الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هُداه، وبعد..
قال تعالى: ﴿ يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِٱلْقِسْطِ شُهَدَاء للَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ ٱلْوٰلِدَيْنِ وَٱلأقْرَبِينَ﴾
لقد جاءَ خبرُ اختطافِ الشيخِ محمد عز الدين خطاب وإخوانه من علماءِ إدلبَ الأجلّاء ثقيلاً ومحزناً كما كان خبر الاقتتال بين الكتائب محزناً ، فمهما كانت الذرائعُ والحججُ ، كانَ الأحرى بالإخوةِ المتنازعينَ ألاّ يلجؤوا إلى الخطفِ لما لهذا العملِ من أثرٍ في إذكاءِ روحِ الخلافِ وتعميقِ الجفاءِ وتأسيس لسابقةٍ في إهانةِ أهلِ العلم.
إن المجلسَ الإسلاميَّ السوريَ إذ يطالبُ (جند الأقصى) بإطلاقِ سراحِ الشيخِ بدونِ قيدٍ أو شروط ، فهو لا ينطلق من ذلكِ من أي اعتبارٍ أو انحيازٍ بل من قبيلِ اجلالِ أهل العلم ، وتعظيمِ شعائرِ اللهِ ونزعِ فتيلِ أزمةٍ وفتنةٍ دهماءَ.
إنَّ اعضاءَ المجلسِ الإسلاميِ السوريِّ ليدركونَ إدراكاً عميقاً حجمَ المؤامرةِ والتواطؤَ على الثورةِ السوريةِ ، ويدركونَ مدى الكيد الذي يُدبَّر للمجاهدينَ بكافّة فصائلهم من قبلِ جهاتٍ لاتريدُ للشعبِ السوريِّ المظلومِ أن يتحررَ من قيدِ العبوديةِ ، ولا يُفشِلُ مخططاتهم ويحبطُ مؤامراتهم إلا وِحدتنا وتآلفنا ونزولنا عند حكم شريعتنا الغراء.
إن تقييدَ حريةِ أي إنسانِ دونَ حكمِ قضائيِّ أو ذنبٍ ارتكبهُ كائناَ من كان هو أقربُ إلى سلوكِ الطغاةِ والظالمين ، والأجدرُ بالمجاهدينَ أن يترفعوا عن مثل هذا السلوكِ وينزهوا سمعتهم الجهاديةَ عنه. فكيف إن كان هذا المحتجزُ شيخاً جليلاً وداعيةً جليلاً وقاضيا ًشرعياً ، فالأولى أن يُجلّ ويُحترمَ عملاً بقولهِ عليه الصلاة والسلام : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقِّر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقَّه )
وفي الختام فإن المجلس الإسلامي السوري يهيبُ بالإخوةِ في (جندِ الأقصى) أن يطلقوا سراحَ الشيخ الفاضل ويعود ألى بيته وأهله معززاً مكرماً، فضلاً عن الوصيةِ بتحسينِ المعاملةِ التي تقتضيها الأخلاقُ الإسلاميةُ والمروءةُ، ويؤكد فصلَ هذه القضيةِ الإنسانيةِ الشرعيةِ عن أي قضيةٍ أخرى مهما بلغ الخلافُ فيها والنِّزاع.
ونربأُ بإخواننا أن يُؤَسِّسوا لهذه السابقةِ في احتجازِ العلماءِ والدعاةِ والقضاةِ ، نسألُ الله أن يُلهمنا وإخواننا رُشدنا وأن يُعيذنا من شرورِ أنفسنا والحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
السبت 9/ محرم /1436
1/ تشرين الثاني / 2014