الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد،
فقد كان المجلس الإسلامي السوري و لا زال يحذر من بغي البغاة الجولانيين وعدوان المعتدين الصائلين السائرين في ركابهم منذ أن انكشفت له حقيقتهم وبعد أن مارس كل وسائل النصح والإصلاح فلم يُجد ذلك نفعاً مع قوم دربوا على الغدر وصنعوا للعدوان والصيال وانتهاك الحرمات باسم الدين.
وقد أصدر المجلس الإسلامي السوري عدة فتاوى وبيانات تؤكد حرمة الانتماء إلى هذه التنظيمات المارقة وحرمة البقاء معها وأوجب على من التحق بها أن ينشق عنها وأكد وجوب اتحاد الفصائل التي تعبر عن روح الثورة السورية وأصالتها لتقف في وجه هؤلاء وترد عاديتهم عن شعبنا وعن ثورتنا، وقد كنا نؤكد ولا زلنا أن هؤلاء هم الذين ضيعوا دماء شعبنا وطعنوا ثورتنا في ظهرها بل في خاصرتها، وجاءت الأيام لتكشف حقيقة هؤلاء البغاة وأولئك الصائلين الفاجرين. فهل بقي لذي لب وعقل أن يسأل عن دليل على حقيقة هؤلاء الذين ضلوا طريق دمشق فضلاً عن طريق الغوطة فبغوا على عشرات الفصائل وجردوها من سلاحها وتوجوا بغيهم وعدوانهم بخيانة عظمى في رابعة النهار حين سلموا مئات القرى التي كانت تحت سطوتهم إلى نظام العهر والإجرام وفروا أمام زبانيته أذلاء صاغرين فشردوا عشرات الآلاف من أبنائنا وأهلنا من ديارهم وقراهم وكادوا أن يسلموا إدلب لولا لطف الله تعالى ثم غضبة الغيارى والشرفاء من أبناء هذه الثورة.
وحين تنادت البقية الحرة من فصائلنا لتوحيد الجهود تحت اسم جبهة تحرير سوريا لم يرق لهؤلاء البغاة الغادرين أن تستعيد الثورة شيئاً من قوتها وعافيتها ولم يستطيعوا أن يكتموا حقدهم وفجورهم فدفعهم غدرهم الذي تربوا عليه وتقيتهم التي مارسوها إلى بغي جديد مفضوح وبلا خجل ولا مواربة فشنوا عدوانهم الأخير بذرائع مكذوبة مفضوحة.
والأدهى من ذلك أنه لا زال هناك من يخادع الناس والشرفاء باسم الدين والإصلاح ويصور للسذج أن هذا قتال بين الإخوة ويجب الكف عنه.
إن المجلس الاسلامي السوري يبين إزاء ما يجري على مساحة أرضنا الحرة ما يأتي:
أولاً: إن حزب الجولاني ومن بقي معه بغاة مارقون أو مرتزقة مأجورون أو أغبياء مغفلون ولا عذر لمن بقي معهم بعد اليوم، إن هؤلاء جميعاً محاربون يجب قتالهم حتى يستسلموا ويحاكموا محاكمة عادلة.
ثانياً: يجب على جميع العناصر التي خدعت بشعارات الجولاني وأكاذيبه فيما مضى أن تنشق عنه فوراً وتلتحق بفصائل الجيش الحر، أو تلقي سلاحها وتعتزل فمن ألقى سلاحه منهم فهو آمن.
ثالثاً: يجب على جميع الفصائل الحرة والثوار الشرفاء أن يكونوا صفاً واحداً في وجه هؤلاء البغاة الغلاة ولا عذر لفصيل متردد أو محتار فإما أن يكون في نصرة الغوطة وأهلها وإما أن يقف في وجه الجولانيين البغاة الذين أضروا بالغوطة وعطلوا معارك نصرتها من فصائل الشمال.
رابعاً: وإننا إذ ندعو إلى قتال هؤلاء البغاة نوصي فصائل الثورة بأخذ كامل أسباب الحيطة والحذر في تحييد المدنيين والحفاظ عليهم وتجنيبهم مناطق الاشتباك. ونوصي بإخواننا المهاجرين الذين لم يشاركوه بغيه، نوصي بهم خيراً.
خامساً: يجب على الأهالي في المدن و القرى المحررة أن ينتفضوا في وجه الجولانيين ويطردوهم شر طردة فقد انكشف عوارهم وزيفهم ودجلهم لكل ذي لب وعينين، وإننا هنا نثمن موقف شعبنا الأصيل الذي طرد هؤلاء من القرى والأرياف التي تسللوا اليها خداعاً و غدراً.
سادساً: لا يقبل بعد اليوم قول من يقول إنه يقف على الحياد فلا حياد بعد اليوم ومن يدعي الحياد فهو يعين هؤلاء على بغيهم وغدرهم وكلما تأخر أمد القضاء عليهم كان ذلك في صالح النظام المجرم وأعداء الثورة عموماً.
سابعاً: لا عذر بعد اليوم لمن يزعم من طلاب العلم الشرعي أو أدعيائه أنه نصب نفسه حكما بين الإخوة فقد كشف الجولاني عن وجهه الحقيقي بشهادة هؤلاء حين رفض الخضوع لحكم المحكمة الشرعية، مع أنه طالما اصطنع هذه المحاكم التي تبرر عدوانه وتغسل إجرامه، فلا حكم بعد اليوم مع البغاة إلا قتالهم حتى يستسلموا ويحلوا تنظيم إجرامهم وبغيهم ويحاكم قادتهم.
ثامناً: وأخيراً إن كان في حزب الجولاني من يملك بقية من دين أو أثارة من علم أو ذرة من غيرة وشرف فعليه أن يسعى في حل هذا التنظيم الذي ألب علينا الدنيا وجمع علينا قوى الشر كلها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
يا أهلنا و يا شعبنا في سوريا الحبيبة،
لقد ثرتم وصبرتم وقدمتم وضحيتم فلا تذهبن دماء شهدائكم هدراً ولا تضيعن ثورتكم هباء.
إنما النصر صبر ساعة وإنما هي أيام صدق مع الله تعالى.
ولن يضيع الله تعالى جهدكم وجهادكم ولن يخذل شامكم وثورتكم.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
المجلس الإسلامي السوري
10 جمادى الآخرة 1439 هــ الموافق 26 شباط 2018م