ضمن اللقاءات والزيارات التي قام بها أُمناء المجلس الإسلامي السوري في الشمال المحرر، فقد زار السادة الأمناء وعلى رأسهم فضيلة الشيخ أسامة الرفاعي رئيس المجلس الإسلامي السوري جامعة حلب الحرة واجتمعوا مع رئيس الجامعة الدكتور عبدالعزيز الدغيم وعدد من أعضاء هيئة التدريس وألقى فضيلة الشيخ أسامة الرفاعي محاضرة في مدرج الجامعة بحضور جمع من طلاب الجامعة بعنوان خصائص الحضارة الإسلامية تحدث في مقدمتها عن افتخاره بهذا الصرح المتميز لأنه وُجد في ظروف صعبة وتاريخ عانى فيه الشعب السوري الكثير من المصاعب، وأكد فضيلته أن الإيمان هو أساس الحضارة الإسلامية وأكد على أهمية العلم والبحث العلمي ونبذ الجهل والخرافات
، ثم تحدث عن شمول الحضارة الإسلامية وتغطيتها للجوانب الروحية والأخلاقية على حين أن كثيرا من الحضارات اغفلت هذه الجوانب وقامت على أساس المادية والنفعية وشوهت كثيرا من المصطلحات كالحرية مثلا التي نزلت في نظرهم إلى مستوى الحرية البهيمية، لذا رأينا اليوم من يتحدث عن المثلية والشذوذ ويدافع عنهما، وأما في الإسلام بقيت هذه المصطلحات متوافقة مع الفطرة منضبطة بالوحيين الكتاب والسنة، والحضارة منتج بشري تراكمي ساهمت فيها كل الأمم وكان للحضارة الإسلامية دور بارز في التقدم العلمي والتقني الذي وصلت إليه ما يسمى بالحضارة الغربية اليوم، فقد انتقلت كثير من العلوم التي انتجها المسلمون إلى الغرب عن طريق معبر الأندلس، وللأسف قام كثيرون بسبتها لأنفسهم وعدم نسبتها لأصحابها الحقيقين وهذا لون من الزيف والسرقة، واستشهد المحاضر بكتاب زيغريد هنكة الذي سمي فيما بعد “شمس العرب تسطع على الغرب” وذكر نماذج لهذه الانتحالات العلمية، وبين أن المسلمين وضعوا الأسس المنهجية للبحث العلمي.
وفي ختام المحاضرة شكر فضيلة الشيخ أسامة الرفاعي رئيس الجامعة والهيئة التعليمية على الجهود التي يبذلونها مذكرا لهم بضرورة مراعاة الجانب التربوي والأخلاقي مع قيامهم بدورهم التعليمي والتثقيفي ووجه الخطاب للطلاب بحثهم على العلم والتحلي بأخلاق العلماء محذراً إياهم من الأفكار الدخيلة على مجتمعنا والمتمثلة بالجندرة والمثلية والشذوذ.
ثم اختتمت المحاضرة بالإجابة على بعض أسئلة الحاضرين وبشكر رئيس الجامعة للمجلس الإسلامي السوري ممثلا بفضيلة رئيسه وأمانته العامة.