نشرت قناة Halk Tv على موقعها الرسمي صباح يوم الخميس بتاريخ 31/8/2023 تقريراً كتبه Ali Macit وكان مليئاً بالمعلومات المغلوطة والأكاذيب والادعاءات الباطلة التي رمت بها المجلس الإسلامي السوري ظلماً وعدواناً، فكان من حق المجلس أن يفنّد هذه الافتراءات ويوضح الحقائق جلية واضحة، لذا نبين ما يلي:
أولاً: إنّ المجلس الإسلامي السوري هيئة اعتبارية مؤسسية للعلماء وطلاب العلم والدعاة السوريين، يتكون من كيانات وروابط شرعية مشهود لها بالفكر الوسطي ضمن المجتمع السوري، وكذلك يضم خيرة علماء سورية ودعاتها ممن استفاضت شهرتهم في العالم الإسلامي بوسطيتهم واعتدالهم الفكري، وعلى رأسهم سماحة الشيخ العلامة أسامة الرفاعي مفتي الجمهورية العربية السورية، وكثير من الأكاديميين وأساتذة الجامعات التركية والعربية والعالمية، ولم تُعرَف المدرسةُ الشرعيّةُ في سورية يوماً إلا بالفكر الوسطيّ المعتدل، وما يزال الفكر التكفيريّ دخيلاً على المجتمع السوري منذ عصور الإسلام الأولى، يشهدُ لذلك إرسال علماء العالم الإسلاميّ للراغبين من أبنائهم في تحصيل العلوم الشرعيّة إلى سورية، فقد كانت بلاد الشام قبلةً لطلاب العلم من جميع أنحاء العالم، وقد تخرج في مدارسها الشرعيّة كثيرٌ من المفتين في تركيا اليوم، وأخذوا عن علمائها الذين ما عرف عنهم إلا الوسطية والاعتدال.
ثانياً: وبعد الذي حصل من ظلم وعدوان على الشعب السوري من نظامه الغاشم غادر كثيرٌ من العلماء السوريين البلاد إلى الأراضي التركية وبلدان أخرى في المنطقة وخارجها، وكذلك بسبب إرهاب عصابات PKK و PYD الانفصالية وعصابات داعش المجرمة، وكذلك بغي هيئة تحرير الشام واحتلال الميليشيات الإيرانيّة والطائفية لسورية، فكان واجباً على العلماء السوريين أن يقوموا بحق إخوانهم المهاجرين من الشعب السوري في تركيا وغيرها لأجل تعليمهم وتوعيتهم دينياً، وكذلك حرصًا منهم على الحفاظ على مجتمع الهجرة الجديد من أيّ دخيلةٍ على فكرهم المعتدل، لذا تجمع العلماء بهيئاتهم وروابطهم التي وصل عددها عند التأسيس إلى أربعين هيئة ورابطة علمية ودعوية وفكرية وسطية مشكّلين المجلس الإسلاميّ السوريّ، الذي استوعبهم جميعاً بعيداً عن جماعات الغلو والتطرف والتكفير، التي وقف المجلس في وجهها منذ اليوم الأول لتأسيسه، ومن أهم مكونات المجلس: رابطة علماء الشام، ورابطة العلماء السوريين، وهيئة شام الإسلامية، وليست هيئة تحرير الشام من مكونات المجلس كما ذكرت بعض التقارير، وقد أصدر المجلس عدّة بيانات في التحذير من غلوّ هيئة تحرير الشام، وبيان بغيها على الثوار واستئثارها بمقدرات الثورة وأهلها، وما يزال المجلس على موقفه الصريح من خطر هيئة تحرير الشام على الثورة السوريّة، وبعد تأسيس المجلس حصل على التراخيص اللازمة وفق القانون لممارسة عمله في تركيا منذ عام 2014، وقد شكّل ببياناته ومواقفه في الشأن العام السوريّ وفتاواه المتعلقة بالنوازل المعاصرة مرجعيّة فكريّة وسطيّة حقيقيّة للسوريّين، لذلك فقد حاربت تلك الجهات المجلس الإسلاميّ السوريّ، وما يزال الغلاة يجتهدون في الإساءة إلى المجلس ويحاولون نقض مرجعيّته.
