلمين، والتي اتهم فيها الإسلام بأنه ديانة تعيش اليوم أزمة في كل مكان في العالم، وزعم في هذه التصريحات التي صدرت قبل أيام أن هذه الأزمة تؤدي الى التصلب والتشدد، ومزاعم أخرى..
إنّ المجلس الإسلامي السوري تلقى هذه التصريحات كما تلقاها المسلمون في كل أنحاء العالم باستغراب واستهجان، وهو يدين هذه التصريحات أشد الإدانة ويؤكد على ما يأتي:
أولاً: هذه التصريحات لا يمكن أن تقرأ مستقلة عن جملة الإساءات الصادرة من جهات أو مؤسسات أو أفراد لا زالوا يعيشون أوهام وأحقاد الماضي، وهذه التصريحات تحض على الكراهية، وتؤجج مشاعر العداء للإسلام وللمسلمين، وتهدد حياة الملايين من المسلمين الذين يعيشون في العالم الغربي، وكثير منهم مسلمون أصولهم من تلك البلاد، وقسم آخر منهم فر من اضطهاد الحكام الذين خلّفهم الاحتلال الفرنسي في بلادنا.
ثانياً: إنّ ماكرون هو رئيس يدّعي العلمانية والوقوف على مسافة واحدة من الأديان جميعها، ويدعي الحريّة والتحرّر، وإنّ تصريحاته تدل على حقده على الإسلام، وأنه هو المأزوم، وأنّ مبادئه المزعومة ما هي إلا شعارات جوفاء لا حقيقة لها في أرض الواقع، ونأمل ألا تكون مخططاته لتوسيع مناطق نفوذ دولته على حساب الثقافات الأخرى.
ثالثاً: إنّ الإسلام جاء برسالة السلام للبشرية كلها، بل جاء بقواعد وأسس التعايش مع الآخرين، وقدم أنموذجاً حضارياً راقياً دام أكثر من عشرة قرون، ونهلت منه أوروبا يوم أن كانت تعيش عصور الظلام والانحطاط، وحظي كل من عاش تحت ظل هذه الحضارة الإسلامية بالأمن والأمان على أنفسهم ومعتقداتهم، ولا يزال الإسلام بحمد الله حياً يثبت قدرته على التأثير المجتمعي، وعلى البناء بقيمه الراقية، وبالروح ذاتها التي سادت في العصور السابقة
رابعاً: إذا لم يتراجع ماكرون وأمثاله عن مثل هذا النوع من الخطاب والاستفزاز، ويعتذر للمسلمين فسيكون لذلك عواقب وخيمة على التواصل بين الحضارات والشعوب.
نسأل الله أن يرد كيد الحاقدين، وينصر الإسلام والمسلمين، والحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
19 صفر 1442 هــ الموافق 06 تشرين الأول 2020 م