الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد قام أحد المجرمين المأفونين بالعدوان على شعائر المسلمين وذلك بإحراقه المصحف الشريف أمام عدسات المصورين في السويد، ومما زاد في شناعة الجريمة انها تمت بحراسة رجال الأمن في ذلك البلد، مبررين ذلك بدعوى أن حرية التعبير عن الرأي مكفولة في تلك البلاد.
إنّ المجلس الإسلامي السوريّ أمام هذه الظاهرة المستفزة يبين ما يلي:
أولاً: تكررت هذه الظاهرة في دول عديدة بصور مختلفة، وكلها تتمحور حول الإساءة للمسلمين ومقدساتهم، كإحراق المصحف والرسوم المسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام، بل تجاوز الأمر إلى الاعتداء على المسلمين في دور عبادتهم أثناء تأدية شعائر دينهم، ومن يقف وراء هذه الحملات المسعورة هم الذين يريدون فرض قيمهم وثقافتهم على المسلمين، ومنها حرية التعبير المزعومة وفق رؤيتهم الخاصة، وظهر ذلك جلياً واضحاً في قضايا كثيرة كترويجهم للشذوذ والمثلية وغيرها، إنّ مما يسوء هؤلاء وأمثالهم هو إقبال المسلمين على القرآن الكريم حفظاً وتلاوة وفهماً، وتعظيمهم لشعائر الله تعالى التي هي من تقوى قلوبهم، وبالتالي يكون الرد الأمثل على عدوانهم مزيداً من التمسك بالقيم الإسلامية الأصيلة وثباتاً عليها، وإقبالاً على كتاب ربنا.
ثانياً: إنّ هذه التصرفات المستفزة المحمية لدى هذه الدول تسيء إلى السلم العالمي والتعايش بين الشعوب وتدفع نحو الغلو والتطرف، مما يجعل الجميع في حالة من الاضطراب والصراع وانعدام الأمن.
ثالثاً: يثمّن المجلس ما قامت به الجهات الشعبية والرسمية في مختلف دول العالم التي عبرت عن غضبها ورفضها واستنكارها لهذه الأعمال المشينة، ويشدد على أن المقاطعة الاقتصادية لو مارسها المسلمون بجدية على مستوى الشعوب كذلك لو كان لحكومات البلاد الإسلامية مواقف حازمة لحدّ ذلك كثيراً من هذه التصرفات الهوجاء.
وفي الختام نذكر بقوله تعالى {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} اللهم عليك بهؤلاء المجرمين المعتدين وأرنا فيهم تجليات قدرتك وغيرتك على حرماتك إنك أنت القوي العزيز، والحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
29 جمادى الآخرة 1444هـ الموافق 22 كانون الثاني 2023م