بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد من بعثه الله هادياً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار يقول الله تعالى: ﴿فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ)، وبعد :
ففي الوقت الذي تتقدم فيه كتائب الجهاد وتحرز الانتصار تلو الانتصار وكان آخرها استكمال تحرير محافظة إدلب سوى بؤر يسيرة يعمل المجاهدون على تحريرها ويتولى جيش الفتح -فتح الله عليه – أمرها، بدأ تنظيم (داعش) كعادته مهاجمة المجاهدين من الصفوف الخلفية لتخفيف الضغط على النظام، وقد صار واضحاً لدينا أن هذا التنظيم فضلاً عن جنوحه الفكري وغلوه المنهجي جمع إلى ذلك العمالة للنظام وللقوى التي لا تريد للثورة السورية ولا للثوار خيراً ولا نجاحاً، ولم يعد خافياً أن هذه القوى الثلاث النظام وداعش والتحالف الدولي يوجد بينهم تنسيق كبير في كثير من المواقع، فالطيران السوري يجول في الشمال ويرمي بالبراميل المتفجرة في نفس الوقت الذي يجوب فيه طيران التحالف سماء المنطقة، ولم يعد خافياً تمثيليات تسليم المناطق لداعش كما حصل في #العراق في مواقع عديدة وواسعة ويحصل اليوم في #سوريا وآخرها تسليم مدينة تدمر بكامل عتادها وسلاحها دون أدنى مقاومة أو قتال أو خسائر.
ومن الواضح أيضاً أن النظام بعد انقطاع طريق الساحل حلب وخسارته بعض النقاط على أطراف حلب ومحاصرة قواته فيها يسعى إلى تسليم حلب لتنظيم (داعش)، ولا طريق لها إلا عن طريق الريف الشمالي، وهكذا تقدمت عصابات البغدادي في الريف الشمالي في عدة قرى ومواقع استراتيجية ومهمة، وسبق هذا التقدم قصف جوي لطيران النظام وتمهيد مدفعي من النظام وداعش في الوقت نفسه، ولا يخفى أن جيش الفتح الذي تشكل حديثاً في حلب وريفها بدأ يخطط لتحرير مدينة حلب من النظام وجاءت تحركات (داعش) في سياق إفشال هذا التحرير، وصار مما لا يخفى على كل ذي لب وإدراك في السياسة أن (#داعش) صُنعت لإجهاض الثورات في العالم العربي والإسلامي، و(داعش) اليوم تقاتل الثوار في معظم الجبهات فعلى سبيل المثال (داعش) موجودة في منطقة الشيخ نجار بحلب وبجوارها قوات النظام ملاصقة تماماً، فتترك قوات النظام وتقاتل الثوار الأبعد عنها، ولا يخفى ما فعلوه في مخيم اليرموك بدمشق وما قاموا به من اغتيالات خسيسة ودنيئة غادرة للقادة الميدانيين والشرعيين وآخرهم الشيخ رياض الخرقي رحمه الله بالغوطة الشرقية.
والمجلس الإسلامي السوري بعد كل هذه الملاحظات يحمّل كل الفصائل في المنطقة مسؤولية قتال (داعش) ، ويفتي لهم بوضوح وجلاء بوجوب قتالها حفاظاً على دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم التي تستبيحها هذه الفئة المجرمة المعتدية العميلة، وحفاظاً على مكاسب الجهاد الشامي الذي أرادت القوى المتواطئة طعنه من الخلف بحربة (داعش) التي اشتهرت في كل مراحلها بالغدر ، بل وأفتت ورخصت لأفرادها بغدر المسلمين، فضلاً عن تكفيرهم واعتبارهم جميعاً مرتدين، وهناك من الكتائب المجاهدة من لا يزال يشك في جواز قتالهم ويتورع عن ذلك، ويقف موقف المتفرج ، فليعتبر هؤلاء بمن وقف هذا الموقف فيما مضى فكان أول مأكول لهؤلاء الفجرة، فهذه فتوى المجلس الإسلامي السوري الذي يضم ما يزيد على أربعين هيئة ورابطة شرعية ويضم ما يزيد على مائة من العلماء المشهود لهم بالعلم والفضل والاستقامة.
وبنفس الوقت يدعو المجلس القوى الداعمة للثورة في كل مكان دعم هذه الجبهات وإمدادها عاجلاً بكل ما تحتاج إليه، ويحذرهم من مخططات (داعش) ومن يقف وراءها ظاهراً وباطناً.
أيها المجاهدون رصّوا صفوفكم وأجمعوا أمركم ولا تترددوا في قتال هؤلاء المجرمين حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام كلاب أهل النار، فوالله لئن تمكنوا منكم فلن يرقبوا فيكم ولا في أهلكم إلاً ولا ذمة، وقد أعذرنا إلى الله ثم إليكم بفتوانا هذه نسأل الله لكم التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يكسر شوكة (داعش) وأن يبدد شملها ويبطل كيدها، والله الهادي إلى سواء السبيل.
المجلس الإسلامي السوري
الإثنين 14 شعبان 1436 هـ الموافق 1 حزيران 2015 م