فقد تعرض السوريون في سنواتهم الأربع الماضية
للإرهاب بكل أنواعه من قتل وتدمير وتشريد على يد نظام بشار الأسد وحلفائه من الإيرانيين والميليشيات الطائفية اللبنانية كحزب الله والمليشيات العراقية
كأبي الفضل العباس وغيرها، مما جعل السوريين أقدر الناس على الإحساس بمرارة الظلم والإرهاب والقتل الأعمى، لذا فهم يتعاطفون مع كل بريء في العالم يتعرض للظلم والاضطهاد والإرهاب.
وإن المجلس الإسلامي يدين بأشد عبارات الإدانة أي عمل إرهابي يطال الأبرياء كما حصل في فرنسا بالأمس، ويقدم تعازيه للمصابين في هذه الجريمة النكراء ، ويذكّر بهذا المقام بضرورة المحاربة الجادة لكل أشكال الإرهاب ويعلن أن هذه مسؤولية تضامنية تكافلية تحتاج إلى معالجة صادقة على شتى المستويات والصعد، وإلى معالجة الأسباب وتجفيف الينابيع، وفي الوقت نفسه يبين أن هذه الأعمال الإجرامية لا يقرّ بها دين ولا عقل ولا إنسانية فهي مرفوضة ومدانة من الجميع ، وأن أي تهاون في هذه المعالجة الموضوعية لمشكلة الإرهاب ستدفع البشرية جمعاء ثمنه باهظاً من دمائها وأمنها ومنجزاتها.
لقد برزت
داعش كرأس حربة للإرهاب الدولي ونحن نرى أن هذا التنظيم الإرهابي صنيعة للأجهزة الأمنية السورية والإيرانية لأجل إفشال الثورة السورية وحرف مسارها وتشويه صورتها، ومن أجل إيجاد دور وظيفي للنظام السوري المتهالك في منظومة “مكافحة الإرهاب” بعد أن فقد هذا النظام شرعيته في الداخل السوري وحجبها عنه كثير من الجهات الخارجية، وهكذا بعض الأنظمة كروسيا احتلت سوريا بدعوى محاربة
الإرهاب فصارت تمارس الإرهاب وتقتل الشعب السوري وتدمر بلاده ومقدراته في حرب إبادة لا مثيل لها ولا يكاد حربها على داعش يرى له أي أثر يذكر.
لقد بدأ
النظام السوري ينفذ تهديداته التي أطلقها أول الثورة على لسان المفتي العام (أحمد حسون) بأنهم يجهزون الإرهابيين والانتحاريين لضرب أوربا ونقل الإرهاب إلى عقر دارهم وكذلك وزير خارجية النظام “وليد المعلم” الذي هّدد بتصريح بائس سمج بأنه سيمسح أوربا من خارطة العالم، وأنه سينقل الأزمات إلى كل المنطقة، والسوريون يعلمون شعار هذا النظام الأسود (الأسد أو سنحرق البلد) لكن الحقيقة الواضحة الآن أن هذا الشعار تبدّل ليكون (الأسد أو سنحرق العالم).
وفي الختام فإن
المجلس الإسلامي السوري يرى أنه لن ينجح مشروع مكافحة
الإرهاب ما دام النظام السوري
الراعي والممارس للإرهاب جاثماً على صدور السوريين وكذلك دولة “الملالي” في إيران التي مارست الإرهاب ودعمته في كل العالم والعالم يعرف ذلك كله، والمأمول من العالم كله أن يدعم الثورة السورية لأن في انتصارها انتصاراً لقيم الحق والعدل والخير، ووأداً للإرهابيين الذين لن يحاربهم بصدق وجدّ على الأرض السورية سوى الشعب السوري أكبر المتضررين من هذه الظاهرة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المجلس الإسلامي السوري
2 صفر 1437 هجري، الموافق 14 تشرين الثاني 2015م