الحمد لله القائل: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}، والصلاة والسلام على قائد الغرّ المحجّلين، سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإنّ المجلس الإسلاميّ السوريّ يبارك لشعبنا الثابت الصابر الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة المظفّرة؛ التي كان لها بدايات وإرهاصات تعتمل في صدور الشعب الحرّ الأبيّ منذ استيلاء المجرمين على السلطة في بلادنا، وفي هذه الذكرى يودّ المجلس تأكيد ما يلي:
أولاً: إنّ الثورة السوريّة نتيجةٌ طبيعيّةٌ مشروعةٌ لصدّ عدوان عصابةٍ مجرمةٍ نالت من دماء الناس وأموالهم وأعراضهم منذ أكثر من نصف قرن، لذا هبّ الشعب السوريّ الحرّ على قلّةٍ في الإمكانات، وخذلانٍ من أكثرِ دول العالم، حتّى منّ الله عليه بالنصر والفرج في سابقة لم يشهد مثلَها التاريخُ المعاصر.
ثانيًا: شكرُ الله تعالى على نعمة النصر والوحدة واجبٌ لا ينقطع، وتذكّرُ الحالة الماضية ضرورةٌ دينيّة، قال سبحانه: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}. ويحصلُ شكر نعمة النصر بالعمل لتمكين شرع الله تعالى، والتأكيد على وحدة الشعب السوريّ وتمتين الأواصر بين أبنائه، ونصرة إخواننا المستضعفين في الأرض.
ثالثًا: إنّ انتصار الثورة خلّصنا من الاحتلالات الأجنبيّة، وكسَرَ مشروع ملالي إيران في المنطقة، وخلّصنا من احتلال ميليشياتها على أرض بلاد الشام المباركة، وفي القادم خير كبير إن شاء الله تعالى، ونسأل الله تعالى أن يزيح الغمّة عن أمّة الإسلام كلّها.
رابعًا: من العدل والإنصاف أن يُعطى كلّ ذي حقّ من الثوّار الأوائل حقّه، وكلّهم بذل وضحّى، وكلّهم بدأ الثورة في بلده وموقعه، ولهم جميعًا فضل السبق وأجر الدلالة على الخير، فالثوّار كلّهم أبناؤنا وإخواننا، والثورة كلّها ثورتنا.
ختامًا: نسأل الله أن يرحم شهداء ثورتنا المظفّرة وأن يشفي جرحاها، وأن يعوّض من بذل فيها نفسًا أو جهدًا أو مالاً أو مسكنًا.
والحمد لله ربّ العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
15 رمضان 1446هـ الموافق 15 آذار 2025م