الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
إنّ المجلس الإسلامي السوري إذ يُعبّر عن بالغ الألم لما يتعرض له أهلنا في إدلب والشمال السوري من قصف همجي مروّع، فإنه يدين ويستنكر هذا العدوان بأشد عبارات الإدانة والاستنكار، كما يدين الصمت الدولي المريب تجاه هذه الجرائم المروّعة، وفي هذا الصدد يبيّن ما يلي:
أوّلاً: إنّ واقع الفقر والجوع والخوف في سورية خصوصاً في مناطق سيطرة النّظام قد بلغ حداً لا يطاق، وقد بدأ ارتفاع الأصوات ضد النظام ضمن حاضنته بشكل واضح، وكذلك فإنّ الحراك المستمر في مدينة السويداء قد فضح زيف هذا النظام وورقة حماية الأقليات التي طالما تاجر بها، ولذلك فإنّ رأس النّظام في سورية وعصابته المجرمة يعملون بكل السبل لأجل تحشيد الحاضنة المفكّكة حولهم، وإبعاد الحبل عن خناقهم، فيقومون بالتفجير وسط هذه الحاضنة ويتهمون به أبناء الثورة السورية، ويوصلون رسالة مفادها أن لا أمان للسوريين إلا بهذا النظام الذي يحميهم من الإرهاب، ذلك الإرهاب الذي يصنعه هذا النظام ويعتاش عليه.
ثانيًا: إنّ الأصابع الإيرانية الخبيثة واضحة جداً في سيناريو الأحداث المتتابعة، بدايةً من حادثة الكلية الحربية في حمص وما تحتاجه من إمكانات واختراقات، وانتهاءً بالقصف التدميري لمناطق الشمال السوري، ممّا يخلط الأوراق ويجعل إيران تظهر كلاعبٍ فاعلٍ في منطقةٍ تحتشد فيها القوى العالميّة.
ثالثًا: لقد بدا للعالم كله أنّ أكبر من يدفع الثمن في سورية هم المدنيّون الأبرياء، وإنّ الأعداد الكبيرة من الأطفال والنساء الذين قتلهم النظام وحلفاؤه الإيرانيون والروس في الحملة المسعورة المستمرة على الشمال السوري تشكّل أكبر دليل على أهداف هذا النظام وحلفائه، تلك الأهداف المتمثلة في المزيد من القتل والتهجير والتغيير الديموغرافي.
رابعًا: إنّ الوقائع والأحداث المتتالية تؤكد أنّ على الشعب السوري أن يقف بكل مكوناته صفاً واحداً متماسكاً في مواجهة هذا النظام القاتل وعصابته المجرمة، وأنّ على الفصائل الثورية أن توحد بندقيتها ضد هؤلاء القتلة.
ختامًا: نسأل الله تعالى أن يعجّل بزوال عصابة الإجرام عن سورية، وأن يفرّج عن أهلنا في سورية كلّها خصوصاً في الشمال السوري الذي يتعرض لمحرقة حقيقيّة اليوم، وأن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى.
المجلس الإسلامي السوري
22 ربيع الأول 1445هـ الموافق 07 تشرين الأول 2023م