بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و أصحابه أجمعين وبعد،
يقول الله تعالى: ﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾،
ينعي المجلس الإسلامي السوري ثلة الشهداء الذين قضوا في التفجير الذي استهدف المحكمة الشرعية في مدينة اعزاز صباح هذا اليوم عامة و يخص منهم واحداً من أهل العلم والدعاة العاملين ألا وهو السيد أسامة الجاسم عضو الهيئة العامة للمجلس الإسلامي السوري وعضو المجلس الشرعي بحلب الذي قضى اليوم على يد أحفاد الخوارج. هذا الشاب ، وأمثاله كثيرون، لم تشفع له غربته السابقة ثم عودته إلى منبج بعد تحريرها وعمله في مكتب رعاية الشهداء والمعتقلين ثم عمله بمحكمتها حتى اضطر بعد دخول تنظيم الدولة للهجرة و لم يثنه ذلك عن العودة الى اعزاز للعمل مع إخوانه في محكمة اعزاز الشرعية.
إن المجلس الإسلامي السوري إذ يعبر عن حزنه الشديد وألمه الكبير بفقد هؤلاء الشهداء ليتساءل لمصلحة من يقتل هؤلاء الأبرياء؟ و لمصلحة من تفجر المحاكم الشرعية على أيدي أدعياء الخلافة؟ أهكذا ينصر دين الله و تقام شريعته؟
وفي الوقت نفسه فإن المجلس يدعو جميع الدعاة و العاملين و جميع الثوار والأحرار والشرفاء و الناشطين لأخذ الحيطة و الحذر من مكر أعداء الله الذين استطاعوا أن يجندوا هؤلاء المغفلين والمغرر بهم ممن انطلت عليهم حيل تنظيم الدولة ويدعو هؤلاء المغرر بهم أن يثوبوا الى رشدهم و يكفوا عن دماء العلماء و الأبرياء.
نسأل الله للشهداء المغفرة والرحمة وأن يتقبلهم عنده في عليين، ونسأله الشفاء العاجل للمصابين ، ونسأله تعالى أن يعوض الأمة خيراً، وأن يجعل كيد من كاد للمسلمين في نحره، وأن يعجل نصرنا في بلاد الشام وفي كل بقاع الأرض،حسبنا الله ونعم الوكيل، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،وإنا لله وإنا إليه راجعون، وإلى الله ترجع الأمور.
المجلس الإسلامي السوري
السبت 9 ربيع الثاني 1438هـ الموافق 7 كانون الثاني 2017م