بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
يقول تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ وبعد:
فإنَّ الجهاد في بلاد الشام قام نصرة للدين ودفعاً لصيالة نظام استباح دماء وأعراض وأموال المسلمين، ولا يخفى على أحدٍ أنَّ الشعب خرج مطالباً بحقوقه وبرفع الظلم الذي لَحِق به خلال عقود من حكم عصابة متسلطة وقفت ضد دين الأمة وثقافتها وحضارتها وهويتها، فاستهانت بالحرمات والدماء والأنفس والأموال، لقد عبّر الشعب عن مطالبه بسلمية وقد كف يده عن مجابهة سياسة الترويع بالصدمة التي انتهجها النظام باستخدامه العنف الشديد في قمع المظاهرات والاحتجاجات بالذخيرة الحية، ثم تطور به الأمر إلى ما نراه اليوم من جرائم ما سبق للتاريخ أن سطَّرها لنظام يقتل شعبه بهذه الوحشية، وكان لزاماً أن يدافع الشعب عن نفسه، وكما قال الله تعالى:﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ﴾ وتطور الأمر إلى أن تشكلت كتائب مختلفة وبفضل من الله بدأت تتحد فيما بينها وتعبر عن أهدافها بوضوح، محددة جغرافية عملها وهي الأرض السورية بسبب وجود النظام المغتصب فيها، وكذلك معبرة عن قيمها في كرامة الإنسان وحفظ حقوقه واحترام خياراته، ونبذ الغلو الذي هو الصورة المقابلة لطغيان النظام لكن بلبوس ديني ومسوغات مضللة، وبناء على ما تقدم فإن المجلس الإسلامي السوري يقرر ما يلي:
وفي الختام نسأل الله تعالى أن يتغمد شهداءنا بالرحمة وأن يشفى جرحانا، وأن يكون لكل أبناء شعبنا فيؤمنهم من خوف ويطعمهم من جوع، وأن يجمع شملنا على كلمة سواء وأمر رشد يعز فيه أهل الحق ويذل فيه أهل الباطل، ربنا هيئ لنا من أمرنا رشداً، والحمد لله رب العالمين.
19/رجب/1435ه الموافق 18/ أيار/2014م