ثالثاً: وقد عقد المجلس الإسلاميّ اتفاقيّة (بروتوكول) معلنةً مع رئاسة الشؤون الدينيّة في تركيا، تمّ تعميمها على المفتين في تركيا؛ بهدف تنظيم العمل الدعوي بشكل يناسب المجتمع التركي وما عهد عن المدرسة الشرعية السورية من اعتدال ووسطية، ولتأسيس عملٍ قرآنيّ في المساجد التركيّة لقطع الطريق على كلّ من يفكّر أن يعبث بفكر الأطفال السوريين في تركيا من أصحاب الفكر المتطرّف، والحفاظ عليهم من الانحراف الفكريّ والأخلاقيّ، وحماية المساجد التركية من تسلل أصحاب فكر الغلو إليها عبر أي داعية سوري، وقد اعتمدت رئاسة الشؤون الدينية المجلسَ الإسلاميّ السوريّ بموجب هذا الاتفاق جهةً مرجعيّةً للسوريين في تركيا، كما كان من مهام المجلس تنظيم العمل الديني في الشمال السوري في المساجد ومؤسسات التعليم الشرعي بالتعاون مع الجهات الفاعلة في سورية وذلك لتحقيق الهدف نفسه، وقد جعل المجلس من أولوياته الحفاظ على المجتمع التركي والسوري من الأفكار المغالية والمتشددة، وذلك بتنظيم العمل الدعوي في الولايات التركية التي يكثر فيها السوريون بالتنسيق مع رئاسة الشؤون الدينية، فشكّل المجلس لجنة من حملة الشهادات العلمية والأكاديميين في الجامعات التركية وحملة الإجازات في القرآن الكريم للتنسيق مع رئاسة الشؤون الدينية التركية، وقد قامت هذه اللجنة بتنظيم العمل الدعوي وضبطه من خلال عدد من الأمور؛ منها:
رابعاً: ومن أهمّ أعمال المجلس التي قاوم بها الغلوّ والتطرّف:
◊ فتوى حول تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بتاريخ 15/6/2014 – رابط الفتوى: https://sy-sic.com/?p=263
◊ بيان حول بطلان إعلان الخلافة من قِبل تنظيم دولة العراق والشام بتاريخ 6/7/2014 – رابط البيان: https://sy-sic.com/?p=218
◊ بيان توضيحي حول تنظيم دولة العراق والشام بتاريخ 25/8/2014 – رابط البيان: https://sy-sic.com/?p=244
◊ بيان بشأن الحرب على الإرهاب بتاريخ 5/9/2014 – رابط البيان:https://sy-sic.com/?p=182
◊ بيان حول استشهاد الشيخ “أبي ثابت” رياض الخرقي رحمه الله بتاريخ 24/5/2015 – رابط البيان: https://sy-sic.com/?p=1425
◊ بيان بشأن تقدم تنظيم داعش في ريف حلب الشمالي بتاريخ 1/6/2015 – رابط البيان: https://sy-sic.com/?p=1489
◊ بيان بشأن ماتفعله مجموعات الحماية الكردية في الشمال السوري بتاريخ 19/6/2015 – رابط البيان: https://sy-sic.com/?p=1655
◊ فتوى حول حكم التنسيق مع الحكومة التركية في القضاء على تنظيم داعش بتاريخ 4/8/2015 – رابط الفتوى: https://sy-sic.com/?p=1929
◊ بيان بشأن ما يقع في ريف حلب الشمالي من بعض الميليشيات الكردية بتاريخ 3/1/2016 – رابط البيان: https://sy-sic.com/?p=2776
◊ بيان بشأن القتال مع القوات التركية في عملية درع الفرات بتاريخ 24/9/2016 – رابط البيان: https://sy-sic.com/?p=3453
◊ بيان بشأن جرائم الغلاة وعدوانهم على المجاهدين بتاريخ 10/10/2016 – رابط البيان باللغة العربية: https://sy-sic.com/?p=3499 – رابط البيان باللغة التركية: https://sy-sic.com/?p=3502
