فلسفة العُمران الحضاري من منظور قرآني
نوفمبر 23, 2019
الولاية السياسية للمرأة
نوفمبر 23, 2019

حُــــبُـــــكُ الــقَــصِــيــدِ

للشاعر: عماد الحُزَّانِي

دُجَىً نَـسَـجْتُ كَـلَامـاً مَـالَـهُ طَـرَفُ —  بِـهِ الـطَّـبَـائِعُ وَ الأَجْـنَـاسُ تَلْتَـحِـفُ …

بِـالـسِّـرِّ زَرْكَشْتُهُ حَـتّـى غَـدَا حُبُكاً[1] — لَهَا الـعُـجَـابُ انْحَنَى وَالهَامُ وَالكَتِفُ …

أَنَـايَ حَـرْفـاً فَـحَـرفـاً صَـاغَـهُ فَبَدَا — عَلَى لِسَانِي صِـرَاطاً كُـنْـهُـهُ الحَنَفُ[2]

… فَـوقَ اللُّغَاتِ تَرَاهُ فِي المَدَى كَعَصَا — مِوسَى مِنَ النَّاحِيَاتِ السّتِ يَلْتَـقِـفُ

… مَا الأمرُ؟ مَا السِّرُّ حَتّى انْتَابَنِي وَلَهٌ — كَوَى الحَشَا، وَيْـكَـأَنِّـي عَاشِقٌ دَنِفُ

… تَجَاذَبَـتْـنِـي أَيَادِي الرِّيحِ، وَا جَسَدِي — كَأَنَّـنِـي غُـبْـرَةٌ قَـد تَـفَّـهَـا الجَدَفُ ..

. أَمشِي وَلَم أَلْتَمِسْ شَيئاً يُضِيءُ هُدَىً — إِذ كُنتُ فِـي أَسَفٍ مِـن فَوقِهِ أَسَـفُ ..

. فِـي الـجَـاهِلِيَّةِ قد حملقت عَن كَثَبٍ — وَ أَيُّ حَـمْـلَـقَـةٍ مِـمَّـا أَرَى تَـجِـفُ[3] ..

. أَرَى الجَزِيرَةَ فِي الأَدْنَاسِ سَـارِحَةً، — وَرَاءَ شَـهْوَتِـهَـا سُـرْعَانَ مَـا تَـزِفُ[4]

هَـذِي قُرَيشٌ عَـلَى الأَصْنَامِ عَـاكِفَةٌ — فِي السِّر وَالعَلَنِ الفَحْشَاءَ تَـقْـتَرِفُ …

تَـرَى الـتَّـطَـيُّرَ وَ الأَزْلَامَ تَـبْـصِـرَةً — ظَـنَّـتْـهما رُشْدَهَـا لكنْ هُمَا التَّلَـفُ

… مَـعْـبُـودُهَـا هَنُهَا وَ البَطْنُ فُسْحَتُهَا — وَ الشِّـرْكُ دَيْدَنُهَا وَ الجَاهُ وَ الـتَّرَفُ …

ظَلَّتْ إِلَى أَنْ قَضَى الـقُدُّوسُ حِكْمَتَهُ — فَـجَـاءَ جِـبْرِيلُ وَ الإِسْلَامُ وَ الشَرَفُ

… حَـانَـتْ وِلاَدَتُـهُ فَـالــخَـلْقُ كُـلّـهـمُ — إِبَّـانَ مَـوْلِـدِهِ فِـي دَهْـشَـةٍ وَقَـفُوا …

فَأَسْـلَمُوا رَغْـبَـةً لَا خِـيْـفَـةً وَشَرَوا — فِدَاءَهُ رُوحَـهُـم مَـا شَـفَّـهُـم شَظَفُ[5]

… تَـاللهِ قَـدْ ذَكَـرَ الإنْـجِـيـلُ سِـيـرَتَهُ — كَـذَاكَ مِـنْ قَـبْـلِهِ التَّوْرَاةُ وَالصُّحُف

… دَنَوتُ شَـيئَاً فَشَـيئَاً وَ الرُّؤَى اتضحت — وَرَاحَ يُشْعِلُ نَـارِي الـحُـبُّ وَ الشَغَفُ

… وَإِذ بَعَينِ الجَوَى أَبْصَرْتُ طِـيـبَـةَ قَـد — تَـزَيَّـنَـتْ بِــحُــلِــيٍّ ظِــلُّــهُ يَــرِفُ[6] ..

