‏بيان‬ حول أحكام القضاء الجائر في مصر الشقيقة

‫‏بيان‬ حول تحرير ‫‏جسر الشغور‬ ومناطق في سهل الغاب
أبريل 26, 2015
بيان حول استشهاد الشيخ "أبي ثابت" رياض الخرقي رحمه الله
مايو 24, 2015

‏بيان‬ حول أحكام القضاء الجائر في مصر الشقيقة

بِسْمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحِيم
الحمد لله نصير المظلومين وقاهر الظالمين والصلاة والسلام على من بعثه الله بالحق والعدل إلى يوم الدين وعلى آله وأصحابه أجمعين ، يقول الله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ‌ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ﴾، وبعد:
فما زال مسلسل العسف الواضح والظلم الصارخ مستمراً في أرض الكنانة مصر العروبة والإسلام، فبالأمس القريب صدرت الأحكام الجائرة (الإعدام) بحق الرئيس ‫#‏مرسي‬ فرج الله عنه وبعض من إخوانه من أهل العلم والفضل والدعوة في قائمة ضمت العلامة المجاهد الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله إضافة إلى مجموعة من الإخوة الفلسطينيين الأحرار بعضهم قضى نحبه والآخرون لا زالوا يرزحون في سجون الاحتلال الصهيوني، لقد تلقى المجلس الإسلامي السوري خبر هذه الأحكام كالصاعقة وكذلك تلقاها الأحرار والشرفاء في العالم بأسره بصدمة شديدة ، وأدرك الجميع مدى التردي الأخلاقي والسلوكي الذي وصل إليه النظام الانقلابي الفاشي الدموي في مصر ، وكذلك أدرك الجميع حجم التسييس الذي اعترى القضاء المصري الذي كان نسبياً في بعض مراحله من أنزه أجهزة القضاء في الوطن العربي، وهذه النكسة المشؤومة لهذا القضاء ذكرتنا ببعض العهود البائدة التي جعلت من القضاء أداة طيّعة في يد المستبدين العملاء الذين يعملون لصالح جهات متربصة لا تريد للعباد ولا للبلاد أمناً ولا استقراُ ولا رقياً وازدهاراً، وما زالت حبال المشانق التي قضى عليها خيرة المصلحين من دعاة ومفكرين، وناصحين ومخلصين، ما زالت هذه الحبال معلقة على الجدران ماثلة في الأذهان وإن كنا ظننا أنها قد اختفت إلى الأبد.
إن “المجلس الإسلامي السوري” كغيره من الهيئات والمجالس الشرعية في سوريا والعالم الإسلامي والشرفاء في العالم ليستنكر بأشد عبارات الاستنكار هذه الأحكام الجائرة التي تفتقد إلى الحد الأدنى من المعايير القضائية والعدالة والنزاهة، وتتجاوز حدود المنطق والمعقول، لتصل إلى درك التشفي والانتقام والاستئصال، ويؤسس هؤلاء الظلمة المستبدون لبيئة يرتع فيها التطرف والغلو اللذان يرفضهما الجميع وبخاصة أولئك الذين وقع الظلم عليهم وعلى رأسهم علاّمة الأمة الشيخ القرضاوي الذي يعد من أكبر دعاة الوسطية في الزمن المعاصر وشهد له بذلك علماء العصر.
وجاء في سياق الحكم الجائر المهزلة تحويله إلى مفتي البلاد ليجيزه ، وإننا لنذكر المفتي بحرمة دماء المسلمين وإهراقها ظلماً بغير حق، ونذكره بالوقوف للحساب بين يدي رب العالمين يوم لا ينفعه الطغاة الظالمون مستحضرين قول المصطفى عليه الصلاة والسلام (أول ما يحاسب العبد عليه الصلاة وأول ما يقضى بين الناس في الدماء) ولو ضغط على المفتي في اتجاه التصديق على هذه الأحكام وإجازتها فليستقل وليكشف عوار هذا القضاء الفاجر ومن وراءه من الطغاة الظلمة ، ولا عذر شرعاً له في ذلك ولا شك أنه يعلم الحكم تماماً.
وكذلك فإن المجلس الإسلامي السوري يتعجب من هذا الصمت المطبق لكثير من الحكومات والمنظمات والهيئات التي تعنى بحقوق الإنسان وتجعل من هذه الحقوق وانتهاكاتها سيفاً مصلتاً في وجه بعض الحكومات والجماعات وتتغاضى عن البعض الآخر، ولعلها تدعم هذه الانتهاكات من طرف خفي.
إن هذه الازدواجية في المعايير تؤسس كذلك لبيئة جاذبة للإرهاب والتطرف اللذين يسعى العالم كله لمكافحته ومحاربته، وفي الختام نتمنى على شرفاء القضاة في مصر أن يحافظوا على شرف القضاء ويقولوا كلمتهم في أولئك الذين يشوهون سمعة قضائهم، ويجعلون العدالة غارقة في بحر أهواء الحكام والمتنفذين لمصلحة من لا يريد لمصر ولا للمصريين خيراً، جنب الله مصر وشعبها وأمة الإسلام والمسلمين الفتن، ورفع عن الجميع البلاء والمحن ، والحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
1/شعبان/1436 هجري الموافق 19/أيار/2015
11154934_1011998005486800_2988104404968499429_o
11212617_1011998028820131_6502953722958168191_o