◊ بيان بشأن جبهة النصرة (فتح الشام) بتاريخ 24/1/2017 – رابط البيان: https://sy-sic.com/?p=3948
◊ بيان بشأن بغي هيئة تحرير الشام وهجومها على معرة النعمان بتاريخ 10/6/2017 – رابط البيان: https://sy-sic.com/?p=4741
◊ بيان بشأن بغي هيئة تحرير الشام على باقي الفصائل وخطفها للعلماء والدعاة بتاريخ 19/7/2017 – رابط البيان: https://sy-sic.com/?p=5216
◊ بشأن بغي هيئة تحرير الشام على لواء الزنكي بتاريخ 12/11/2017 – رابط البيان: https://sy-sic.com/?p=2551
◊ بيان بشأن الاعتداء المتزامن لداعش والنظام على ريفي حماة وحلب بتاريخ 14/12/2017 – رابط البيان: https://sy-sic.com/?p=5746
◊ بيان بشأن بغي وعدوان هيئة تحرير الشام بتاريخ 3/1/2018 – رابط البيان: https://sy-sic.com/?p=7400
◊ بيان بشأن الانتصارات التي حققها الجيش الحر على داعش في الشمال السوري بتاريخ 13/2/2018 – رابط البيان: https://sy-sic.com/?p=6362
◊ بيان بشأن عملية (نبع السلام) لإقامة المنطقة الآمنة بتاريخ 10/10/2019 – رابط البيان باللغة العربية: https://sy-sic.com/?p=7695 – رابط البيان باللغة التركية: https://sy-sic.com/?p=7699
خامساً: ومما يأسف له المجلس إنّ هناك من يسعى إلى التأثير على الصورة الناصعة لرئاسة الشؤون الدينية في تركيا، وهزّ صورة المجلس الإسلاميّ السوريّ ومرجعيّته الوسطيّة، كما ورد في التقرير المذكور من ادعاء بأن المجلس زكى (مازن جاويش) لأجل الحصول على الجنسية فهو ادّعاء عار عن الصحة، فالاسم المذكور ليس عضوا في المجلس، والمجلس لم يزكّه قطّ لهذا الأمر ولا لغيره، وتزكية المجلس مختصّة بأهليّة ممارسة العمل الدعويّ، وليس من عمله أصلا التزكية لأجل الحصول على الجنسية، وفي التقرير المذكور صورٌ زعمت أنها تعود لمدارس شرعية في تركيا، والحقيقة أنّها تعود لمدارس شرعية في الأراضي السورية، فالمجلس لا يتولّى أيّ مهام إداريّة دينيّة في تركيا ولا في سورية، وإنّما يقوم بإصدار البيانات في قضايا الشأن العام ممّا يتعلّق بالشأن السوريّ؛ نصحا للأمة، وبيانًا لوجه الحكم الشرعيّ، كما يهتمّ بالإفتاء في النوازل المعاصرة التي ترِدُ إليه، وليست له أيّ سلطة تنفيذيّة لتطبيق هذه الفتاوى أو غيرها من أحكام الشريعة، وأمّا في تركيا فيقتصرُ عمله بالتنسيق مع الشؤون الدينية التركية على رعاية الجانب الدعويّ فيما يخص السوريين.
وختاما: فإن المجلس الإسلامي السوري يسجل شكره وتقديره لموقف تركيا حكومة وشعبا من المهاجرين إليهم، ويخص بالذكر رئاسة الشؤون الدينية التركية، ويقدر جهود المخلصين في تمتين أواصر الأخوة بين الشعبين الشقيقين ودفع شرور من يسعى للتفرقة بينهما، والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.
والحمد لله ربّ العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
24 صفر 1445هـ الموافق 9 أيلول 2023 م