. وَإِذ بَـأَحْـمَـدَ لِـلقَصْـوَاءِ مُـمْـتَـطِـيَـاً — وَالصَّـحْـبُ بِالحَمدِ وَالتَّكْبِيرِ قَد هَتَفُوا …

يَـا أَيُّهَا المُجْتَبَى وَالصَّحْبُ أَيـنَ؟ إِلَى — “بَدرٍ” إِلَى “أُحُدٍ”… عَلَّ الوَغَى تَهِفُ[7]

… إِلَى حُنَـيـنٍ إِلَـى ذَاتِ الـرِّقَـاعِ إِلَـى — فَـتـحٍ لَـهُ الـقَـلبُ بالإِخلَاصِ مُرْتَصِف

… فِـي جَيـشِـهِ الـوَحْيُ وَالأَمْلاَكُ أَجْنِدَةٌ — رَهْـنُ الإِشَـارَةِ مَا مَالُوا وَمَا انْحَرَفُوا

… كُلُّ الوَقَـائِـعَ غَـرْقَـى فِـي بُـطُـوْلَتِهِ — فِـإِنْ يُـرِدْ هَـدَفـاً يَـخْـضَعْ لَـهُ الهَدَفُ …

أَبُـوسُ مَـوضِـعَ نَـعْـلَـيـهِ وَ أَنْـشُـقُهُ — بِحُرْقَةٍ ذَابَ فِيهَا الـنَّـسْـلُ وَ السَـلَفُ ..

. فَـالـمَـاءُ مِـن رَاحِـهِ مِثل العُيونِ ضَفَا — كُلُّ الجُنُودِ ارْتَوَوا مِـن بَعدِمَـا الْتَهَفُوا[8]

… وَ الـضَّـبُ بَـيـنَ يَـدَيـهِ بَـعـدَ مِيـتَـتِهِ — عَادَت لَهُ الرُّوحُ إِذ فِي دِيـنِـهِ اخْتَلَفُوا …

يَـا خَيرَ مَـن أَرسَلَ الرَّحمَنُ مِـن بَشَرٍ — وَ مِـن مَـلَائِـكَـةٍ، هُم دُونَكَ، اعْتَرَفُوا،

… يَسْتَلُّ مِـنْـكَ الـهَـوَاءُ الرَّطْبُ نَسْمَتَهُ — وَ الغَيمُ مِـنْ وَجْنَتَيْكَ القَطْرَ يَرْتَشِـفُ

… وَمِن جَـبِـيـنِكَ قُرْصُ الشَّمسِ مَطْلَعُهُ — وَالجُودُ مِن كَفِّـكَ المِعْطَاءِ يَـغْـتَـرِفُ ..

. صَـلَّـى وَ سَلَّمَ رَبُّ العَرشِ مِـن أَزَلٍ — عَـلَـيـكَ فَـازْدَانَـتِ البَيدَاءُ وَ السُّقُفُ ..

. أَبْنَـاءُ قَـيْـلَـةَ قَـد أَطْـفَـأْتَ حَـرْبَـهُـمُ[9] — مِن بَعْدِ فُرْقَـتِـهِم فِـي ظِلِّكَ ائـتـلفوا …

” فَالذِّكرُ” سَمَّاهُمُ “الأَنْصَارَ” تَكْرُمَـةً — إذ فـي مناصرة الاسلام مـا ضعفوا

… نُـصِـرْتَ بِـالـرُّعْـبِ آيَـاتٍ وَ مُعْـجِزَةً — مَسِيرَةَ الشَّهْرِ مِنْكَ الكُـفْـرُ يَـرْتَجِفُ

… كَـلَّا أَنَـا لَيسَ لِي فِي الغَابِرِينَ هَوَىً — إِلَّاكَ فَـالغَـيرُ كَمْ فِي العِشقِ يَخْتَلِفُ

… لَـوْلَاكَ لَمْ أَدْرِ مَـا مَعْنَى الهَوَى أَبَدَاً — إِنَّ الهَوَى فِـي فُـؤَادِي رَوْضَةٌ أُنُفُ

… هَـذَا هُـوَ الـرَّحْمَةُ المُهْدَاةُ ذُو زَلَفٍ — مَا مِثْلُهُ إِيْ وَرَبِّي فِي الوَرَى زَلَـفُ

… تَــدُورُ سِــيْـرَتُهِ الغَرَّاء فِي خَلَدِي، — لله تُـحْـفَـتُـهَـا لَـمْ تَـعْـلُـهَا تُـحَـفُ …

مَـهْـمَـا أَتَـى شُعَرَاءٌ مَـادِحُونَ لَـهُ — فِـإِنَّـهُ فَـوْقَ مَـا قَالُوا وَ مَا وَصَفُوا …

 

[1] – الحبك: جمع حبيكة، وهي الطريق.

[2] – كنهه: أي جوهره، والحنف: الميل ومنه الحنيفية أي ملة إبراهيم المائلة إلى الحق والاعندال.

[3] – تزف: تسرع.

[4] – تحف: تضطرب.

[5] – الشظف: الضيق.

[6] – يرف: يتسع ويمتد.

[7] – تهف: تعصف.

[8] – التهفوا: احترقوا من شدة العطش.

[9] – أبناء قيلة: هم الأوس والخزرج وقيل هي جدتهم وينسبون إليها.