بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، يقول الله تعالى ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ﴾ وبعد:
فقد ساءنا وساء شعبنا المكلوم الصابر أخبار الاقتتال الداخلي بين فصائل الغوطة الشرقية المجاهدة، وقد آلمتنا تلك الشماتة من أعداء الثورة الذين استغلوا هذه الأحداث وأمثالها لتشويه صورة الثورة النقية، ولا يخفى على إخواننا في هذه الفصائل وفيهم الشرعيون وطلاب العلم أن التنازع كما قال ربنا من أسباب الفشل وذهاب الريح وضياع الجهود وتبديد المكاسب، وإعطاء الفرصة للدخلاء والعملاء بدق مثل هذه الأسافين بين المجاهدين وإشعال نار الفتنة بينهم.
ولقد قال نبينا محمد عليه الصلاة والسلام يوم الحديبية: (والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها) هذه مع المشركين فكيف مع إخوة الدين والجهاد الذين حرمة دمائهم أعظم من حرمة البيت التي حرص النبي عليه الصلاة والسلام على رعايتها.
والمجلس الإسلامي السوري من هذه المنطلقات الشرعية يقرر خطة تعظم فيها الحرمات وتراعى فيها الحقوق والواجبات، وإزاء ما يجري يطلب من الفرقاء جميعا ما يلي:
أولاً: وقف إطلاق النار فوراً وكفّ الأيدي، واعتزال القتال ورفض أوامره ووقف التصعيد الإعلامي والعودة إلى اللغة التصالحية.
ثانياً: إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الفتنة من حيث المقرات والممتلكات.
ثالثاً: إلغاء كافة مظاهر التربص كالحواجز والنفير وحصار المقرات وإطلاق سراح المعتقلين خلال هذه الفتنة.
رابعاً: قيام كافة المؤسسات الشرعية والأهلية والوجهاء بإعلان رفض الاقتتال الداخلي و التصدي بحزم لهذه الفتنة.
والمجلس الإسلامي السوري استشعارا منه بواجبه حيال دينه وأمته وأهله في الغوطة سيقوم فوراً بتشكيل هيئة حيادية للتثبت من تنفيذ ما ذكر أعلاه ثم القيام بما يأتي:
أولاً: معالجة الآثار الناتجة عن هذه الفتنة وما ترتب عليها من حقوق وديات.
ثانياً: البحث في أسباب ما جرى والسعي الحثيث للقضاء على كل أسباب الفتنة بعد التحقق منها.
ثالثاً: الإعلان عن الجهات التي تمتنع عن وأد الفتنة وتعرقل إصلاح ذات البين.
نسأل الله أن يخمد نار الفتنة وأن يعصم دماء أبنائنا من المجاهدين وأن يزيل عن إخواننا مضلات الهوى ونزغات الشياطين ومثيرات الفتن، والحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
23 رجب 1437 هجري، الموافق 30 نيسان 2016م