بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه..
يقول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾ [الأحزاب- ٣٩] أما بعد :
فلا زال “تنظيم الدولة” يفجع السوريين مرة تلو أخرى ببرامجه وأهدافه المريبة، وبما يظهر من تناغم بينه وبين مخططات كائدة للإسلام وأهله ولعموم السوريين والمنطقة.
فرغم الظلم التاريخي الذي وقع على الأكراد في سورية من نظام البعث وحلفائه سواء بتسليط الأكراد بعضهم على بعض وتمزيقهم من داخلهم أو بواسطة اصطناع الأزمات والعداوات مع غيرهم، يقوم هذه الأيام “تنظيم الدولة” بعمليات عسكرية أدت إلى تهجير مئات الآلاف من المدنيين في منطقة عين العرب (كوباني) وماجاورها من قرى وأرياف بلا مسوّغ أو مبرر معتبر اللهم إلا ماغدا واضحاً من العمل على زج قضية الأكراد على منصّة الأحداث لتزداد قضية الثورة السورية تعقيداً، ولجعل قضية الأكراد ورقة يتلاعب بها في المساومات والمماحكات السياسية في المنطقة.
إن المسلمين عموماً يبرؤون إلى الله تعالى من أن تكون حياة الإنسان وكرامته ممتهنة ومستهانة كما يفعل نظام الإسد وحلفاؤه، وكما يمارس “تنظيم الدولة” على أهل سورية بكل شعوبها وأطيافها وبخاصة الأكراد منهم.
إن المجلس الإسلامي السوري ليستنكر الترويع والتهجير على أكراد سورية في عين العرب (كوباني) سواء من قبل” تنظيم الدولة” أو من غيرهم. كما أنه يصدع بكلمة الحق المتمثلة في أن رابطة الإسلام مع إخوتنا الأكراد وروابط التاريخ والمستقبل ووحدة الوطن كفيلة في أن تفضح من يتخذ دين الله هزواً ولعباً ويشرد الآمنين وينتهك الحرمات ويَجْهَدُ في تمزيق النسيج الاجتماعي للسوريين.
سائلين الله تعالى أن يعجل بالفرج في هزيمة الأسد المجرم ونظامه الطائفي البغيض وإزاحته عن أهل سورية جميعاً. كما نسأله سبحانه أن ينعم على السوريون جميعا بالأمن والأمان وأن تسود بينهم قيم العدالة والرحمة والمودة.
﴿وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾
المجلس الإسلامي السوري
الثلاثاء 13 ذي الحجة 1435هجرية
الموافق 7-10-2014م