الحمد لله القائل: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون” .. والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل ((لَغَدْوَةٌ في سبِيلِ اللَّهِ، أوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِن الدُّنْيَا وَمَا فِيها))
وبعد:
فقد قدمت ثورتنا المجيدة أمس أحد القادة والرموز إلى معارج الشهادة ليلحق بمواكب الشهداء على طريق العز والفخار ألا وهو البطل عبد الباسط الساروت الذي قضى متأثراً بجراحه في معارك الشرف والبطولة.
قد فاضت الروح إلى بارئها لتطوي سنوات من الهجرة والجهاد، كان الساروت فيها سباقاً إلى ميادين الصدع بالحق والوقوف في وجه الظالمين كما كان سباقاً إلى ميادين الوغى ، لم يمنعه من ذلك أنه البقية الباقية لأمه بل كان على عهد من سبقه وقدم البرهان وهو يستحث إخوانه على المضي في طريق الجهاد فكان خامس إخوته في هذا الطريق.
نستحي أن نعزيكِ يا أم الساروت ولكن نهنئك بما جعل الله لك من شفعاء يوم القيامة، شرف لم ينله إلا القليل من النساء.
ونعاهدك أن تبقى دماء أبنائك نبراساً على الطريق حتى تتخلص سورية من الظلم والطغيان وترفرف عليها رايات الحرية والعدالة والكرامة.
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وما نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون ويبقى الأمل في المجاهدين والمرابطين من إخوان الساروت رحمه الله ليسدوا هذه الثلمة التي حصلت بفقده.
فجددوا العهد أيها الأبطال وامضوا على الطريق الذي مضى عليه واثأروا لدماء الشهداء الأبرار.
اللهم تقبل شهداءنا، وارفعهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
المجلس الإسلامي السوري
الأحد ٦ شوال1440 هـ الموافق 9-6-2019