الحمد لله الذي حرّم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين العباد، والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: “اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة”، وبعد:
فإنّ المجلس الإسلامي السوري إذ يتابع بألم بالغ ما يتعرض له اللاجئون السوريون من ترويعٍ وما ينزل بهم من اعتداء على الأنفس والممتلكات في عدد من الولايات التركية خصوصاً ما جرى البارحة في ولاية قيصري فإنه يبين ما يلي:
أولاً: يتوجه المجلس إلى المسؤولين في هذا البلد وفي مقدمتهم رئيس البلاد أن يقوموا بواجبهم في حماية اللاجئين المستضعفين الذين هم مِن أسباب الرزق والنصر الذين يقول فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم”، وإنّ الذي سيخسر هو من ظلمهم وخذلهم.
ثانياً: يطالبُ المجلس العلماء والدعاة وقادة الرأي في تركيا أن يؤدوا الأمانة العظيمة التي حمَّلهم الله تعالى إياها في نصرة المظلومين وحماية المستضعفين، يقومون بذلك وهم يذكّرون بحرمة العنصرية وعظيم جرمها وأنّ ضررها وخطرها يشمل الجميع، ويكون أداؤها بأن يؤكدوا لشعبهم حقوق إخوتهم اللاجئين وحرمة الاعتداء عليهم وتبيين عظيم مكانتهم في الدين القويم والمواثيق الدولية والأخلاق والأعراف المرعية.
ثالثاً: يذكّر المجلس بسيادة القضاء على الجميع وأنه الموطن الذي تتم فيه المحاسبة والمحاكمة لجميع الأطراف، داعياً اللاجئين السوريين إلى التقيد بالقوانين والأنظمة في البلاد التي يقيمون فيها.
ختاماً: نسأل الله تعالى أن يردّ المهجّرين إلى أوطانهم مطهّرة من الظالمين، وأن يجعل لهم مما هم فيه من الشدة والكرب فرجاً ونجاة، إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو حسبهم ونعم الوكيل والنصير.
المجلس الإسلامي السوري
25 ذو الحجة 1445هـ الموافق 1 تموز 2024م