الحمد لله ناصر المظلومين والصلاة والسلام على سيّدنا محمد إمام المجاهدين وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فإنّ المجلس الإسلاميّ السوريّ يتابعُ ما يجري في المناطق المحررة من مظاهرات ضدّ الظلم والطغيان منذ بدايتها، ويرى إرهاصاتها منذ سنين في عيون أبناء الشعب المقهور، بفصائله العسكرية ومكوّناته الثورية والمدنية، الذين لا ينامون على ضيم ولا يسكتون على ظلم وفساد، مهما تنوعت أشكال الظلم، وغيّر الظالم من شكله ومسوحه وزيّـه، ويفخر المجلس بانتمائه إلى هؤلاء الثوار الأحرار، وحيال ما يجري فإنّه يبيّن ما يلي:
أولاً: يثمّن المجلس هذا الحراك الشعبيّ بكل أشكاله من مظاهرات واعتصامات واحتجاجات سلميّة، ويعتبره حقاً مشروعاً لكل المواطنين أنّى وجد الظلم والاستبداد والفساد، فإنّ شعبنا لم يخرج على العصابة الحاكمة الفاسدة الظالمة المجرمة ليستبدل بها عصابة ظالمة فاسدة أخرى، ومن واجب المسلمين جميعًا أن يمنعوا البغي والعدوان والظلم بكلّ أشكاله.
ثانياً: يؤكد المجلس على تجريم كل مظاهر الظلم من سجن بغير حقٍّ وتعذيب وفرض ضرائب ومكوس، وتجاوز صلاحيات القضاء النزيه العادل، ومن بدهيات الحكم الرشيد أنّ العدل أساس الحكم وركيزة استقرار المجتمعات، لذا فإنّ المجلس يدين الظالمين ويدعو إلى محاسبتهم على ما ارتكبوه من ظلم وتجاوزاتٍ، ولا يقبل التبرير لهم تحت أيّ ذريعة، وهذا شأن العلماء الذين أخذ الله عليهم الميثاق أن يبينوا للناس الحقَّ ولا يكتمونه.
ثالثًا: يرى المجلس أنّ الخروج من هذه الحالة التي نحن فيها يتطلّب اختيار قيادة كفوءة منبثقةٍ عن الإرادة الحرّة لشعبنا الأبيّ، وهذا يستلزم إحياء الدور الحقيقيّ الفاعل للنُّخبِ الثوريّة، وتداعي أهل الحلّ والعقد من العلماء والأكاديميين والقانونيين ووجهاء المناطق والقبائل إلى المبادرة بتشكيل قيادةٍ ثوريّةٍ تحافظ على مبادئ الثورة وتصون كرامة الناس وحقوقهم وتمنع الظلم والفساد.
ختامًا: نسأل الله تعالى أن يهيأ لشعبنا الخير والرشد والسلامة، وأن يوفّقه لتحقيق ما يصبو إليه، والحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
29 شعبان 1445هـ الموافق 10 آذار 2024م