بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الحي القيوم والصلاة والسلام على نبينا محمد إمام الهدى والمتقين وعلى آله الأبرار وصحبه الأخيار وبعد:
فقد توفي هذا اليوم علمٌ كبير من أعلام الأمّة وعلاّمة محقق نحرير، ترك ثروة علمية هائلة من المؤلفات والموسوعات النافعة انتفع بها طلبة العلم في أرجاء العالم الإسلامي ، كما تذكره الأجيال المتعاقبة من الطلاب والخريجين بكلية الشريعة في جامعة دمشق فهم يشهدون له بالمكنة والعطاء، وكان له أدوار بارزة في مجامع الفقه الإسلامي في أرجاء العالم، حتى غدا علماً من أعلام الأمة يدلي بدلوه في المستجدات وينتظر رأيه في النوازل والمعضلات، والمجلس الإسلامي السوري إذ يعزي الأمة بفقيدها الراحل ليثمّن مواقف هذا العالم الرباني في وقوفه للتنبيه على أخطر مؤامرة فكرية تعرضت لها بلاد الشام بغية تشييعها بتمويل من إيران وتسهيل من النظام الطائفي المجرم، وتشهد لفقيدنا الراحل مواقفُه الجريئة التي فضحت هذا المخطط الآثم ونبهت الأمة على هذا الخطر القادم، إضافة إلى مواقفه الصريحة المنحازة للثورة السورية العادلة التي قامت في وجه الظلم والاستبداد والقهر، ويحسب لفقيدنا ثباته وبقاؤه في البلاد مع وجود التهديد والوعيد وتوقع الأذى في أي وقت، وكذلك لم يستطع النظام الخبيث أن يستغله في موقف أو كلمة وبقي فقيدنا رمزاً للثبات على الحق والقيام بالقسط رحم الله فقيد الأمة وأسكنه فسيح جناته ، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيراً، وعوّض هذه الأمة وجبر مصابها ، إنا لله وإنا إليه راجعون وإلى الله ترجع الأمور.
المجلس الإسلامي السوري
25 شوال 1436 هجري الموافق 10 آب 2015م